معظم المحلات هناك اقفلت ابوابها
مشاركة خفيفة للمعتصمين في وسط بيروت

كراس فارغة
ريما زهار من بيروت: بعد الاحداث الاخيرة التي المت شارع لبنان بين المعارضة والموالاة، يطرح السؤال اليوم عن مدى بقاء شباب المعارضة في مخيمات ساحة الشهداء ورياض الصلح، خصوصًا مع تنامي بعض الاحاديث بان قوى 14 آذار( مارس) ستقف بوجه هذه المخيمات وستمنعها في المستقبل.
ومع كل هذه التسريبات يبدو ان مشهد اعتصام المعارضة اللبنانية في ساحتي رياض الصلح والشهداء اختلف عما كان عليه في بداية ايامه حيث ظهر المعتصمون هناك باعداد اقل نسبيًا من قبل، وبعد الاحداث التي ألمت بلبنان والعاصمة بيروت، بدا المعتصمون وكأنهم يعدّون لحظاتهم الأخيرة في المخيم ويودعون الاعتصام، خصوصًا وأن الحضور كاد يكون شبه معدوم، فاعتبر عدنان(حركة امل) ان quot;المعارضة لم تسقط في تحركاتها السابقة بل أوقفت هذا التحرك منعًا للإنزلاق نحو الفتنة التي تسعى اليها قوى السلطـــةquot; مشيرًا الى ان quot;ما جرى اول ألغيثquot; رافضًا ما اشيع عن quot;فشل المعارضة في اضرابها، ونشوب خلافات بين اقطابهاquot;.

جنبلاط: لا يريدون دولة بل مشروع دولتهم الخاصة
وحمّل عدنان ما اسماها بـ quot;السلطة الجائرة وقواها الميليشياوية مسؤولية ما جرى من اعتداءات على المتظاهرينquot;، واعتبر احمد ان مخيمي الاعتصام مستمران، وسيشهد الاسبوع المقبل حيوية لافتة ستدهش الكثير، فيما اكدت سلوى انها تشعر وكأن شيئًا ما يحضر، وباختصار كان على قيادة المعارضة ان تستمر في تحركها وبانتظار ما ستحمله الايام المقبلة.

اقبال خفيف

لا زبائن في المقاهي
وبعد نحو شهرين على اعتصام المعارضة في وسط بيروت، تبدو المخيمات فارغة بمعظمها، وكان جرى الحديث في السابق عن ازالة شباب حركة امل لمخيماتهم من وسط بيروت، لكن شيئًا لم يؤكد في هذا الخصوص، وفي الليل يبدو وسط بيروت كأنه منطقة مهجورة خصوصًا لجهة الاسواق لولا وجود مخيمات المعارضة، التي تبدأ مع ساعات الليل الاولى ببث الاغاني المعادية للحكومة، فيتجمع بعض شباب حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر في حلقات للدبكة او نفخ النرجيلة.
يقول شادي (تيار الوطني الحر)، منذ شهرين تقريبًا تقدمنا نحو هدفنا وهو تغيير الحكومة ونريد بلدًا يتسع لكل اللبنانيين، وليس لفريق على حساب آخر.

ومنذ بدء الاعتصام في ساحة الشهداء، قام العديد من اصحاب المطاعم والمقاهي والتجار بازالة بضائعهم من وسط بيروت، فبات مشهد المحلات الفارغة مألوفًا في وسط بيروت، وكذلك منظر الكراسي المقلوبة التي لم تعد تأمل باي زائر الى المنطقة، يقول عماد في احد محلات الالبسة، انهم يفتحون المحال فقط quot;لرفع العتبquot; وانهم لا يأملون بان يشتري احد من محلهم، واذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فان كل تجار وسط بيروت سيعلنون افلاسهم، ولا يخفي عماد امتعاضه من الوضع، ويأمل من رجال السياسة ان يجدوا حلًا سريعًا للازمة التي يتخبط فيها لبنان، ويتابع quot;في البداية كان المتظاهرون والمعتصمون يأتون بالالاف اما اليوم فهم لا يأتون سوى في المساء وباعداد متضائلة عن السابق، وتقول احدى البائعات في محل لبيع الاكسسوارات، ان معدل المبيعات لا يكاد يذكر، وان المشترين معظمهم من المعتصمين لان مواقف السيارات التي توصل الى وسط بيروت بعيدة جدًا ومعظمها مليئة بالخيم ولا يمكن الركون فيها.
وللوصول الى وسط بيروت انحصرت المواقف على بعض منها مثلًا الموقف الذي يقع قرب صحيفة النهار وهو يشهد اقبالًا كبيرًا من قبل اصحاب السيارات لانه بات الاقرب للوصول الى ساحة الشهداء، ورغم ذلك تبدو وسط بيروت وكأنها هُجّرت من امسياتها الجميلة ومن ليالي السهر والسمر.

* تصوير ريما زهار