تساؤلات عن موعد زيارة الأسد لبيروت
دمشق تستبعد إلغاء المجلس الأعلى اللبناني ــ السوري

يتهيأ لتقديم اعتذار علني للأسد والشعب السوري
طريق جنبلاط إلى دمشق لا تزال غير معبّدة

الحريري: زيارتي إلى سوريا تاريخية وصفير باركها

أثارت قيادات في فريق 14 آذار قضية ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا قبل وبعد زيارة رئيس الحكومة اللبناني إلى دمشق وانتقدت وجهة النظر السورية التي تؤيد البدء بعملية الترسيم من الشمال وصولاً إلى الجنوب. وكان الرئيس السوري قد أكد لنظيره اللبناني عدم ملكية سوريا لمزارع شبعا واستحالة القيام بعملية الترسيم في ظل وجود إسرائيل فيها. وبعد زيارة قام بها الحريري إلى البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، أكد ان ترسيم الحدود بين البلدين quot;ليس لبناء الجدرانquot; إنما للإستفادة منه إيجابياً.

بيروت: حسم رئيس الحكومة سعد الحريري الموقف اللبناني الرسمي من مسألة ترسيم الحدود مع سوريا عقب زيارته البطريرك مار نصر الله بطرس صفير لدى سؤاله إذا ما كان قد بحث هذا الموضوع مع الرئيس بشار الأسد بالقول quot;إن ترسيم الحدود ليس لبناء الجدران بل نريد أن ترسم الحدود بشكل إيجابي لاستفادة الشعبينquot;.

وكانت تصريحات ومواقف صادرة عن قيادات وأطراف في فريق 14 آذار قد أثارت قضية ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا قبل زيارة الحريري الى دمشق وبعدها حيث أبدت انتقادها لوجهة النظر السورية القائلة بضرورة البدء بعملية الترسيم من الشمال وصولاً الى الجنوب فيما ان هذه العملية لابد ان تنطلق من الجنوب ومن مزارع شبعا تحديداً بغية الحصول على إقرار سوري بملكيتها اللبنانية والتوجه بعد ذلك الى الامم المتحدة لابراز هذه الوثيقة التي طالبت بها كي يتسنى لها التحرك لازالة الاحتلال الاسرائيلي عنها سواء عبر اعادتها الى السلطة اللبنانية أو وضعها في عهدة قوات الطوارئ الدولية وتعتبر هذه القيادات والأطراف ان تحقيق هذا تلانجاز من شأنه ان ينهي الحاجة الى المقاومة وسلاحها ، بحيث يصبح الحديث عن سيادة الدولة والاستراتيجية الدفتعية ذو جدوى.

وكان الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان وخلال زيارته قبل الأخيرة الى دمشق المخصصة (لتقديم التعازي الى الرئيس الأسد بوفاة شقيقه الأصغر مجد) قد تطرق في محادثاته معه الى قضية ترسيم الحدود وسمع منه يومها ما سبق ان ذكره اكثر من مرة في احاديث صحفية أبرزها تلك التي اجرتها معه صحيفة quot;الشرق الأوسط quot; عامي 2001 و 2002 والتي أكد فيها أولاً عدم ملكية الجمهورية العربية السورية لهذه المزارع وكذلك استحالة القيام بعملية الترسيم في ظل الاحتلال الاسرائيلي لها متسائلاً هل من المعقول ان يطلب من اسرائيل الانسحاب من هذه المزارع لفترة من الوقت كي نقوم باجراء الترسيم على ان تعيد احتلالها بعد انجاز المهمة؟

وكان الرئيس الأسد قد اطلع يومها محدثه رئيس تحرير quot;الشرق الأوسط quot; آنذاك الزميل عبد الرحمن الراشد وكاتب هذه السطور على خارطة رسمية للجمهورية العربية السورية لا اثر فيها لمزارع شبعا...

موقف الأسد هذا من عملية الترسيم في مزارع شبعا تحدث عنه الرئيس سليمان في مؤتمره الصحفي الذي عقده عشية عيد الاستقلال موضحاً انه يشاطر الرئيس السوري رأيه بهذا الخصوص مذكراً انه سبق للجانبين اللبناني والسوري ان شكلا لجنتين للبدء في ترسيم الحدود من الشمال، وذلك استجابة لطلب تقدم به رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة خلال الزيارة الأولى والوحيدة التي قام بها الى دمشق بعيد توليه رئاسة الحكومة في العام 2005.

ما قاله الأسد لسليمان لا يختلف على ما يبدو عما أبلغه للحريري بهذا الشأن جواباً على سؤال قد يكون طرحه عليه من زاوية انه يشكل أحد المواضيع الخلافية في لبنان ، الا ان كلام رئيس الحكومة من الصرح البطريركي جاء قاطعاً ليضع معه قضية المزارع والترسيم في وجهتها السليمة باعتبار انها مشكلة تعني لبنان وسوريا لا يمكن حلها الا بالتفاهم بين البلدين لا جعلها quot; جداراً quot; للتراشق من فوقه ، وهو جدار ازاله الحريري أمس من أمام طريق تطبيع العلاقات مع سوريا. ولا بد لفعله هذا ان يلقى صداه لدى من وضعه في منزلة الملوك والرؤساء حين جاء اليه عازماً على طي صفحة الماضي...