ايلاف زارتها وتحدثت الى روادها
مغارة جعيتا مقصد السياح بكثرة هذا العام
ريما زهار من بيروت: رغم وجع خاصرة الشمال في نهر البارد في لبنان، الا ان عجقة المصطافين بدأت تشق طريقها الى هذا البلد الذي لا يعرف الموت، ولعل من ابرز اماكنه السياحية والطبيعية المقصودة هذا العام، مغارة جعيتا التي تقع في وادي نهر الكلب على بعد نحو 16 كلم الى الشمال من بيروت.
عندما تحصل على التذكره للصعود بالتلفريك وصالة السينما، ستشاهد قبل الدخول شريطًا مصورًا عن المغارة مدته 20 دقيقة يعرض في احدى الصالات يشرح فيه كيفية تكوين المنحوتات العجيبة في جوف الجبل وتسميتها وتاريخها وعليك ان تستقل التلفريك او القطار الى المغارة العليا حيث تزور القلعة الجافة وتمشي فيها لمدة 40 دقيقة، بعد ذلك تنتقل الى المغارة السفلى بواسطة القطار، تتوقف عند نموذج لقرية لبنانية يغلب على بيوتها طابع القرميد. بعد ذلك تتوقف لمشاهدة 22 صنفًا من الحيوانات الاليفة التي وضعت داخل اقفاص في حديقة مخصصة لهم. وهناك متاجرعدة تباع فيها حرفيات من التراث اللبناني بالاضافة الى ثلاثة مطاعم، واستراحات.
المغارة
تمثال قرب المغارة |
وللتوغل في المغارة السفلى يجب ان تستقل احدى القوارب الصغيرة، مسافة 500 متر تقريبًا من اصل 6200 متر، رحلة مائية تدوم دقائق عدة تنقلك عبر مسطح مائي متعرج يقطع سكونه هدير المياه الجوفية وتحيط به اعمدة من الصواعد والنوازل التي نحتت فيها الطبيعة على مدى ملايين السنين.
وعلى مدخل المغارة يقف اضخم منحوتة (حارس الزمن) بارتفاع 6 امتار و60 سنتم وبوزن 75 طنًا.
في كلتا المغارتين العليا والسفلى، بدا السواح العرب والاجانب باعداد لا بأس بها هذا العام، بعضهم تحدث لquot;إيلافquot; عن روعة المكان وجماله.
لوكا وصديقته |
لوكا ( مواطن ايطالي) اتي بصحبة رفيقته يقول ان المكان اجمل ما رآه حتى الآن في لبنان، وهناك مكان مماثل له في ايطاليا لكن مغارة جعيتا لا تقل جمالًا عنه، واعرب عن فرحته لزيارة جعيتا والتمتع بما تضمنته من تحف طبيعية، واكثر ما احب زيارة المغارة السفلى وخصوصًا النزهة بالزورق عبر المياه.
خديجة مواطنة سعودية قالت انها اتت الى لبنان للتمتع بطبيعيته الساحرة وكانت سمعت عن روعة مغارة جعيتا، لكنها لم تتصور بانها سترى هذا الحجم الهائل من جمال الطبيعة وما صنعته المياه في جوف مغارة جعيتا، وتقول انها ستقصد لبنان حتمًا، حتى لو كانت الحرب فيه، وان مناخ وطبيعة لبنان لا يمكن ان تشاهدها في اماكن اخرى فضلًا عن حسن استقبال اللبنانيين.
رؤية مواطنة مصرية اعربت عن سعادتها في اكتشاف ما سمته بعجيبة لبنان اي مغارة جعيتا، وهي ليست المرة الاولى التي تزور فيها لبنان، لكنها زيارتها الاولى لمغارة جعيتا وستقول لجميع اقاربها بان يزوروها في المستقبل لان الشعور الذي روادها داخل المغارة لا يوصف، كما احبت ايضًا الرحلة عبر الزورق داخل المغارة السفلى.
بهاء اتى مع زوجته وابنته وابنه الصغيرين من الكويت، وكان يلتقط الصور عندما تحدث الينا وتمنى لو يسمح بالتقاط الصور داخل المغارة لانها تحتوي على لوحات رائعة جدًا رسمتها الطبيعة عبر سنوات طوال.
اكتشاف المغارة
القطار |
كتشفت هذه المغارة صدفة من قبل المبشر طومسون عام 1836 وافتتحت امام الجمهور في سنة 1958. وكان طومسون توغل فيها نحو خمسين مترًا. بعدما اطلق النار من بندقية الصيد التي كان يحملها وادرك من خلال الصدى الذي احدثه صوت العيار الناري، ان للمغارة امتدادًا جوفيًا على جانب كبير من الاهمية.
من المغارة السفلى الى الكبرى تأخذ الممشى المتعرج الذي يخترق بطن المغارة بمسافة 800 متر عمقًا. وهذه المغارة اقدم من السفلى بملايين السنين وتضم المنحوتات والنقوش والمزخرفات ذات الاشكال المتعددة والتي تبهر من ينظر اليها من شدة سحرها وصفائها وجمالها الطبيعي.
اما المغارة العليا فقد اكتشفها منقبون لبنانيون عبر المغارة المائية عام 1958 وافتتحت عام 1969 بعد تجهيزها بممرات للمشاة تلائم طبيعة المغارة وذلك لتأمل التماثيل والمنحوتات الطبيعة الخلابة على مسافة 750 متر من اصل 2200 متر.
والجدير ذكره ان جعيتا قد مكنت لبنان من الفوز بجائزة القمة السياحية للعام 2002 حيث تم اختيارها من بين 27 مشروعًا عالميًا.
*تصوير ريما زهار
التعليقات