بين مطرقة المعارضة وسندان الاكثرية
الجيش اللبناني عمل المستحيل لتفادي الفتنة

ريما زهار من بيروت: لم يكن وضع الجيش اللبناني في الاسبوع الماضي خلال احداث الثلاثاء والخميس مما يحسد عليه، فقد كانت مهمته تأمين الحماية للمواطن والممتلكات الخاصة والعامة دون المساس بمهمته الامنية، ووجد الجيش نفسه بين مطرقة المعارضة التي تمثلت بحزب الله والتيار الوطني الحر والمردة وحركة امل وبين سندان الاكثرية المتمثلة بتيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي.
وظهرت بعض الانتقادات للجيش اللبناني تمثلت بعدم حزمه في ضبط الوضع وبعضهم اتهمه بأنه لجأ الى القوة لقمع الاشتباكات، وهكذا بدا الجيش وكأنه كبش محرقة بين الاكثرية والمعارضة في لبنان.
وخلال الاشتباكات الماضية، لجأ قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى دق ناقوس الخطر والطلب بالحاح من المسؤولين ايجاد حل سياسي لمعركة الشوارع، التي يقوم بها مناصرون للمعارضة والموالاة على حد سواء، وبالنسبة للمؤسسة العسكرية فان الحل الوحيد يكون باستخدام الحوار في مهب الاشتباكات.

وذكرت مصادر معنية ان الجيش بالتنسيق مع القوى الامنية نفذ امس خطة امنية جديدة في بيروت، لتفادي ما حصل من خروق امنية الاسبوع الماضي، انتشر بموجبها نحو 6 آلاف عسكري من افواج التدخل الاول والثاني والمغاوير والمجوقل عند مفترقات الطرق الرئيسية وفي نقاط حساسة حيث هناك تداخل سكاني مذهبي، وقرب المؤسسات العامة والوزارات ذات الطابع الحساس في هذه المرحلة.
واشارت الى ان الجيش عزز حضوره في وسط بيروت، حيث اقام حاجزًا مدشمًا في شارع المصارف فصل من خلاله المؤسسات الموجودة في الشارع عن المعتصمين في ساحة رياض الصلح، بعدما كان جهاز الانضباط في حزب الله هو الذي ينظم في هذه النقطة الدخول الى هذه الساحة والخروج منها.
ومع كل هذه التدابير هل يمكن القول بان الجيش بمنأى عن اي انقسام قد يواجهه في المستقبل في حال عادت الاشتباكات واندلعت مجددًا في لبنان؟

يقول الجنرال المتقاعد الياس حنا بان المضمون السياسي الحالي لم يسهّل وظيفة الجيش خلال الاحداث الماضية، وكانت المعادلة المتبعة هي التالية:quot;اذا تدخل الجيش سيخسر، واذا لم يتدخل سيخسر ايضًا.
وبالنسبة له فان الجيش عمل بشكل جيد وعمل المستحيل من اجل تجنيب فتنة ما في لبنان.
والمشكلة بالنسبة له تكمن في ان الجيش يتكون من خليط كبير فمنه من يناصر تيار المستقبل وآخرون يناصرون التيار الوطني الحر، وكانت مهمتهم شديدة الحساسية في ضبط النفس من اجل ضبط الوضع الامني.

الموالاة

ويقول النائب السابق فارس سعيد ان الجيش حاول ان يلعب دورًا محايدًا وقيادة الجيش حكيمة كما ان سلوك وزير الدفاع جيد، واذا كانت هناك من امور ظهرت للاعيان فلقيادة الجيش ووزير الدفاع معالجة الامور.
اما النائب علي المقداد فيعتبر ان الجيش اللبناني تلقى ضربات مؤلمة وكنت قيادته تتمتع بحس المسؤولية الكبرى، ولم ترد على هذه الهجمات، وكما لاحظنا وشاهدنا نهار الخميس الماضي يوم المشاغبات الطالبية، اطلق النار على الجيش بشكل مباشر واصيب نحو 24 عنصرًا، بين ضابط وفرد ولم يرد بشكل مباشر الجيش من هنا نقول ان الجيش قد تمتع بحس المسؤولية وبرهن انه لا يزال الضامن الاساسي للامن واتمنى ان يبقى كذلك من دون اي قرار سياسي يسلط عليه.

رئاسة الوزراء

ومن الناحية التقنية فان قيادة الجيش تابعة لمجلس الوزارء، ويجب ان تطبق تعليمات وزير الدفاع، مع الاخذ بعين الاعتبار بان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود هو القائد الاعلى لها.
وعندما لا يعترف رئيس الجمهورية بشرعية الحكومة، وهذه الاخيرة لا تقر بشرعية رئاسة الجمهورية، فان المشكلة كامنة بحد ذاتها وستلقي بظلالها على كل مؤسسات الدولة بما فيها الجيش اللبناني.
دون ان ننسى بان الجيش ومنذ شهرين منتشر في وسط بيروت ومما انهك قواه اكثر هو تلك التظاهرات الاخيرة التي عمت كل ارجاء لبنان مرورًا بالاشتباكات الطالبية التي حصلت أخيرًا.