فريق مستشاري المالكي بلا مكاتب أو مساعدين
خبرات متواضعة لمهن تفوق قدرات متوليها

إيلاف من عمان: أثارت التقارير التي تحدثت عن دور مجيد ياسين المستشار الصحافي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في إقناعه على اتخاذ قرار بغلق مكتب فضائية العربية في بغداد لمدة شهر واحد مؤخراً تساؤلات المراقبين عن طبيعة المهام التي يقوم بها مستشارو المالكي وخبراتهم وكيفية آدائهم لمهماتهم وتأثيرهم على سياسات وقرارات مجلس الوزراء. quot;إيلافquot; التقت اليوم في عمان أحد موظفي مجلس الوزراء العراقي فضل عدم الكشف عن اسمه وهو ممن شملتهم عمليات التغيير التي شهدها ديوان المجلس من نقل واستغناء للموظفين والعاملين في مكتب رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري وتم من ضمنها إلغاء مخصصات حماية الجعفري وسحب عدد من سياراتهم المخصصة للحماية وممارسة ضغوط على موظفين للانتقال الى وظائف أخرى.

ويقول هذا الموظف السابق الذي جاء الى عمان من بغداد هذا الأسبوع وتحدث عن المستشارين الجدد الذين يحيطون بالمالكي إنه ليست هناك ادارات او مكاتب يتولاها الاشخاص المعينين مستشارين لرئيس الوزراء وليس لاغلبهم مساعدون او طاقم يعينهم على مهماتهم .. كما انه ليس هناك ارشيف يطلعون من خلاله على متابعة القضايا التي يسعون لمعالجتها نظرا لعدم اهتمام اغلبهم بذلك .

ويشير الى انه بالاضافة الى هؤلاء هناك عدد اخر من المستشارين من اصحاب الاختصاص والوزراء السابقين ممن يتمعون بكفاءات عالية لكنهم غير ملتحقين بوظائف معينة في مكتب المالكي فهم معينون اسما فقط لتصرف لهم مرتبات الدرجة الوظيفية المعينين فيها. كما يفيدبان مستشاري المالكي في الوقت الحاضر هم :

** المستشار الصحافي .. ياسين مجيد:
من سكان مدينة البصرة العراقية الجنوبية وعمل مترجما للغة انكليزية ويحمل جنسية ايرانية بأسم quot;اغا بهبهاquot; وزوجته تحمل هذه الجنسية ايضا اكتسبها بعدما هرب من العراق الى ايران مطلع الثمانينات وعمل هناك مراسلا لمحطة اذاعة بي بي سي البريطانية .. كما كان يعمل في احدى المكاتب الخاصة لوزارة الداخلية الايرانية .
وقد استدعاه المالكي عندما اصبح رئيسا للوزراء للعمل مستشارا صحافيا له .. وهو لايتمتع بكفاءات اعلامية عالية واتجاهاته ايرانية وهو كان وراء اغلاق الحكومة العراقية مؤخرا لمكتب فضائية العربية في بغداد مؤخرا بعد ان اقنع المالكي بانها طائفية وتساعد على الارهاب .
ويعمل مع مجيد حوالي 15 موظفا ليست لهم كفاءات اعلامية وكانوا مجرد حراس لدى المالكي عندما كان عضوا في مجلس النواب والرجل الثاني في حزب الدعوة الاسلامية . وهو معروف بتسلطه ويمنع أي من هؤلاء من ابداء وجهات نظرهم في القضايا الاعلامية .. وهناك شكاوى ضده من الصحافيين والمراسلين العرب والاجانب .. وهو يحد من اجراء المالكي للمقابلات الصحافية وكان وراء عدم اجرائه لاي مقابلات من هذا النوع خلال زيارته للولايات المتحدة اواخر تموز (يوليو) الماضي .

** مستشار الشؤون العامة .. ابو مصطفى الكاظمي:
كان يعمل مجهزا للمواد الغذائية وهو محسوب على حزب الدعوة.. يحمل شهادة الدراسة المتوسطة ولذلك فان الشروط الموضوعة التي تستوجب الحصول على شهادة جامعية لتولي وظيفة المستشار لاتنطبق عليه . وهو يتولى مهمة متابعة شؤون مجلس الوزراء واجتماعاته .

** مدير التشريفات .. كاطع الركابي:
قريب من حزب الدعوة وكان مقيما في سوريا في زمن النظام السابق ومنها لجأ الى استراليا .. وهو لايحمل أي شهادة علمية وربما المتوسطة فقط .. كما انه لايجيد أي لغة اجنبية وليس له أي خبرة في البروتوكول وغير مؤهل لدخول أي دورة دبلوماسية او بروتوكولية تأهيلية على حد ما اكده احد موظفي وزارة الخارجية العراقية .

** مدير مكتب رئيس الوزراء .. الدكتور طارق النجم:
معروف باخلاقه الرفيعة ويتمتع بقدرات اكاديمية عالية في تعليم اللغة العربية وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في العربية من اليمن وعمل تدريسيا هناك . ثم انتقل الى لندن في بداية التسعينات وعمل مع حزب الدعوة الاسلامية . ليست له قدرات ادارية ولايتمتع بعلاقات عامة .

** مسؤول حماية المالكي .. ابو رحاب:
متزوج من ابنة المالكي وكان يعمل خبازا في احدى الدول الاسكندنافية .. وهو مسؤول عن مجموعة من العناصر تتولى حماية المالكي في تنقلاته وزياراته .

** مستشارة قانونية .. مريم الريس:
موظفة سابقة ومحامية وكانت عضوة في الجمعية الوطنية السابقة عن الائتلاف العراقي الشيعي لكنها ترشحت في الانتخابات الاخيرة مع قائمة المؤتمر الوطني العراقي برئاسة احمد الجلبي ولم تفز بعضوية مجلس النواب الحالي . تبحث عن حضور اعلامي وسياسي وانخرطت مع المجلس السياسي الشيعي ثم حزب الامة . ليس لها عمل محدد وهي تحمل اللقب من دون مهمة معينة تقوم بها .

** مستشار الشؤون السياسية .. صادق الركابي:
كان سفيرا في قطر بعد سقوط نظام صدام .. واقام في مدينة لندن سابقا وعمل فيها رئيسا لتحرير جريدة quot;صوت العراقquot; نصف الشهرية الناطقة باسم حزب الدعوة . معروف بانغلاقه ولايجيد فن العلاقات العامة .. لكنه يحمل مؤهلات فكرية جيدة غير انها تتصف باحادية الجانب .

** مستشار العلاقات الدولية .. احمد السعداوي:
كان يعمل بتجارة الملابس في دولة الامارات العربية .. ومنها انتقل الى كندا .. يجيد اللغة الانكليزية لكنه يفتقد للخبرة في العلاقات الدولية .. وهو يحمل شهادة معهد التكنولوجيا في بغداد .

** الناطق الرسمي بأسم الحكومة .. الدكتور علي الدباغ:
رجل اعمال كان يتخذ من دولة الامارات ساحة لعمله .. مختص بشؤون المرجعية الشيعية في النجف .. انتخب عضوا في الجمعية الوطنية العراقية السابقة عن الائتلاف العراقي الشيعي .. لكنه دخل الانتخابات الاخيرة على رأس قائمة منفصله لكنه لم يفز بعضوية مجلس النواب الحالي . اختير نائبا للامين العام لحزب الفضيلة الاسلامية . متعاون مع الصحافيين من جميع الاطراف وله علاقات جيدة وواسعة مع الاعلام العربي وخاصة فضائياته . يتمتع بقدرة على الحوار الهاديء وعكس توجهات الحكومة التي ينطق باسمها بشكل عقلاني وهاديء ومقنع .

** مستشار .. سامي العسكري:
مسؤول عن اختيار مستشاري رئيس الوزراء .. كان عضوا في قيادة حزب الدعوة خلال فترة التسعينات .. وانفصل عنه وعمل مع موفق الربيعي (مستشار الامن الوطني حاليا) ثم مع الشخصية السياسية الدينية عضو مجلس الحكم السابق السيد محمد بحر العلوم .. كما تعاون مع التيار الصدري وحزب الفضيلة الاسلامية .
يتمتع بحظوة كبيرة لدى المالكي وكلمته مسموعة لديه .. وكان وراء تهيئة ترتيبات زيارة المالكي الى ايران مؤخرا . . وله دور في سير السياسة العراقية داخليا وخارجيا ومن المقربين جدا من المالكي .

** مستشار الشؤون الدينية .. فاضل الشرع:
رجل معمم من التيار الصدري الشيعي ولايحمل درجة دينية علمية عليا .

** مستشار الشؤون القانونية .. فاضل الشرع :
(وهو غير مستشار الشؤون الدينية) .. من المعروف عنه تشدده وهوايته رفض القضايا المعروضة عليه مفضلا الصبغة الشخصية وليست القانونية في البت بهذه القضايا .

*** مستشارون يحملون اللقب فقط :
وهناك شخصيات اخرى بينهم من يحمل اختصاصا ويتمتع بكفاءات عالية ولكنهم لايمارسون عملهم ومنحت لهم درجة المستشار وظيفيا من اجل صرف مرتبات لهم .. ومنهم مهدي الحافظ وزير التخطيط والانماء السابق وثامر الغضبان وزير النفط السابق وحسين الشامي رئيس الوقف الشيعي سابقا .

ويؤكد الموظف السابق ان عددا كبيرا من المسؤولين العراقيين الذين يتعاملون مع مكتب المالكي يرون ان فريق مستشاريه يحتاج الى تغييرات جذرية ورفده بشخصيات فاعلة تحمل من الكفاءات والخبرات في مجال اختصاصها المهني الحالي ما يؤهلها على مساعدته في مهماتهه الجسيمة التي يقوم بها في اخطر ظروف يواجهها العراق حاليا وتطلب جهودا استثنائية لحل مشاكل العراقيين الحالية او التخفيف منها على الاقل .

وياتي الادلاء بهذه المعلومات في وقت تساءل قادة رفيعو المستوى في الجيش الأميركي عما إذا كان لدى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي النية السياسية لمكافحة الفساد في مؤسسات الدولة ومعالجة ملف الميليشيات المسلحة.

ونقلت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; عن مسؤول عسكري رفيع المستوى قوله إن عملية تطهير الحكومة داخليا تتطلب بعض الوقت معربا عن أمله في أن يأتي حينها رئيس حكومة قادر على أداء تلك المهمة. وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين مازالوا يعبرون علنا عن ثقتهم المشوبة بالحذر بقدرة رئيس الوزراء العراقي على تشخيص المشاكل ومعالجتها غير أنهم يتداولون أسئلة فيما بينهم وخلف أبواب موصدة حول أداء المالكي. وفي هذا السياق يقول الجنرال بيتر شياريلي وهو ثاني أكبر مسؤول عسكري أميركي في بغداد quot;إنه لا يمكن القبول بوجود ميليشيات تنافس قوات الأمن الحكومية في مهامها.quot;

وطرح عدد من القادة العسكريين الأميركيين مؤخرا مقترحات بتولي قواتهم مسؤولية القضاء على الميليشيات في أحياء بغداد إن فشلت حكومة المالكي في إيجاد حل عاجل. وتقول الصحيفة إن الهدف الأول لهؤلاء القادة سيكون على الأرجح ميليشيات جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر التي يتهمها العديد من السنة باستهدافهم.

على صعيد آخر تشير الصحيفة إلى تعاظم القلق في واشنطن إزاء الفساد المستشري في مؤسسات الدولة العراقية. وصرح مسؤول أميركي آخر بأن المسؤولين في جميع وزارات الدولة يستغلون مناصبهم لحساب أنفسهم وأحزابهم السياسية مدعيا إنهم يفعلون تماما ما كان يفعله صدام حسين حين كان في سدة الحكم.