شيخ الصحافة الذي ظل 74 عاماً معارضاً منحازاً للحرية
رحيل الكاتب المصري جمال بدوي في آخر ساعات العام
الكاتب جمال بدوي |
نبيل شرف الدين من القاهرة: وكأن العام 2007 الذي يوشك على الرحيل، قد أبى إلا أن تشهد ساعاته الأخيرة فاجعة في أوساط الصحافيين، بوفاة أحد رجالات الحرس القديم للمهنة، وهو الكاتب الصحافي، والمؤرخ المصري الكبير جمال بدوي، الذي غيبه الموت عن عمر ناهز 74 عاماً، بعد مسيرة حافلة وصلت إلى نصف قرن في بلاط صاحبة الجلالة، فضلاً عن اهتمامه الواسع بالتاريخ والدراسات الحضارية. ويعد بدوي من أكثر المؤرخين المصريين ولعاً بروح مصر وشخصيتها الحضارية، ورغم تجواله الطويل في دهاليز التاريخ ووثائقه، فقد ظل منغمساً في القضايا العامة والسياسية، ولم يغادر خندق المعارضة طوال حياته، حتى تعرض لحادث اعتداء شهير دُبر له بسبب كتاباته المعارضة للنظام الحاكم، إذ انتقد سياسات العديد من الحكومات ورؤساء الوزارات والوزراء المتعاقبين، كما عرف أيضاً بانحيازه الحاسم للحرية والحداثة والليبرالية، حتى اشتهر في أوساط الصحافيين المصريين بلقب "شيخ الصحافة المتحرر".
ونال الراحل عدة جوائز وأوسمة طوال تاريخه المهني، منها "وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى"، الذي حصل عليه عام 1995، كما حصل أيضاً على الجائزة الأولى من صحيفة "الشرق الأوسط" العربية التي تصدر في لندن، عن أفضل مقال نشر خلال العام 1996، وقد حاز كتابه "أنا المصري" على أوسكار أفضل كتاب في المعرض الدولي للكتاب عام 2004.
وفي السيرة الذاتية فقد ولد محمد جمال الدين إسماعيل بدوي في مدينة بسيون في محافظة الغربية في دلتا مصر عام 1934 ونشأ وتعلم في مدارسها، وتخرج في كلية الاداب في جامعة القاهرة - قسم الصحافة عام 1961، وأثناء دراسته اختاره الكاتب الكبير الراحل مصطفى أمين للعمل في صحيفة أخبار اليوم. وفي العام 1972 شارك بدوي مع زملاء آخرين في إصدار صحيفة "الاتحاد" في دولة الامارات العربية، ثم عاد في العام 1981 إلى أخبار اليوم، كما شارك أيضاً عام 1984 في تأسيس صحيفة "الوفد" مع الراحل مصطفى شردي وعمل مديرا للتحرير، ثم رئيسا للتحرير عام 1989 حتى استقال وعاد الى داره الأساسية "أخبار اليوم"، وظل ينشر عشرات الدراسات التاريخية الرصينة في صحف الدار، ومجلة "المصور" وصحف الجمهورية المصرية والشرق الأوسط اللندنية والاتحاد الإماراتية والشرق القطرية وغيرها.
التعليقات