حملته جعبة من المطالبات وأغفلت الحقائق
ماذا تريد إسرائيل من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة؟
أسامة العيسة من القدس : عندما زار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، مدرسة لتلميذات مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين، فوجئ بالتلميذات المحاصرات بالجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.ولم يثقل مضيفوه من الفلسطينيين الفقراء سكان المخيم، عليه، ولم يقدموا له أية مطالب خاصة، واكتفى بعض شباب المخيم، برفع لافتات في المكان، تذكر الأمين العام بقرار 194، الذي أصدرته منظمته، قبل 60 عاما، وينص على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.وأبدى مون مشاعر، اعتبرها اللاجئون في المخيم حقيقية، عبرت عن صدمته من وجودهم في المكان نفسه منذ 60 عاما، انتظارا لعودتهم، إلى قراهم، ولمحاصرتهم بالأبراج العسكرية والجدار.ولم يتوقع الفلسطينيون، كثيرا من مون، لذا فانهم لم يشعروا بالمفاجأة من موقفه من الحكومة الفلسطينية، ومن تصريحاته التي ساوى فيها بين الطرفين الإسرائيلي المحتل، والفلسطيني، الخاضع للاحتلال.هدية من فلسطينية لكي مون
ووصفت زيارته للسلطة الفلسطينية، بانها نوع من العلاقات العامة، بينما في اسرائيل، فكان الامر مختلفا، وبدا الامر اكثر جدية، حيث وجد نفسه أمام ملفات، واستحقاقات مطالب بتقديم إجابات عليها، ومعظمها فوق طاقته.وحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية، فان الدولة العبرية تولي quot;أهمية كبيرة لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة للبلاد إذ تشكل الزيارة فرصة لعرض التحديات التي تواجهها إسرائيل عليه وشرح توقعات إسرائيل من المنظمة الدولية في مسائل مختلفةquot;.
ومن هذه الملفات كما جاء في بيان للوزارة الإسرائيلية quot;الملف النووي الإيراني وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، وإخلاء سبيل الجنود المخطوفين وتهريب الأسلحة من سوريا ونشاطات حزب الله في جنوب لبنان، والأوضاع الهشة في قطاع غزة بما في ذلك تهريب الوسائل القتالية إلى داخل القطاع، وتسلل عناصر إرهابية إلى القطاع، فضلا عن التشديد على ضرورة استمرار المجتمع الدولي في الإصرار على وفاء الحكومة الفلسطينية بالشروط الثلاثة التي حددتها الرباعية الدوليةquot;.
وسمع مون حديثا عن هذه الملفات من جميع المسؤولين الإسرائيليين الذين قابلهم ومن بينهم، رئيس الوزراء إيهود أولمرت، والقائمة بأعمال رئيس الدولة داليا إيتسك، ونائبة رئيس الوزراء وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، والنائب الأول لرئيس الوزراء شيمون بيرس، ووزير الدفاع عمير بيرتس، وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو.ولم يكتف مون بذلك، فزار (مؤسسة ياد فاشيم لتخليد ذكرى الكارثة) أي الهلوكوست، ووضع إكليلا من الزهور في ما يسمى خيمة الذكرى المقامة تخليدًا لأرواح 6 ملايين يهودي، تقول إسرائيل انهم قضوا على يد ألمانيا النازية.
ووصف مون زيارته لهذه المؤسسة بأنها quot;مؤثرةquot;، وتعهد مواجهة من quot;يحاول إنكار الكارثة التي حلت باليهودquot; وطالب الإسرائيليين بصفتهم بناة دولة وصفها بالديمقراطية، أن quot;يساعدوا في نشر الديمقراطية في الدول المحيطةquot;.واصطحب نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، مون في رحلة جوية تفقدية على متن طائرة مروحية عسكرية في الأجواء الإسرائيلية، ليقف بنفسه quot;على المخاطر التي تواجهها إسرائيلquot; حسب المصادر الإسرائيلية.
زيارة مون لإسرائيل هي الأولى بصفته الأمين العام للأمم المتحدة، وكان زارها في حزيران (يونيو) 2005 بصفته وزير الخارجية الكوري، وكان بذلك وزير الخارجية الكوري الأول الذي زار إسرائيل.
التعليقات