السياسة ليست هاجس الشباب السوري
غطاء أميركي مهد لصدام غزو الكويت ثم تخلى عنه

بهية مارديني من دمشق: لعله من أصعب الأمور في بلد مثل سوريا أن تخوض موضوعا سياسيا مع شريحة تمثل الشباب في العشرينات، فالسياسة لا تعتبر الهاجس الأول أو الثاني أو الثالث.. لديهم، وطرح الأمور السياسية أمرا quot;يوجع الرأسquot;، ربما هو الخوف ربما هو الوضع الإقتصادي الذي يشغل الناس ربما هو حكم العادة في مجتمع لا يستوعب شبابه الأحزاب..، حاولت إيلاف أن تحادث شرائح مختلفة من شباب المجتمع السوري ذوي الفئة العمرية المشتركة ومن الطبقات الإجتماعية المختلفة حيث سألتهم عن رأيهم فيما فعله الرئيس العراقي السابق صدام حسين في غزو الكويت.

سامي.ق 21 عامًا طالب في أكاديمية خاصة قال لإيلاف إنه لا يتابع الأنباء وعندما علم ان الغزو حدث في عام 1990 قال إن همه يكمن في التركيز في عمله مع والده في شركة النقل.

أما م .الاتاسي 20 عامًا طالب في جامعة دمشق فقال انه يريد السفر الى الخارج لذلك يركز فقط في أي فرصة للدراسة أو للعمل دون أن يتطرق لأي مواضيع في مجال السياسة، وعندما قلت له إنني فقط أريده في الحرب العراقية على الكويت أكد انه لا يسمع لا يرى لا يتكلم ثم ضحك ضحكة طويلة.

إياد. غ 25 عامًا حاصل على اجازة في الحقوق قال إن الغزو العراقي على الكويت هو أمر مدان بلا شك وان كل اعتداء من دولة على دولة أخرى هو أمر مرفوض فكيف اذا كانت دولة عربية هي من اعتدت على دولة عربية أخرى وتحدث إياد عن الغطاء الأميركي لصدام حسين الرئيس العراقي السابق ، مع التأكيد على هذا الغطاء وقال انه لولا الغطاء الأميركي الذي مهد لصدام ثم تخلى عنه لما كان جرى ما جرى والذي يدفع ثمنه تاريخ العراق وشعبه في علاقاته.

نور 23 عامًا تعتبر السياسة أمرًا يوجع الرأس وهي لا تتابع الفضائيات الإخبارية وتكتفي بالفضائيات التي تبث الأغاني والمنوعات، نور قالت إنها تزوجت منذ عامين وابنتها ذات العام الواحد تربيها على ذات الطريقة على أغاني نانسي عجرم وعمرو دياب ، وتؤكد انه في منزلها ومنزل والدها لا احد يتابع نشرات الأخبار ، وتقول نور لدى سؤالها عن صدام لا يهمني أن يكون صدام ما يكون ولا استطيع أن اعرف ظروفه حتى أقدم على عمل مثل هذا ولكن لا استطيع التعليق.

ماهر.خ 26 عامًا يعمل من الساعة التاسعة صباحًا حتى الساعة الثانية عشر بما فيها أيام الجمعة في محل ألبسة بجانب سوق الحميدية الشهير تعتبر ان الهاجس الاقتصادي هو الهاجس الأول والهاجس السياسي ليس على أجندته مطلقًا إلا من باب الاقتصاد مثل اتفاق الشراكة السورية الأوروبية وتبعاتها على سوريا. أما عن صدام فقال quot;مشان الله لا تقربيني quot;.

وكانت سوريا قد دانت الغزو العراقي على الكويت على المستوى الرسمي ونظرت إليه على أنه يضعف القدرات العربية في مواجهة إسرائيل ، وطالبت من العراق الانسحاب من الكويت وعودة الحكومة الكويتية إلى ممارسة مهامها ، وتبلور الثالوث السوري المصري السعودي، فأدان الغزو وركز على ضرورة التسوية السلمية والدبلوماسية للازمة ، وتم الحديث عن ضمانات دولية اثر الانسحاب العراقي ، أما في ظل العلاقات السورية الإيرانية فقد اتفق الجانبان على رفض الغزو واعتبراه غير شرعي وأمر غير مقبول على الإطلاق .

وعبرت سوريا عن وجود فارق بين الشعب العراقي والنظام العراقي وان وحدة الأراضي العراقية يجب ألا تتأثر بحرب الخليج، وقالت إن مهمة امن الخليج يجب أن تبقى ضمن إطار دول الخليج وحضت على وجوب حل شامل لقضايا الشرق الأوسط وتسوية النزاع العربي الإسرائيلي وفق القرارات الدولية ودأب المسؤولون الكويتيون على تأكيدهم أنهم لم ينسوا لسورية موقفها من الغزو.