رحب عبر إيلاف بمبادرة خادم الحرمين لمؤتمر quot;حوار الأديانquot;
مهدي كروبي: النفط من أهم أسباب النزاعات الاقتصادية العالمية
هيبة برادة - ايلاف: بدأ مهدي كروبي كإصلاحي معارض حياته من غير منصب سياسي في إيران بعدما قدم إستقالته في تاريخ 19 يونيو 2005، على الرغم من وقوفه في منطقة وسطى بين تيارات الإصلاحيين، لأنه لا يريد أن يلجأ التيار الإصلاحي إلى المواقف quot;الرديكاليةquot; والتي يمكن أن تجعله يبدو كعدو للمؤسسات الرسمية في بلاده، كما يعزو لحكم أحمدي نجاد وجود الإصلاحيين كتيار لا يتنافى مع مصلحة الجمهورية الإيرانية المسلمة، نافيًا وجود عمالة إيرانية للمصالح الأميركية.
كروبي الذي رئس مجلس الشورى الإيراني من عام 1989 وحتى 1992م، ثم من 2000 وحتى 2004، يدعو أعضاء منظمة quot;أوبكquot; إلى اختيار عملة غير الدولار واليورو، ويشدد على المسلمين إلى توحيد كلمتهم ضد الكيان الصهيوني وتوطيد العلاقات الحوارية بين الشرق والغرب. وفي ما يلي نص الحوار:
صرحتم سابقًا أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران في تحسن مضطرد وان مجلس الشورى الإيراني على استعداد للمساهمة في دفع هذه العلاقات خطوات أخرى إلى الأمام، هل تغيرت آراؤكم تلك خاصة بعد اتهام القيادة الأميركية حول تمويل السلاح لحزب الله اللبناني واتهامها بتواطئكم مع سوريا ضد أميركا؟
دائمًا كنت أؤكد على هذا الأمر إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تحترم العلاقات ولا تسعى للسيطرة وفرض هيمنتها على الطرف الآخر، فإن إيران مستعدة لإيجاد العلاقات الحسنة ولا ترى أي مشكلة في ذلك.
ولو أن الاتهامات التي طرحتها الولايات المتحدة أحدثت مشاكل في تطوير العلاقات، فنحن نؤكد ان في لبنان فئة شيعية تعمل كسائر الفئات التي تدافع على مصالح لبنان لكي تحرر أرضها المغتصبة من الكيان الصهيوني التي تشمل الشيعة والسنة والمسيحيين والدروز.
على الرغم ممّا قيل عن أن عام 2000م هو عام الحوار بين الحضارات في العالم، هل تلمستم كجمهورية إسلامية تطورات على الصعيد الأمني في المنطقة؟ وهل تعتبرون ما يحدث حاليًا في العراق وما يستمر للشعب الفلسطيني نقض لمعاهدات عام 2000؟
الجمهورية الإسلامية هي صاحبة المبادرة لمحاورة الثقافات في العالم وفي شتى المجالات، ونحن نؤكد أن للمسلمين الأسبقية في هذا الأمر وسياستنا تصر على ذلك، لكنني أريد القول انه مع الأسف إن الولايات المتحدة الأميركية ترسبت في الشرق الأوسط بالأخص في العراق وأفغانستان، والجهود التي تبذل لاستمرار الاحتلال في الأراضي الفلسطينية تدل على عدم التزام الولايات المتحدة لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية التي أثرت على الصعيد الأمني في المنطقة في هذا المجال يجب أن تقوم دول المنطقة لإنهاء التدخلات الأجنبية خصوصًا الولايات المتحدة وهذا يحتاج إلى اهتمام جاد.
بهذا الخصوص ما رأيكم في مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالمؤتمر الذي أقيم مؤخرا حول حوار الأديان والمؤتمر الذي عقد في أسبانيا؟
مبادرة العاهل السعودي جلالة الملك عبدالله مبادرة جيدة ونشكره على هذه المبادرة الكريمة، والتي اعتقد أن من خلال هذا المؤتمر سنكون قادرين على إيجاد خطوات بناءة من خلال حوار الأديان السماوية، وحلول سريعة لحل الأزمات الراهنة، كما أسفر الحوار السابق عن تجمع غير مسبوق لجميع الدول الإسلامية. واعتقد أن الدول والتيارات المستقلة والمسالمة عالميا تؤيد هذه المبادرة كثيرا لما فيها فائدة للجميع.
واحتمل بأن المنحازين إلى الصهاينة يعارضون ذلك وسيستمرون في الإهانات للمسلمين، كما اعتقد أن منطقة الشرق الأوسط منطقة حساسة وذات أهمية كبيرة يعيها الغرب تماما، ولان الدور الفعال والبناء الذي تقومان به إيران والسعودية يظهر مدى القدرة على منع التدخلات الأجنبية بشرط أن يكون الحوار فعال ويرفع سوء الفهم بين الطرفين.
الوضع الإقليمي والدولي بمعطياته وتطوراته يضع الأمة العربية والإسلامية أمام تحديات ومخاطر كبيرة، ماهي رؤية إيران لمواجهتها؟ وهل تواجهون وسوريا تحد كبير أمام الخطة الأميركية القادمة بعد العراق؟
اعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية تُغيّر الطرق في المنطقة وتبني فكرة جديدة، كما أن القادة في أميركا وصلوا إلى لزوم هذه النتيجة، وان الاستيلاء والسيطرة سُتحملهم ثمنا غاليا، ومن الممكن أن يكون حتى الشعب الأميركي غير راغب في سياسات قاداتنا كمسلمين، كما شاهدنا في أمر التدخل بالشأن العراقي. لهذا الأمر اعتقد إن علاقتنا مع سورية علاقات استراتيجية ولن تؤثر عليها أفكار ومخططات وأعمال الأميركيين.
هل تجدون الصراع على النفط في العالم هو سبب كل النزاعات الاقتصادية العالمية أم أن هناك أسبابا خفية وراء ذلك؟ وأين موقع إيران من تلك الصراعات؟
باليقين، إن احد المسائل التي سببت النزاعات في المنطقة وجود النفط، ولكن الموقع الاستراتيجي للشرق الأوسط على الكرة الأرضية يزيد من أهمية المنطقة، ولاننسى أن وجود الكيان الصهيوني هو احد أسباب النزاع في المنطقة.
هل لا زالت إيران تطالب بتغيير سعر العملة النفطية من الدولار إلى عملة أخرى والى أي عملة تطالب إيران بالتغيير؟
أجد أن سعر عملة الدولار يومًا بعد يوم يسقط مقابل سائر العملات على هذا الأساس من الأفضل أن إيران وسائر الدول أعضاء منظمة quot;أوبكquot; يتوجهون إلى عملة أخرى، وبظني أنهم لن ينتخبوا عملة مستقلة لا تختص بالدولار ولا اليورو.
إيران تبحث في حل النزاعات المتكررة بينها وبين أميركا من جهة، في حين تمتد أصابع الاتهام الدولية إلى إيران كونها الممول الرئيسي لحزب الله اللبناني، كيف تردون على تلك الاتهامات؟
إيران تهتم بمصالحها وأمنها القومي كدولة مستقلة في إطار منافعها، وكما نرى أن أكثر الدول الإسلامية تهتم بأمور المنطقة والمسلمين لذلك نحن نرفض أي تدخل في شؤون الآخرين في المنطقة ونرفض هذه الاتهامات، وبأن تتهم إيران بالتدخل في أمور الشعب اللبناني أو الفلسطيني.
ماهي أهم معالم التطورات السياسية القادمة في إيران بعد انتخابات مجلس الشورى (البرلمان) الثامن في إيران؟
في إيران تعلن الرؤوس المطالب والسياسة الحكومية من قبل المرشد الأعلى، لهذا لا يمنع الشعب الإيراني بانتخاب النواب في البرلمان، على هذا الأساس جرت الانتخابات وتشكل المجلس لأربعة سنوات، وليكن هناك بعض الفرق مع المجلس السابع السابق، وباعتقادي أنه من المبكر أن نتطرق إلى المجلس الثامن.
برأيكم هل حُسمت أمور التيار المحافظ في إيران بضمان عدم الاختراقات الأميركية عبر الإصلاحيين للأربع سنوات القادمة؟
أنا عندي رؤية مختلفة، ولا أوافق مطلقًا علىوجود تيارات تعمل لصالح أميركا، فكل التيارات الموجودة في إيران والتطورات السياسية المختلفة تعمل من اجل المنافع القومية فيها، ولا اعتقد أن هناك تيارًا يتفق مع الولايات المتحدة ضد مصلحة إيران كجمهورية إسلامية، وعلى هذا الأساس إن السياسة الحكومية في إيران تُعاني من قبل المسؤولين فيها.
التعليقات