بري ليس ضد باريس 3 بل يعارض تسييس المؤتمر
الازمة اللبنانية تنتظر قمة سعودية سورية
ريما زهار من بيروت: طرح المتظاهرون اللبنانيون الذين شاركوا في اعتصام الاتحاد العمالي العام اكثر من سؤال، فمنهم من اعتبر الامر تضاؤلًا شعبيا للمعارضة، بينما اعتبر الآخرون ان الامر يشكل مؤشرًا لبدء تباحث المعارضة لإجراء مخارج للأزمة التي يتخبط بها لبنان، خصوصًا بعد زيارة وفد من حزب الله الى المملكة العربية السعودية للنقاش حول لبنان. وفي هذا الصدد يعتبر زوار عين التينة، حيث مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري، ان الاخير لا يرفض باريس 3 بل يرفض ان يكون مسيسًا، ويضع الرئيس نبيه بري المسؤولية على قوى الاكثرية في استمرار هذا الجمود في الحياة السياسية، من خلال رفضها المشاركة مع سائر القوى في القرار السياسي اللبناني. وهذا يعني بالنسبة إليه، ان الاكثرية تستأثر بالحكم دون الاخذفي الاعتبار مواقف القوى الاخرى على الساحة اللبنانية. وهكذا يعتبر الرئيس بري ان هناك قوى فاعلة في لبنان تجد نفسها مهمشة. وبحسب زوار عين التينة ايضًا، فإن الرئيس نبيه بري يعتبر ان لبنان مبني على معادلة دقيقة، يجب ان تتضمن تسويات مختلف الطوائف وكذلك القوى السياسية التي يتألف منها، ومن هذا المنطلق من المجحف تحجيم قوى سياسية تلعب دورًا فاعلًا في لبنان. التمثيل المسيحي ويتحدث الرئيس بري امام زواره بانه ارتكب خلال العام 1992 اخطاء في ما خص عدم المشاركة المسيحية في الانتخابات النيابية في العام 1992، وكان ذلك في ظل الوجود السوري في لبنان، وهذا برأيه شكل عدم توازن في الحياة السياسية، اذ ان المشاركة المسيحية برلمانيا كانت ضرورة لتأمين التوازن في اللعبة السياسية، وهو يعود الى تجربة العام 1992 ليؤكد امام زواره ضرورة تجنب ذلك الآن، لان لبنان برأيه هو بلد التسويات بامتياز، وان ديمقراطية لبنان لا يمكن ان تكون عددية بل مبنية على تفاهم عام، وهو يطالب في جميع لقاءاته قوى الاكثرية النظر في هذا الموضوع، وعدم التغاضي عن هذا الواقع، وعلى كل الافرقاء برأيه ان يأخذوا علمًا بدقة المعادلة التي تتطلب دراية وبعد نظر. ويؤكد أيضا امام زواره انه ليس ضد انعقاد باريس 3 لكنه لا يريد ان يُسيس كسائر المؤتمرات، ويدعو الى التريث في اتخاذ الخطوات المتعلقة بهذا المؤتمر مع الدعوة الملحة الى مشاركة كل القوى، بما فيها المعارضة، في تحديد شروط المؤتمر، مما يساهم في رأيه بتخفيف الازمة الحالية. مخارج في ظل هذا الوضع، يرى سياسيون آخرون ان الحل لا يمكن ان يأتي سوى من الخارج وذلك مع انتظار مبادرة جديدة يطلقها الامين العام للدول العربية عمرو موسى، علمًا ان هذا الاخير، وباعتقاد اكثر من جهة سياسية، لن يعود قبل ان يلمس بعض التجاوب من قبل القوى السياسية المتصارعة، لانه لا يريد اضاعة الوقت، كما ترى هذه الجهات السياسية، إن ازمة لبنان مصدرها الاساسي الخلاف العربي خصوصًا بين السعودية وسورية، وبان موسى، الذي يدرك هذه الحقيقة، سيسعى بدوره الى لقاء سوري سعودي قريبًا، وانه سيسعى جاهدًا إلى لقاء بين الرئيس السوري بشار الاسد والملك السعودي عبدالله ويكون بذلك قد ساهم في قلب صفحة من التأزم بين السعودية وسورية ستنعكس حتمًا ايجابيًا على لبنان، وذلك لن يحدث الا بدعم عربي شامل لهذا الموضوع، وان اي تأخير في هذا الخصوص قد يؤدي الى زعزعة الوحدة الوطنية في لبنان والى خراب البلد، خصوصًا وان المعارضة اعلنت انه بدءًا من 20 كانون الثاني ستبدأ بخطوات تصعيدية كبيرة، الامر الذي قد يرتد سلبًا على لبنان خصوصًا وان هذا الاخير يعول كثيرًا على المساعدات الخارجية التي قد تؤمنها له باريس 3. وفي انتظار ذلك، هل تنجح المساعي العربية والداخلية في تجنيب البلاد كأس الانقسام، خصوصًا وان معظم اللبنانيين باتوا يسعون الى الحلول والى تجنب الانقسامات لانهم ملوا التظاهرات والتظاهرات المضادة.
التعليقات