عبد الرحمن بن مساعد مع قلم العربية وسيفها الفصيح
أمير سعودي يكتب عن quot;تمثالquot; صدام وسنوات ما قبل المشنقة !
أمير سعودي يكتب عن quot;تمثالquot; صدام وسنوات ما قبل المشنقة !
ولعل اللافت هذه المرة في القصيدة الجديدة التي تنشرها quot;إيلافquot;، أن الأمير المثير للدهشة قد عاد إلى طريقته التي يحترفها ويعشقها في التعبير الشعري منذ لسعات الحب الأولى حين كانت السنين خضراء... خضراء، ألا وهي الكتابة بقلم العربية وسيفها الفصيح، على الرغم من أنه حصد الكثير من شهرته في العالم العربي من خلال قصائده التي كتبت باللهجة الخليجية المحكية، وطارت على ألسن أشهر فناني العرب وآذانهم.
لقد فتح الامير عبد الرحمن بن مساعد بابالأربعين من العمر عددًا، بيديه قبل عدة أشهر دون أن تتوقف لياقته عند حد معين أو يصاب بهاجس السنين التي تأكل بعضها على غرار ما ينتاب الكثير من البشر، فما زال يكتب ويُثير ويُثار في الصالونات والمجالس الداخلية المحلية بسبب قصائده quot;ذات الرسائلquot; إن كان يمكن لهذا الوصف أن يكون اسمًا لمعركته في قدح فتيل الوعي الشعري داخل البلدان العربية.
وفي قصيدة quot;التمثالquot; حزمة كبيرة من الرسائل ورائحة التاريخ ومحاولة تسجيل موقف للحظة لا تزال آثارها باقية في العالم العربي، بل هي مرشحة أن تستمر إلى أبد الأبد محتلة صفحات بارزة في تاريخ المنطقة العربية. إنها محاولة تأمل واستغراق في اللحظة وآثارها على المجاور والمحيط تحت نظارة الشاعر وعينه الحساسة.
ويمكن لأمير الإمارة، وسمو السمو، ومَلكَي المُلك، أن يفخر بأنه أصبح صاحب المدرسة الشعرية المتفردة في حداثتها قياسًا بتحركات الساحة الأدبية في الخليج، فهو يكتب القصيدة المغناة، والقصيدة القصة، والقصيدة النبطية، لكن بأسلوب جديد وطريقة لا مثيل لها تجعله لا يشبه إلا نفسه.
لن نطيل عليكم بل سنترككم في رحلة مجانية مع فارس معركة quot;ذات الرسائلquot; ، وفارس الوعي والأمل والمستقبل وquot;عينُ الميمquot; الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود وقصيدة : التمثال
يا مَن مَلَكتَ ثرى العراقِ بِلا شريكْ | أنا لا أُحبـُّـكَ قَدْر كُرهي قاتليكْ |
قد ألصَقُوا بِك وَصفَ سفّـاك الدِّما | واليومَ سفكُ دماءِ قومِك يرتجيك |
من بدّل الأحوالَ يا حامي الحمى | هل أَسْقَطَ التمثالَ صفوةُ تابعيك |
هي هكذا الدنيا تبدِّلُ جلدَها | كعدوِّك الغازي وكلِّ منافقيك |
يا صاحب السلطانِ كيف أضعتَهُ؟ | وعلامَ أَصْبَحْتَ الـمُطَارَدَ والدَّريك |
من ذا نصِّدقُ عقلَنا أم قلبَنا | من ذا نصدّق كرهَنا أم كارهيك |
هل أوقعوكَ و أوثقوكَ بحفرةٍ ؟ | هل لم تجد أحداً هناك ليفتديك ؟ |
قد أظهروكَ مهَلْهَلاً و مشتـَّتاً | كي لا يدورَ بِخُلدنا أن نقتفيك |
قد أعدموك بيومِ نحرٍ عنوةً | كي يَخنُقَ التفكِيرُ بَعْضَ مُماثليك |
ويحَ العراقِ مُلازماً حجَّاجَهُ | مُذْ بدءِ نَشْأتهِ إلى أن يلتقيك |
هُوَ للطغاةِ على مدى تاريخِهِ | شرطُ الغزاةِ طُغاتُهُ : سَلْ سَابِقِيك |
لَهَفَي عَليه تَقطّعَت أَوصَاُلهُ | والحقدُ مَزّقهُ بِرغبَةِ خَالعيك |
جاءَ الغُزاةُ مُعَنْوِنِينَ قُدومَهم | بإزالةِ الخطرِ المؤكَّدِ و الوَشِيك |
فدمارُ هذا الكونِ حُزتَ سِلاحهُ | وجَميعُ شَرِّ الأرضِ قد وَجَدُوهُ فِيك |
أخفيت أسْلحةَ الدمارِ لِتَعْتَدي | ولتبتديِ بالأقربين مُجاوريك |
لَهَفَي على هذا الدَّمارِ و وهمِهِ | الآن بِتنَا نَرتَضِيه و نَرتَضِيك |
لَهَفَي على الشَّرِ الذي بِكَ كُلُّهُ | الخيرُ شرُّك إذْ يُقاسُ بِشَانِقِيك |
جاءَ الغُزَاةُ ليَصْنَعُوا أُنموذجاً | للعدلِ و الأخلاق ِ: كُلْ مِمَّا يَلِيك ! |
يا مَن جَلَبت لأمّةِ العُرْب الأسى | يا مَن أَتيتَ بِمُسقِطِيكَ و مُهْلِكِيك |
هُم قَد رأَو فينا رؤوساً أينعَتْ | حَان القِطَافُ لَها : تـَرقّب لاحِقِيك ! |



التعليقات