الأنظار متجهة إلى تحركاته المستقبلية
هل ينجح بري في التوافق على رئيس للجمهورية؟


ريما زهار من بيروت: لا تزال أصداء انتخابات المتن الفرعية ترخي بظلالها على الحياة السياسية اللبنانية، والأمر طبيعي لما اتسمت به من قوة، ولكن اليوم تبدو معركة رئاسة الجمهورية وكأنها تتصدر كل الأمور، ومما لا شك فيه أن دور رئيس المجلس النيابي نبيه بري أساسي في هذا الخصوص، علمًا أن انتخابات المتن الفرعية عززت من احتمال التوافق على رئيس للجمهورية.ويبدو أن الرئيس بري لا يزال يتحفظ على الانتخابات الفرعية وإمكانية الإقرار بها، خصوصًا وأن هذه الإنتخابات أتت من حكومة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وبري لا يعترف بشرعيتها، ولكن خلافًا لما يعتبره رئيس الجمهورية أميل لحود، فإن بري يعتبر أن الحكومة الحالية موجودة على الرغم منأنه يعتبرها غير شرعية، إضافة الى ذلك فإن الرئيس بري يرى نفسه مضطرًا للإقرار بهذه الحكومة، خصوصًا في ما يتعلق بقضية الوزير المستقيل فوزي صلوخ، الذي لا يزال فاعلاً في وزارته وهو ليس ببعيد عن حركة أمل التابعة للرئيس بري.

رؤية بري

أما لماذا يرى بري ـن انتخابات المتن الفرعية ستهيئ الجو لإنتخابات الرئاسة؟ فيعتبر زوار عين التينة( مقر بري) أن المعارضة ربحت مقعدًا والموالاة خسرت بدورها مقعدًا آخرًا، وهذا ما يعزز هذه النظرية.
وتؤكد المصادر المطلعة على أقوال الرئيس نبيه بري أنه يمكن الإقرار بأن الرئيس الأسبق للجمهورية الشيخ أمين الجميل قد فاز بالتمثيل ما تخلى عنه الجنرال ميشال عون، لكنه خسر تقنيًا، من هنا فإن الغالبية ليست بصدد فرض مرشحها لرئاسة الجمهورية، من جهة أخرى وبحسب الرئيس بري فإن على المعارضة مراجعة حساباتها، لأن الجنرال ميشال عون يبدو بعيدًا عن نسبة الـ 70% من المسيحيين الذين كانوا يؤيدونه، لأن مرشحه الدكتور كميل خوري لم يربح الا بنسبة فاقت الشيخ أمين الجميل بأصوات لم تتعد الـ 418 صوت، وهذا يعني أن الجنرال عون لا يزال يمثل المسيحيين لكنه ليس الثقل المسيحي الوحيد في المنطقة.

الموالاة

من جهة أخرى، يرى أعضاء الموالاة أن خسارة شعبية الجنرال عون في الإنتخابات الفرعية في المتن تعود إلى داخل تياره، لجهة أن محازبيه بدأوا يفقدون ثقتهم بتأييده، ويعتبرون أن الرئيس بري يؤكد بأن الرئيس المقبل يجب ألا يشكل تحديًا لأي فريق.


اما بالنسبة إلى إنشاء حكومة ثانية، فإن الرئيس نبيه بري رفض الفكرة من اساسها، وكذلك فعل الجنرال ميشال عون، لأنها ستشكل رمزًا للتفكك المؤسسات وقد لا يمكن حله في المستقبل، علمًا ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان قال أكثر من مرة انه في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية وفي حال نشوء حكومة ثانية فإنه سيقدم إستقالته في 24 تشرين الثاني(نوفمبر) المقبل، لأنه يرفض أن يرى الجيش مقسمًا في ولايته، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.


وبالعودة الى الرئيس بري، فإنه يؤكد بأنه سيتحمل مسؤوليته الدستورية، بأنه سيقوم بكل ما يستطيعه كي تتم انتخابات رئاسة الجمهورية، في الموعد المحدد لها وبالإتفاق مع كل الأطراف المعنية.
ويبدو أن محاولات السعودية ومصر قد بدأت ترى الضوء في لبنان، خصوصًا لجهة الاصرار على التوافق على رئيس للجمهورية يرضى عنه جميع الاطراف، كي لا يصبح لبنان في فراغ دستوري لا تحمد عقباه، وهذا ما يسعى إليه الرئيس بري وبموافقة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير.والأنظار متجهة في القريب العاجل إلى تحركات بري إلى جميع الاطراف المعنية لتجنيب لبنان أي فراغ يكون بمثابة الكارثة على دستور لبنان وشرعيته.