تقرير لدولة مشاركة في القوة الدولية وصل إلى quot;إيلافquot;
quot;حزب اللهquot; لم يعد قادراً على تحريك جبهة شبعا
يستهل التقرير بعرض ديموغرافي - جغرافي للوضع في المنطقة المشار اليها، حيث لقي الجيش اللبناني استقبالا شعبيا كبيرا في شبعا وحاصبيا وجوارهما بعيد انتهاء حرب تموز/يوليو بين الجيش الإسرائيلي وquot;حزب اللهquot; ، الأمر الذي حمل دلالات كثيرة في شأن الإنتماءات السياسية والطائفية والمذهبية وبيّن رفضهم وجود اي قوة عسكرية على أرضهم خارج اطار الشرعية اللبنانية وقواها الامنية. وأوضح ان توزع أهالي منطقتي شبعا وحاصبيا بين سنة ودروز ومسيحيين خلافاً للمناطق الجنوبية الاخرى، يؤدي دورا حاسما في ابعاد ماكينة الحزب الشيعي التنظيمية عن التفاعل مع الواقع الشعبي اسوة بالمناطق الاخرى.
وتورد المعلومات استنادا الى محصلة التحركات الشعبية الاخيرة في يوم quot;الاضراب العامquot; الذي دعت اليه قوى quot;المعارضةquot; ان نسبة الاستجابة الشعبية كانت دون المستوى المطلوب ، إذ استمرت الحياة الطبيعية على امتداد بلدات المنطقة وقراها التي توالي بنسبة كبيرة الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه النائب وليد جنبلاط، وحليفه quot;تيار المستقبلquot; ورئيسه النائب سعد الحريري. ويلحظ التقرير في هذا الإطار أن اكبر الوفود الشعبية التي توجهت الى السرايا تأييداً للحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة كان من بلدة شبعا تحديداً.
ويتطرق التقرير الى وقائع اخرى منها عثور وحدات الجيش اللبناني والكتيبة الاسبانية العاملة في الجنوب على مخازن عدة لأسلحة صاروخية وذخائر في أنحاء مختلفة من منطقة شبعا المتاخمة للجبهة المفترضة مع اسرائيل. ويشير التقرير إلى ان هذه العمليات الأمنية ما كانت لتتحقق لولا تعاون الأهالي ومساعدتهم القوى الشرعية وحليفتها الدولية في العثور على المخابئ السرية واكتشاف العتاد الحربي، وذلك يعني في المفهوم العسكري ان quot;حزب اللهquot; خسر التأييد الشعبي من المحيط الذي يعمل فيه في تلك الناحية.
وفي نقطة اخرى يشير التقرير استنادا الى معلومات موثوق بها ومن مصادر مختلفة الى ان quot;حزب اللهquot; أخلى غالبية مواقعه العسكرية عند محور مزارع شبعا وكفرشوبا من السلاح والذخيرة، وقد شاهد المواطنون بأم العين شاحنات كبيرة تتوجه شمالاً في اتجاه البقاع بكميات ضخمة من عتاد عسكري يضم صواريخ ومدافع وراجمات، وذلك بحراسة وحدات عسكرية لبنانية.
ويلحظ التقرير أيضاً ان quot;المقاومة الاسلاميةquot; لم تقدم على اعادة ترميم الانفاق والمخابئ وغرف العمليات التي كانت عرضة للقصف الاسرائيلي المركز. ويشير إلى أن العسكريين المحترفين لدى quot;الحزبquot; لن يقدموا على اي مواجهة عسكرية من دون إعداد القاعدة اللازمة، من مواقع رصد ومراقبة ومخابئ للأسلحة الثقيلة ومرابض لمنصات الصواريخ، علماً أن إعدادها يحتاج الى عمل وجهد كبيرين والى موافقة الجيش اللبناني والقوة الدولية المعززة، اضافة الى تغطية من المحيط الشعبي، وكل هذه الشروط غير متوافرة لأسباب مختلفة.
ويخلص التقرير الدبلوماسي بإشارة الى أن اي تسوية للوضع اللبناني الداخلي يجب أن تلحظ ترتيباً لوضع مزارع شبعا من أجل تثبيت الوضع المستقر في تلك الناحية على نحو يرضي جميع الاطراف من دون حاجة الى سفك المزيد من الدماء.
التعليقات