إسلاميو موريتانيا يقتحمون الرئاسيات القادمة
محمد غلام لـ إيلاف: مرشحنا هو الأفضل

محمد ولد الشيخ من نواكشوط: قرر حزب quot; تواصل quot; الإسلامي في موريتانيا الخروج عن إجماع الجبهة المناوئة للانقلاب و ترشيح رئيسه محمد جميل ولد منصور لرئاسيات الثامن عشر يوليو المزمعة، و ذلك رغم اتفاق كل أحزاب الجبهة على ترشيح رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير و دعمه. وقال نائب رئيس الحزب محمد غلام ولد الحاج الشيخ في تصريح لـ إيلاف أن قرار الحزب جاء استجابة لمطالب منتسبيه، معتبرا ان حزبهم ككل أحزاب الجبهة درس الخيرات المطروحة و اختار ما يناسبه

و حول طموح الإسلاميين للرئاسة في موريتانيا قال محمد غلام: quot;ان حزبنا يمتلك قواعد شعبية عريضة و يعتبر أن مرشحه هو الأفضل لمصلحة موريتانياquot;.

وأحدث قرار تواصل مفاجأة أربكت المراقبين للمشهد السياسي في موريتانيا لأنها اول مرة يترشح فيها قيادي من التيار الإسلامي لمنصب رئيس الجمهورية حيث دأب التيار خلال تجربته السياسية الطويلة نسبيا على دعم احد المرشحين وفق تحالفات تتغير مع تغير ظروف الانتخابات، فبعد ان كانوا جزءا من اكبر أحزاب المعارضة الذي يرأسه احمد ولد داداه، قرروا في انتخابات 2003 الرئاسية دعم محمد خونه ولد هيداله أحد رؤساء موريتانيا السابقين، ليقرروا بعد الانقلاب الذي أطاح بنظام العقيد معاوية ولد الطائع قرر الإسلاميون في رئاسيات 2007 دعم الرائد صالح ولد حننا الذي نفذ انقلابا فاشلا ضد ولد الطائع قبل أن يشكل حزبا سياسيا بتوجه قومي.

و رغم انهم الحزب الوحيد الذي لم يدعم مرشح الجبهة، لم يبد قادة الأحزاب الأخرى داخل الجبهة امتعاضا من قرار الإسلاميين بل تفهموه و ترأس مرشحهم ولد منصور المؤتمر الصحفي الذي تم خلاله الإعلان عن قرار ترشيح ولد بلخير معتبرا انه يستحق لقب مرشح الجبه رغم عدم دعم تواصل له.

اختبار صعب

و يرى المحلل السياسي الحافظ ولد الغابد أن قرار الترشيح سيجعل الحزب أمام اختبار عسير حيث يتحتم عليه أن يحقق رقما صعبا في المعادلة وإلا فإنه سيحجم دوره ووجوده القوي في العديد من الساحات مع أن صوته ظل حاضرا بقوة خلال الفترات الماضية ومكمن الصعوبة في أن الموريتانين يتعاطفون مع الحزب في طرحه للعديد من القضايا ولكنهم لا يعطون أصواتهم إلا في دائرة الولاء القبلي و الجهوي وليس الولاء العاطفي.

و رغم ذلك يتوقع الأستاذ ولد الغابد ان حزب quot;تواصلquot; سيجني فوائد عديدة من عملية الترشح فهو لأول مرة يترشح في ظل شرعية كاملة لوجوده وهذا يكون علامة اختبار لولاء العديدين في الطبقة المتوسطة وهو أيضا سيكسب الوصول لكل أراضي الوطن ويبقى العائق المالي هو أهم عائق للحزب لكون مختلف الشرائح المنتسبة له لا يوجد من بينها رجال أعمال أقوياء قادرين على التمويل كما أن أخلاقه السياسية تمنعه من استخدام المال لشراء الذمم.

دوافع متعددة!

و حول دوافع الإسلاميين لدخول معترك الانتخابات الرئاسية، يقول محمد محمود ولد أبو المعالي مدير يومية أخبار انواكشوط، أن الإسلاميين quot;سئموا من وضعيتهم في الانتخابات الرئاسية السابقة، والتي كانت تجعل منهم مجرد رقم في حساب مرشح معين، قد يختلفون معه في لحظة ما، ليبقى هو بالرقم والنتيجة، ولهم عرق التعب والجهد الضائع.

يضاف إلى ذلك حسب تحليل أبي المعالي ان إسلاميي موريتانيا يعتقدون أن الشوط الأول من الانتخابات الرئاسية القادمة لن يكون حاسما في مصير كرسي رئاسة البلد، لذلك فهم يرون أن تقديمهم لمرشح من داخلهم يعطيهم فرصة لمعرفة حقيقة انتشارهم ووجودهم على الساحة الوطنية أولا، والمحافظة على قاعدتهم الشعبية ثانيا، فضلا عن أنه يمكنهم من الحصول على رقم معين في السباق الانتخابي يفاوضون به في الشوط الثاني.

عودة الى الدعم

هذا ويجمع المراقبون ان حظ الإسلاميين في الوصول للرئاسة شبه معدوم، نظرا لشدة المنافسة المتوقعة في الإنتخابات. يقول المحلل السياسي احمد ابو المعالي: ان تحقيق الإسلاميين لمفاجأة في الانتخابات القادمة أمر مستبعد بكل المقاييس السياسية والواقعية، ولعل قادة التيار الإسلامي هم أول من يدرك ذلك.

نظرا لتلك الاعتبارات فان الإسلاميين سيكونون رقما مهما في الشوط الثاني من السباق الرئاسي الذي يبدو من شبه المؤكد حصوله، و حتى الان لا يزال قادة الحزب الإسلامي يرفضون الحديث عن توجههم في الجولة الثانية من المنافسة الانتخابية، حيث يقول مرشحهم محمد جميل ولد منصور quot;إن الحديث عن الشوط الثاني قبل بدأ المنافسة يعبر عن عدم الثقة في الذات وهو ما لا نتسم بهquot;.