عميد السياسيين الجزائريين لـ quot;إيلافquot;:
quot;النظام السياسي العربي عاجز عن التفاعل مع حقائق مجتمعاتهquot;

كامل الشيرازي من الجزائر: إنتقد عميد السياسيين الجزائريين عبد الحميد مهري النظام السياسي العربي ووسمه بـ quot;العاجزquot;، وقال إنّ الأنظمة العربية على اختلاف مظاهرها وأشكالها عجزت عن التفاعل مع حقائق مجتمعاتها، مرجعًا السبب في ذلك إلى quot;تقليص دائرة الحوار والنقاش السياسي وفقدان الشفافية. ورأى مهري في تصريحات خاصة بـquot;إيلافquot;، أنّ النظام السياسي العربي يتعاطى سلبًا مع مشاكل مجتمعاته ولم يواجه على النحو المطلوب التحديات الخارجية، في ظلّ quot;أكبر تحدٍquot; يواجهه العالم العربي وهو إنفراد أميركا بقيادة العالم وتبنيها لأطروحات استعمارية قديمة بوسائل جديدة.

وجزم مهري، أنّ أغلبية الأنظمة العربية ليست في مستوى وحجم التحديات التي تواجه الأمة حاليًا، وألقى بالمسؤولية على quot;العاملين في الحقل الشعبيquot;، مشددًا على القوى العربية الحية ألا تترك الساحة فارغة للمؤامرات التي قال إنّها quot;تحاك على كل المستوياتquot;. وأبرز مهري، التناقض الموجود بين الإمكانات التنموية والجغرافية وكذا الوفرة المالية التي يزخر بها العالم العربي، وبين الواقع الاجتماعي والتنموي بهذه البلدان المتسم بإرتفاع نسبة البطالة خاصة في أوساط الجامعيين نتيجة عدم الإهتمام برأس المال البشري الى جانب تفشي ظاهرة الفقر.

وانتهى الرئيس السابق للمؤتمر القومي العربي إلى التوكيد على التحديات التي تواجه التنمية في العالم العربي منها quot;تنامي دورالشركات الأجنبيةquot; أمام العجز المسجل في حماية منتجاتها الاقتصادية، مضيفًا مظاهر إجتماعية أخرى كالمخدرات والجريمة المنظمةquot;، ولاحظ أنّ كثيرًا من هذه الأنظمة quot;ليست وليدة الواقع الاجتماعي ما جعلها بعيدة على محيطهاquot;.

وفي الحالة الجزائرية، دعا مهري مجددًا، إلى معالجة الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ التسعينيات معالجة جذرية، وأضاف مهري مؤكدًا: quot;إن المعالجة الجذرية لن تأتي إلاّ بالغوص في الأسباب العميقة وآثارها السياسية التي أدت إلى بروز الأزمةquot;، وأبرز مهري ضرورة الانتقال إلى المرحلة التي تلي مرحلة التخفيف من الآثار الإنسانية والاجتماعية للأزمة، في إشارة إلى ميثاق السلم والمصالحة والنصوص التطبيقية التي تمخضت عنه، مشددًا على حتمية quot;تجاوز محطة اتخاذ التدابير الاجتماعية والإنسانية في مسار معالجة الأزمةquot; التي ينبغي أن تستمر عبر الزمان، معللاً دعوته بالتأكيد على quot;أن الجزائر مدعوة لبناء الدولة الديمقراطية الحقةquot;.

ويرى مهري أن بناء هذه الدولة الديمقراطية لن يكون لذاته بقدر ما اعتبره quot;مطية لبناء المغرب العربي وتحقيق وحدتهquot;، كما أوضح، أنّ بناء الدولة الديمقراطية الحقة كما وصفها وتحقيق وحدة المغرب العربي المنشود quot;تبقى أهدافا نصّت عليها الثورة الجزائرية (1954- 1962)، وأكد أن تحقيق الأهداف ذاتها لا زال محل انتظار الشعب الجزائريquot;.