أكد أن قائد الجيش مؤهل لرئاسة الجمهورية
سلام: في أجواء مماثلة قد لا تجري الرئاسة

ريما زهار من بيروت: يقول النائب السابق تمام سلام ان لبنان في هكذا اجواء، اذا لم يكن هناك شيء من نوع آخر على مستوى مبادرات او خطوات جديدة لتجاوز العراقيل والاشكالات والصدامات فان الانتخابات الرئاسية قد لا تحصل، وقد نشهد مزيدًا من الفوضى والتردي ومن الصراع السياسي وتدهور وتراجع الوضع في البلد، ويعتبر في حديث خاص لإيلاف انه على مستوى الوجوه والمرشحين السياسيين في البلد، فلا شك ان هناك عددا من الشخصيات المؤهلة لهذا المنصب، لكن في الحقيقة ما نطمح اليه في هذه المرحلة، هو ليس رئيسًا يأتي تحزبًا لفئة على حساب فئة اخرى، ولا شك ان العماد سليمان من الشخصيات التي تلبي هذه المواصفات.
ويعتبر ان ما جرى بالنسبة إلى انتخابات بيروت الفرعية جاء بشكل طبيعي ومنسجم مع خلفية هذه الانتخابات، اما انتخابات المتن الشمالي فكانت برأيه مزعجة بمدخلها وفصولها ونتائجها.
وفي يلي نص الحديث معه

* بالنسبة لانتخابات بيروت الفرعية التي جرت منذ اسبوعين، ما هو تقويمك لها؟
- ما جرى بالنسبة إلى انتخابات بيروت الفرعية جاء بشكل طبيعي ومنسجم مع خلفية هذه الانتخابات التي نتجت من استشهاد نائب تيار المستقبل الشهيد وليد عيدو، وتنفيذًا للمادة الدستورية الواضحة التي تنص على اجراء انتخابات خلال مهلة شهرين لملء اي فراغ او شغور في مقعد نيابي، وكان موقف ابناء بيروت واضحًا وفاءً للشهيد وفي مواجهة المحاولات المتكررة الارهابية للنيل من اللبنانيين والقيادات اللبنانية.

* لكن النسبة التي اقترعت في بيروت لم تكن كبيرة جدًا؟
- لانها انتخابات فرعية، وعندما يكون هناك مرشح لمقعد واحد، لا يتم استنفار وتجميع كل القوى، وهكذا كانت طبيعة انتخابات بيروت، ولان لها خلفية مرتبطة بعملية استشهاد النائب وليد عيدو فلم يكن هناك منافسة حقيقية توجب استنفارا شاملا وكبيرا للمواطنين كما كان الوضع في المتن الشمالي.

المتن

* كيف تنظر لنتائج الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي؟
- مزعجة بمدخلها وفصولها ونتائجها، لانها وضعت في المواجهة قوى مسيحية، ليست بحاجة في هذه الفترة بالذات لخوض معارك بل هي بحاجة لتوحيد صفوف، ولتوحيد كلمة، لان الطائفة المسيحية في لبنان، وهي من الطوائف الرئيسة، يجب ان تكون قوية وموحدة، خصوصًا في هذه المرحلة الصعبة، ومع الاسف هذه الانتخابات لم تساهم في ذلك، بل اوجدت حالة تباين غير مريحة ومزعجة جدًا في الوسط المسيحي.

الرئاسة

* بعد معركة الانتخابات الفرعية تظهر اليوم معركة الرئاسة للجمهورية كيف ترى الحلول للتوافق؟
- كل هذه المعارك السياسية مرتبطة مع بعضها، واجواء البلد بشكل عام غير مريحة، وهذا يأتي من تراكم لاشهر طويلة من الصراع السياسي بين القوى السياسية المختلفة وابرزها المعارضة والاكثرية، في مواجهة بعضهما البعض، ونعم نُقبل على انتخابات رئاسة والامور غير سوية أو مرتاحة، وفي هكذا اجواء، اذا لم يكن هناك شيء من نوع آخر على مستوى مبادرات او خطوات جديدة لتجاوز العراقيل والاشكالات والصدامات فان الانتخابات الرئاسية قد لا تحصل، بمعنى انه اذا لم يحصل التوافق حول هذه الانتخابات فالبديل سيكون عدم اجراء هذه الانتخابات.

* ما هو البديل عن عدم اجراء هذه الانتخابات؟
- مزيد من الفوضى والتردي ومن الصراع السياسي وتدهور وتراجع الوضع في البلد، اليوم هو بتراجع وتراجع قوي وابناء البلد يفرون منه ويتركونه بتسابق بين بعضهم، لشعورهم بان بلدهم يغرق وان ليس هناك قبطان او قيادة واعية لانقاذ هذا البلد.

رئيس الجمهورية

* من برأيك يستحق ان يكون رئيسًا للجمهورية في لبنان؟
- على مستوى الوجوه والمرشحين السياسيين في البلد، فلا شك أن هناك عددا من الشخصيات المؤهلة لهذا المنصب، لكن في الحقيقة ما نطمح اليه في هذه المرحلة، هو ليس رئيسًا يأتي تحزبًا لفئة على حساب فئة اخرى، فالبلد لا يحتمل ذلك في هذه المرحلة، المطلوب كما في حالات مشابهة في الماضي، كان لبنان يعاني من ازمات كان القادة والقوى السياسية تلتقي وتتوافق حول شخصية يمكن القول انها حيادية او غير ملتزمة مع هذه الفئة او تلك، اي المعارضة والاكثرية وتؤمن حدا ادنى من الصدقية بتاريخها السياسي ، ويمكن تزكيتها لهذا المنصب.

قائد الجيش

* هل ترى قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسًا توافقيًا لهذه المرحلة؟
- في الحقيقة لا شك ان العماد سليمان من الشخصيات التي تلبي هذه المواصفات، لانه في موقعه غير ملتزم بهذه الفئة او تلك، وايضًا بالنسبة إلى ما تمكن من تحقيقه من انجاز في المحافظة على المؤسسة العسكرية، وخصوصًا في مواجهة ما استجد من حرب مع فئة ارهابية بشكل غير مسبوق ومنذ زمن بعيد لم يكن للجيش اللبناني موقعًا قتاليًا، كما هو اليوم، فاعتبر ان هذا يعمّد الجيش للمرة الاولى، الى جانب دوره الضامن للامن في البلد، كمؤسسة مستقلة وناجحة ولكن اليوم جاءت فرصة لتأكيد ذلك والعماد ميشال سليمان لا شك له فضل في هذا الوضع.

* انت لست مع المعارضة ولا مع الموالاة هل ترى امكانية وجود حل وسط بين الطرفين؟
- لا شك ان هناك ارضية محترمة من الوفاق السياسي لتشكل الحل الوسط بين الفريقين، لبنان لا يمكن ان يبقى ويستمر وينهض بانتصار فئة على اخرى، او بمكاسب لفئة على حساب اخرى او طائفة على اخرى، لبنان بلد التوافق والاعتدال والوسطية وعندما تتقدم فيه هذه الاعتبارات ينجح وينهض، وعندما تتراجع ويحل محلها التنافس والمناكفة والصدام بين القوى السياسية فتقع الازمة ويقع لبنان في المحظور.

* كيف تقوّم علاقتك مع المعارضة والموالاة؟
- علاقتي جيدة مع الفئتين وعلى تواصل دائم وتفاهم على الامور التي ارى فيها فرصة لتقريب وجهات النظر بين الفريقين او لدعم ومؤازرة موقف وطني او حالة وطنية معينة في امر ما.