إيلاف ترصد آراء المصريين بمناسبة الذكرى:
غزو العراق للكويت دروس لا تنسى وجرح لم يندمل
محمد حميدة من القاهرة : مضى على غزو العراق للكويت منذ 2 آب/أغسطس 1990 حتى الآن 18 عامًا،وعلى الرغم من تغيّر المشهد السياسي للمنطقة ووقوع العراق تحت سيطرة الغزو الاميركى البريطاني، إلا
شباب مصر يتذكرون مع إيلاف أيام الغزو |
سارة على 22 سنة كان عمرها تقريبًا 4 سنوات، تذكرت بسهولة عندماسألناها عن رأيها في الغزو، واستحضرت بسهولة مشهدًا حزينًا خيّم على جميع افراد اسرتها عندما تلقوا خبر ضرب صدام للكويت من محطات التلفاز والراديو تقول سارة quot; انا كنت صغيرة لا اعرف العراق ولا الكويت ولكننى عرفت شيئًا واحدًا هو الدموع التي انهمرت من عيون افراد اسرتها و الحزن الشديد الذي عم ارجاء المنزل والذهول من عدم التوقعquot;. لكن مع مرور الايام بدأ امثال سارة يشعرون بفداحة الغزو وتبعاته الاليمة، يقول محمد الشريف 23 سنة خريج علوم القاهرة quot; كان عمري 5 سنوات اثناء الحرب كنت صغيرًا لم انتبه لشيء، لكن مع مرور الايام عرفت ان هذا الغزو ما كان يجب ان يكون، لقد خلف آثارًا مدمرة على الشعبين الكويتي والعراقي على السواء والامة العربية كلها بسبب قرار غير محسوب من صدام نعيش تبعاته حتى يومنا هذاquot;. ويضيف ان غزو العراق للكويت عمل إجرامي لا مبرر له، ومهما تكن الأسباب والمبررات فلا يحق للعراق غزو دولة شقيقة خاصة ان الكويت التي قدمت له الكثير في حربه مع إيران. ووصف الغزو العراقي للكويت بأنه أكبر غلطة لقائد عربي مسلم، وإن آثارها ستدوم لمئات السنين، وكان من الممكن تجنب هذه المشاكل ببساطة دون وقوع الغزو .
واتفق احمد 22 سنة جامعة الأزهر معه قائلاً ان فكرة الغزو كانت فعلاً غبيًا واحمقًا من جانب صدام، مشيرًا إلى أن ما يحدث الآن في العالم العربي والإسلامي هو نتيجة التدخل الأميركي في الكويت أثناء حرب التحرير، وسكوت بعض الدول العربية على ما حدث بل ومساندة بعض الدول للعراق ، ويجب أن نتعلم الدرس الآن ونتكاتف معًا حتى لا يتكرر ما حدث في العراق تحت مسمى الحرب على الإرهاب، لأن التاريخ يعيد نفسه، فالدول التي كانت تساند أمريكا بالأمس أصبحت تحاربها أميركا الآن .
فقد انقسمت الدول العربية بين مؤيد ومعارض للغزو وكان موقف الاردن مستغربًا في الوقت الذي اعلنت فيه الدول العربية معارضتها للعراق بحكم كونها والكويت دولتين عربيتين وتشتركان في اللغة والدين والعرق، وشاركت قوات من دول عربية في التحرير، كان الاردن على الجانب الاخر سندًا راسخًا ومؤيدًا لصدام حسين في هذه الخطوة مثل الرئيس السوداني عمر البشير الذي اتهمته المحكمة الدولية الجنائية بارتكاب جرائم حرب مؤخرًا وهي التهمة نفسهاالتي وجهت لصدام للمفارقة الغريبة .
لكن يبدو الغزو بالنسبة إلى كبار السن من المصريين اكثر وطأة , وربما ذلك كان سببًا في عدم تغير مشاعرهم تجاه الحرب حتى الآن، وإن كانت تغيرت صوب صدام من متهم الى مجنى عليه في نظر البعض، فطلقات النيران وصور الدبابات والطائرات ومشاهد الخراب والدمار والجثث لم تفارق ذهن الحاجة سهير 45 سنة ربة منزل، وربما لأن الحرب كانت السبب في عنوسة الكثير من البنات وخراب كثير من البيوت. فقد تأثرت الحياة الافتصادية والاجتماعية في مصر بسبب الحرب مع عودة الكثير من العمالة المصرية من البلدين وبالتالي زيادة نسبة البطالة وارتفاع سوق العنوسة فى مصر . امينة التي بلغت حاليًا من العمر 46 عامًا تعتبر الغزو بأنه السبب في عدم زواجها حتى الان بعد انفصالها عن خطيبها الذي سافر الى العراق بعد ان دفع تحويشة عمره ورجع بعد سنتين quot; ايد ورا وايد قدام quot; على حد قولها . والكثيريون من المصريين عادوا وبعضهم اختفى ولم يعرف اهله عنه شيئًا من بعد الحرب . يقول فتحى 40 عامًا quot; لا يوجد انسان عاقل يؤيد الحروب لما تخلفه من دمار وتدمير على كافة المجالات ولا شك ان تأثير الغزو العراقي للكويت لم يتوقف عند الدولتين فقط بل طال المنطقة العربية جميعها ومصابنا في مصر كان اكبرquot; ويعتقد فتحى احد اكمصريين الذين عملوا بالعراق ان غزو الكويت هو السبب الرئيس في كل المشاكل التي عانت وتعاني منها الشعوب العربية حتى الان لما انه اعطى الفرصة لوجود قوى خارجية فى المنطقة تحت ذريعة محاربة الارهاب او تحرير الكويت مثل اميركا التي وجدتها فرصة للتدخل لتحقيق اهدافها ومصالحها تحت ذريعة تحرير الكويت و محاربة الارهاب مضيفا انه بعد احتلال اميركا للعراق وضح ان ما اقدم عليه صدام كان فخًا اميركيًا، ويا عالم الدور القادم على مين !!
وتساءل سليمان 48 عامًا عن موجة بالتربية والتعليم quot; ماذا استفاد صدام من فعلته إلا كما ترون الآن ضاعت العراق، تبددت ثروات الخليج، ووجود احتلال دائم من أميركا وانكلترا لمنطقة الخليج بأكملها . إن أعداء العرب على مر العصور لم يستطيعوا طوال تاريخهم أن يفعلوا ما فعله صدام حسين بغزوه للكويت لقد مزق العرب شر ممزق ودخل حرب جنى خسائرها العراقيون والكويتيون والشعوب العربية و لم يستفد منها غير الأعداء.
اما محمد مهندس كمبيوتر يقول انه كان وقتها طالباً في المرحلة الجامعية وبرأيه أن غزو الكويت كان ولا يزال كارثة أصابت الامة العربية في مقتل، وجرحًا لن يندمل ودروسًا لن تنسى، فضحت حكومات وشعوب عربية وقفت مع الغازي واخرى وقفت مع شعب الكويت . وشدد على ان الشعب العراقي والشعب الكويتي جاران ولا دخل للشعبين فيما حدث لهما ويجب أن تقف الكويت جنباً والشعوب العربية كلها إلى جنب العراق في أزمته الحالية ودعم وتوطيد العلاقات بين الشعبين الشقيقين. وقال quot;انصح كل عراقي وكويتي ومصري وسعودي وعربيبأن يفتح صفحة جديدة، ونعيد ماضي البطولات والأمجاد لأمتنا المجيدة، وننسى الماضي ونعد للمستقبل، فهناك أعداء النجاح يتربصون بنا. الله يحفظ الكويت ويعز العراق بلاد العلم والعلماء .
التعليقات