محمد بن راشد يلتقي جوردان براون في لندن غدا
المحادثات تتناول الوضع في العراق ومؤتمر الخريف للسلام
تاج الدين عبد الحق من أبو ظبي: يعقد الشيخ محمد بن راشد المكتوم نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي غدا( الخميس ) محادثات في 10 داوننغ ستريت مع نظيره البريطاني جوردن براون . ويرافق الشيخ محمد وفد رفيع يضم الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية وعدد من الوزراء والمسؤولين .

وعلى الرغم من ان الزيارة ستكون قصيرة الا انها تحظى باهتمام اماراتي وبريطاني يتناسب مع المستوى الذي وصلت له علاقات البلدين .وتعد دولة الامارات بالنسبة إلى بريطانيا ثاني شريك تجاري لها وواحدة من اكثر الدول جذبا للاستثمارات البريطانية خاصة في قطاع العقارات وقطاع السياحة . وتمثل الجالية البريطانية اكبر جالية غربية في الامارات .

كما ان حركة السفر بين البلدين حركة نشطة اذ تزيد الرحلات الجوية بين المطارات الاماراتية والبريطانية عن 100 رحلة اسبوعيا . ويلعب القطاع الخاص في البلدين الدور الاساسي في الشراكة الاقتصادية بين البلدين، ما يعطي المجال امام الشيخ محمد ونظيره البريطاني للتفرغ لبحث القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك . وحسب مصادر دبلوماسية بريطانية فان العلاقات مع الامارات تكاد تكون نموذجية وان المسألة التي يمكن ان تثار في هذا الصدد هي تطوير التشريعات الاماراتية لتكون بمستوى الحيوية التي تتسم بها علاقات الشراكة تلك .
وعلى المستوى السياسي فإن لدولة الامارات صوتا مسموعا لدى الدوائر البريطانية ، وحسب المصدر البريطاني فإن الاعتدال الذي تتسم به السياسة الخارجية الاماراتية عنصر مهم في تكوين علاقة سياسية مستقرة بين البلدين . وستكون الاوضاع في العراق ومؤتمر الخريف للسلام الذي دعا اليه الرئيس بوش والذي ينتظر ان تشارك فيه دولة الامارات من بين ابرز الموضوعات التي سيتناولها الشيخ محمد مع نظيره البريطاني . وحسب مصادر اماراتية فإن الشيخ محمد يأمل ان تلعب بريطانيا دورا نشطا لانجاح مؤتمر الخريف خاصة وان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يتحرك بصفته مبعوثا للجنة الرباعية للتحضير للمؤتمر المشار اليه .
وفي ما يتعلق بالوضع في العراق فإن الجانبين سيتناولان الانعكاسات المحتملة لانسحاب جزء كبير من الوحدات البريطانية من العراق والكيفية التي يمكن بها ملء الفراغ الذي يخلفه هذا الانسحاب و العمل على تفادي الانزلاق الى اي مواجهات تتسبب في مزيد من الضحايا البشرية والخسائر المادية فضلا عن ضبط اي تدخلات خارجية .
وقال مصدر بريطاني ل إيلاف ان الكيفية التي يتحرك بها الشيخ محمد على المسرح الدولي تثير الاعجاب فهو لايكتفي بما حققته مبادراته الاقتصادية من نجاحات لدولة الامارات بل هو يعمل على توسيع مدى هذه المبادرات لخلق شراكات مع الدول الاخرى التي تجد في النجاحات التي تحققت في الامارات حافزا قويا لها لدخول اتفاقات استراتيجية مع الامارات . ويضيف هذا المصدر فيقول ان المبادرات الانسانية التي يقوم بها الشيخ محمد بن راشد عززت صورته القيادية وجعتله شخصية عالمية جديرة بالثقة والاحترام ، كما انها تغير الى حد كبير تلك الصورة النمطية التي حملها البعض عن الدول العربية النفطية باعتبارها ( منفقا سفيها ) لثروات سهلة .