قرية بودوليانتسي (اوكرانيا) : لايمثل اختياره أطول رجل في العالم الكثير بالنسبة لليونيد ستادنيك الذي يقتات من عمله مع أمه في قرية صغيرة في وسط اوكرانيا.وأعطته موسوعة جنيز للأرقام القياسية اللقب في الاسبوع الماضي. ولكن ستادنيك أكثر فخرا بهدية السلطات المحلية في عيد ميلاده السابع والثلاثين والتي تمثلت في حمام به دش طويل بما يكفي ليتناسب مع طوله الذي يصل الى 2.53 متر.
وقال ستادنيك وهو يجلس على مقعد يبدو صغيرا للغاية بالقياس إليه خارج منزله المتواضع quot;المجد هو آخر ما احتاجه. كنت أُريد على الدوام حياة عادية وفي ظل ظروف عادية.quot;وأضاف ستادنيك quot;الحقيقة هو انه هناك ناس قصار القامة وناس طوال القامة ولكن العالم أنسب للناس ذوي الحجم المتوسط. والنقل العام مصمم لمتوسطي الحجم والسلع الاستهلاكية مثل الملابس والأحذية مُصممة لمتوسطي الحجم.quot;
وكان طوله غير العادي عبئا عليه بدلا من ان يكون امتيازا وفائدة.وبدا النمو المدهش في العاشرة والثانية عشر من عمره. وهو عازف عن نقاش التفاصيل رغم ان وسائل الاعلام المحلية تقول ان عملية في المخ هي التي أدت الى مشاكل غير عادية جعلته يواصل نموه.وكان موهوبا في المدرسة وأصبح طبييا بيطريا بعد ان كان يسافر كل يوم لمسافة 50 كيلومترا الى بلدة زيتومير حيث لم يكن في عنابر الكلية سريرا ضخما بما يكفي لاستيعابه.
غير انه تعين عليه ان يغادر مهنته مع استمراره في النمو. ومنع طوله استخدام وسائل النقل العادية ولجأ الى الحصان والعربة وهي وسيلة غير مناسبة لمهمة تحتاج الى السفر السريع.
ولانه لم يتمكن من العثور على حذاء مناسب لقدمه فقد عانى من لسع البرد في الشتاء. وأصبحت يداه كبيرتان للغاية بحيث يصعب عليه استعمال بعض المعدات وتدهورت صحته كما ان أجهزته تعمل بأكبر من طاقتها لدعم مثل تلك البنية الكبيرة.ويعيش هو وأمه على معاش يعادل 100 دولار في الشهر وما يمكن ان يكسباه من زراعة الخيار والطماطم وتربية الدجاج والابقار والخنازير.
وبودوليانتسي هي مجموعة من المنازل المتداعية ولكن المنظمة على بعد 200 كيلومتر غربي العاصمة كييف في منطقة ينظر اليها تقليديا على انها quot;سلة الغذاء لاوروباquot;.ويختفي ألق كييف التي يهمين عليها الاستهلاك في منطقة ترشقها الغابات والبحيرات الزرقاء. وتحل سيارات من طراز لادا وشاحنات من العهد السوفيتي محل السيارات الاجنبية الفخمة في المنطقة التي تكثر فيها العربات التي تجرها الخيول.
وبالنسبة لستادنيك تمثل أبسط الأشياء مصدرا للمشاكل.وتليفونه المحمول يختفي في قبضة يده والأزرار الصغيرة تجعل من الصعب عليه استعماله. ولكن أكثر الأمور إحباطا هي الافتقار الى الحركة السريعة والحاجة الى الاعتماد على الآخرين.وأُمه تسير الآن على عكازات. ويجد ستادنيك أيضا ان السير صعب فقدمه تجد صعوبة في تحمل ثقل وزنه.
وقال ليونيد بافليوك الطبيب الاقليمي ان ستادنيك شكا من متاعب في القلب مؤخرا. ولكن الطبيب قال ان صحته quot;مستقرةquot;.ويقول اندري دانيلوف رئيس السلطة المحلية التي بنت الدش ذو الحجم الكبير لستادنيك انه أيضا يتناول دواء هورمونيا يتم انتاجه في الخارج ويحتاج الى موافقة من الحكومة.ويأمل ستادنيك في أشياء عملية في المستقبل تجعل حياته أسهل مثل النقل ومعدات المزرعة ويأمل ان تأتي له الحياة بالسعادة.
التعليقات