على الرغم من ندرة الحبر والورق

quot;الاخبارquot; اللبنانية تطل من بين الركام

فادي عاكوم - ايلاف


في خطوة بيضاء في زمن الحرب الاسود تؤكد اصرار اللبناني على العيش رغم ما جرى ومايجري وما سيجري، وعلى الرغم من الحالة الاقتصادية التعيسة التي يعيشها اللبنانيون بعد الحرب المفروضة عليهم وعلى الرغم من ندرة المواد الاولية للطباعة وصعوبة التوزيع انضمت نجمة جديدة الى فضاء لبنان الصحافي تحت اسم quot;الاخبار quot; وهي صحيفة يومية، وستصدر اعتبارا من صباح اليوم الاثنين وهي من 24 صفحة من الحجم الوسط ويرئس تحريرها الزميل جوزف سماحة ومستشار التحرير الزميل انسي الحاج.


وquot;الاخبارquot; تصدر عن quot;شركة اخبار بيروتquot; التي يرئس مجلس ادارتها الزميل ابراهيم الامين الذي يرئس قسم المحليات السياسية، وتضم في صفوفها العديد من الاقلام السياسية والاعلامية وعددا من الزملاء ذووي الخبرة في المجال الاعلامي وأصحاب اسماء معروفة في معالم الصحافة، والجدير ذكره ان الصحافي المخضرم الكبير انسي الحاج ترك حشيشة قلبه النهار البيروتية بعد خلاف على الافكار مع الشهيد الراحل جبران التويني، وابراهيم الامين الخارج من رحم السفير اللبنانية المتغنية بالعروبة واخواتها، وتركها بعد مناكفات مع ال سلمان حول افكاره المعاكسة للتيارات المسيطرة على الساحة اللبنانية.

وفي العدد الاول او التجريبي وجهت ادارة التحرير رسالة الى قرائها، وبدت فيه روح المشاكسة بشكلها الواضح ومعارضة للسياسة الاميركية الحالية ،واعتذرت فيه عن الصدور المبكر بسبب الاوضاع هذا نصه :

اعتذار عن صدور مبكر

كانت الاستعدادات جارية لصدور quot;الأخبارquot;. كنا نضع اللمسات ما قبل الأخيرة الا أنّ الأحداث الطارئة داهمتنا كما داهمت الجميع. كان لا بدّ من الاسراع، من تجاوز بعض التفاصيل، خفض سقف التوقعات. كان لا بدّ من ولادة سريعة. لذا وجب الاعتذار. الاعتذار عن صدور مبكر.

ها هي quot;الأخبارquot; بين أيدي القراء. ليست تماما الجريدة التي كنا نتمناها: شاملة، متكاملة، عصرية، مهتمة بمروحة واسعة من القضايا والعناوين. ولكنها، مع ذلك، أقرب ما تكون الى ما كنا نريد لها أن تكون. تصدر quot;الأخبارquot; في وقت عاصف لبنانيا واقليميا. تصدر لتكون جريدة توعية لا جريدة تعبئة. جريدة تعبئة بواسطة التوعية. ستخوض معمودية الدم لتختبر الفكرة التي كانت وراءها: أقصى المهنية، أقصى الوضوح السياسي، أقصى الموضوعية. ولأن الوضع هو على ما هو عليه فاننا نرجو من القرّاء أن يدققوا ويحاسبوا ويتصرفوا حيالنا كمواطنين لديهم حقوق كاملة في أن يتلقوا خدمة جدية.

العدد الأول هو عدد أول. لم تسبقه تجارب كثيرة. لم يستعد الجسم التحريري والفني والاداري له كما كان يفترض أن يحصل في الأحوال العادية. جرى اسقاط أبواب وأقسام وزوايا. قد تكون هي ما كانت ستتراجع أهميتها حين تصادر قضية واحدة، ليست أقل من قضية المصير الوطني، العناوين كلها.

تخرج quot;الأخبارquot; وتدخل في المواجهة.

ستكون جريدة تأكيد عن الواقع القائل بأن العرب، واللبنانيين، في حالة اشتباك مع اسرائيل.

ستكون جريدة اعتراضية على السياسة الخارجية للادارة الأميركية الحالية في منطقتنا وفي العالم. أي أنها، ببساطة، ستكون جزءا من مزاج كوني، وأميركي، يخشى مغامرات جورج بوش ومعاونيه ومثقفيه، في العالمين العربي والاسلامي ولكن، ايضا، في أرجاء المعمورة، في داخل الولايات المتحدة.

ستكون جريدة السلم الأهلي، والسجال ضد الاتجاهات النابذة، والهم الاجتماعي في اعادة الهيكلة الاقتصادية، وفتح العين على الفساد، واحترام الآراء كلها، والاهتمام بقضايا المهمشين. باختصار ستكون جريدة المواطنين المهجوسة بقضاياهم المتعاطية مع الحياة العامة في لبنان من هذا الموقع. لن ننظر الى اللبنانيين من أعلى، أي من حيث تنظر اليهم الطبقة السياسية سننظر الى هذه الطبقة السياسية من أسفل، من موقع المواطن، وسنتعامل مع المسؤولين جميعا بصفتهم مجرد موظفين يقبضون رواتبهم من المكلفين ويتوجب عليهم خدمتهم فحسب.

ستكون جريدة رفع سقف النقاش حول قضايا الأمة العربية وحول سياسات الحكومات، وحول ممارساتها في الميادين كلها. يعني ذلك التطرق الى المسكوت عنه، والى الممنوع تداوله، والى ما يتم تجاهله بالتواطؤ والاغفال.

ستكون جريدة تفكر في وضع العالم وفي وضعنا ضمنه بدءا بالسياسة مرورا بالاقتصاد والرياضة والبيئة والقضايا الاستراتيجية وصولا الى الثقافة.

هذه الوعود مغامرة محسوبة. ولأنها كذلك فانها لن تخشى نقد القراء ولا النقد الذاتي ولا نقد الزملاء في الصحافة... أكثر من ذلك سنرحب أن نفتتح هذا النقد ونمارسه حيال النفس والغير.

quot;الأخبارquot;، اعتبارا من اليوم، أمانة بين يدي القارئ.

تصدر مدركة أن القارئ، اياه، يعيش أياما عصيبة في وجه الالة التدميرية الاسرائيلية المحمية أميركيا والممنوحة، من قبل دول عربية وأجنبية، فرصة اعادة تشكيل لبنان والمنطقة.

قد لا يكون القارئ في منزله، او مكتبه، او قريته، او مدرسته، او منطقته، وقد لا يكون ممتلكا ل quot;ترفquot; القراءة... الا أن الصدور كان ضروريا. سنحاول أن نقوم بواجبنا. لا أكثر ولا أقلّ.


وقد وضعت ادارة الجريدة موقعا الكترونيا تجريبيا هو: www.al-akhbar.com.