مستغلة توجه الأنظار لسيد البيت الأبيض الجديد
إسرائيل تجتاح لبنان وسوريا على الخرائط وتستعد لهجوم إشعاعي
خلف خلف من رام الله: في ظل الهدوء النسبي الحاصل في المنطقة، وتوجه أنظار العالم جميعها إلى سيد البيت الأبيض الجديد، اجتاح الجيش الإسرائيلي الأراضي السورية واللبنانية، كما طلب من الطائرات والمروحيات الإسرائيلية التي انتشرت على الحدود الشمالية إصابة خلايا إطلاق الصواريخ، مع التركيز على بعيد المدى والمتوسط منها، لما تشكله من خطر كبير على المنشآت والمباني الإستراتيجية والعسكرية.
كل ما سبق جرى (على الخرائط فقط بالطبع)، خلال مناورة كبيرة لقيادة المنطقة الشمالية الإسرائيلية، وتضمنت سيناريو القتال على جبهتين بالتوازي مع سوريا ومع حزب الله. وخلال هذه المناورة التي استمرت نحو أسبوع، وانتهت يوم أمس فقط، تم تشخيص وتمثيل التصدي لنيران ألاف الصواريخ والقاذفات الصاروخية بعيدة ومتوسطة المدى، تطلق على الجبهة الداخلية الإسرائيلية دفعة واحدة، وأجريت هذه التدريبات، عبر خلق ظروف تحاكي الحرب على حقيقتها.
وهذه المناورة، تأتي في وقت تستعد إسرائيل لمناورة أخرى، للتصدي لما تصفه هجوم إشعاعي، حيث كشفت صحيفة هآرتس الصادرة اليوم الجمعة، أن جهاز الأمن الإسرائيلي يستعد لأول مرة للتصدي لـ quot;عملية إشعاعيةquot; ndash; أي استخدام مواد مشعة ضد سكان مدنيين من جانب منظمة إرهابية.

وبحسب الصحيفة يدور الحديث عن سيناريوهين أساسين: نثر مواد إشعاعية في مناطق تعج بالناس، أو ربطها بمادة متفجرة بشكل يؤدي إلى تفجير quot;قنبلة قذرةquot;. ومع أنه توجد أنظمة حماية مرتبة إلا إن المواد الإشعاعية منتشرة نسبيا، وممكن الحصول عليها، بسبب الاستخدام الواسع والمتنوع لها في مجالات مثل الطب والصناعة. وفقط جزء من هذه المواد يمكن أن تستخدم في العمليات (الأمر منوط بمستوى الإشعاع).
وتبين الصحيفة في تقريرها المعنون بـquot;تخوف: مخربون يستخدمون quot;قنبلة قذرةquot; في تجمعات سكانية في إسرائيلquot;، أن السنة القادمة سيتم إجراء مناورة واسعة أولى من نوعها لمعالجة التهديد الذي تقول محافل الأمن انه غير مستبعد وقوعه في المستقبل.
وتنقل هآرتس عن مصدر كبير في جهاز الأمن الإسرائيلي قوله: إن الحكومة قررت قبل بضع سنوات تحسين الاستعداد للتصدي للتهديد الإشعاعي كجزء من عمليات إرهابية، إلى جانب الاستعداد لتهديدات غير تقليدية (سلاح ذري، بيولوجي وكيماوي) ونار صواريخ وقاذفات صاروخية نحو الجبهة الداخلية. وحسب أقواله، لا توجد معلومات استخبارية ملموسة عن نية منظمات الإرهاب العاملة ضد إسرائيل تنفيذ مثل هذه العملية، ولكن منظمات الإرهاب في العالم معنية بالحصول على مواد إشعاعية، ولما كان الحديث يدور عن سيناريو محتمل نسبيا، فان جهاز الأمن ملزم بالاستعداد لذلكquot;.
ولعل اللافت للنظر في هذه الاستعدادات الإسرائيلية، أنها تترافق وتبدل الإدارة الأميركية، وتوقيع اتفاق تهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة، وخشية علنية تبديها تل أبيب، من تصدع الموقف الدولي ضد برنامج طهران النووي، لا سيما أن موقف الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، يقضي بمحاورة إيران من أجل التخلي عن مشروعها المذكور.
ويبدو أن إسرائيل التي شكلت قبل أسابيع خمسة لجان دبلوماسية تعمل في العالم ضد طهران، لا تريد الانتظار لفترة طويلة، بل بدأت بإرسال تلميحات إلى أوباما، بضرورة التشدد مع إيران، وإلا تحركت بمفردها، ونقل اليوم عن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قوله إن بلاده لا تستبعد أي خيار فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني وأضاف باراك خلال لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن إسرائيل تنصح الآخرين باتخاذ نفس الموقف مؤكدا مواصلة إيران سعيها لامتلاك أسلحة نوويةquot;.
أما الرئيس الأميركي المنتخب، الذي لم يتسلم بعد السلطة فعليًا، فسارع منذ الساعات الأولى لانتخابه، لإرسال إشارات تهدئة إلى تل أبيب، حيث قرر تعين رام عمانويل رئيسًا لطاقم البيت الأبيض، والأخير ابن لأبوين إسرائيليين، وكان مستشارا كبيرا للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، ومنصبه الجديد يجعله الرجل القوي في واشنطن بعد الرئيس، وبخاصة انه سيكون مسؤولا عن كافة موظفي البيت الأبيض، وكذلك عن العلاقة بين الكونغرس والرئيس. بالإضافة إلى المسؤولية عن عمل وزراء المجلس الوزاري (باستثناء وزير الدفاع ووزير الخارجية اللذين يعملان مباشرة مع مستشار الأمن القومي).
وأمس شدد أوباما أيضا في أول اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت، أنه ملتزم بأمن إسرائيل وعلاقة الصداقة بين الدولتين. وقال أوباما خلال المكالمة الهاتفية التي تمت أمس: quot;كل ما وعدت به في أثناء زيارتي إلى إسرائيل سيوفىquot;. وأضاف أوباما لاولمرت: quot;سأعمل على تقدم السلام في ظل الحفاظ على أمن إسرائيلquot;.
وهذه التطورات تأتي متزامنة، مع جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس في منطقة الشرق الأوسط، حيث هبطت في بداية زيارتها أمس في إسرائيل، وبينت خلال محادثات أجرتها مع المسؤولين الإسرائيليين أن احتمالات التوصل لاتفاق سياسي مع الفلسطينيين في ظل التطورات في بلادها والشرق الأوسط تبدو معدومة أو ليست في متناول اليد قبل نهاية العام الجاري. ولكن بحسب صحيفة معاريف الصادرة اليوم، فقد شددت الوزيرة الأميركية على أنه ينبغي مواصلة المسيرة في العام 2009 من خلال الإسناد من جانب الولايات المتحدة والرباعية.
ونقل عن رايس قولها: quot;الولايات المتحدة ستواصل دعم المسيرةquot;... quot;رؤيا بوش لا تأتي في لحظة دراماتيكية واحدة. فهي مسيرة منهاجيه متواصلة. مهم جدا أن نواصل الآن إلى الأمام في المسيرة، في ظل بناء مؤسسات للفلسطينيين من الأعلى وخطوات على الأرض من الأسفل. أنا ملتزمة بذلك حتى آخر يوم في وزارة الخارجية بل وبعد ذلك أيضاquot;. وتقول معاريف: quot;وقبيل نقل عصا القيادة إلى الإدارة الوافدة في واشنطن، تعتزم رايس التأكد من أن الإدارة الجديدة ستواصل الخط الذي بدأته إدارة بوشquot;.