عامر الحنتولي من الكويت: حتى وقت متأخر من مساء الاربعاء استمرت الحركة الأمنية تدب بقوة في الطرق المؤدية إلى المواقع والمقار الحساسة في العاصمة الكويتية، التي كادت أن تكون عرضة لأسوأ عمل إرهابي يمكن أن تتعرض له الكويت على أيدي أفراد تنظيم القاعدة المطارد دوليًا، إلا أن الإنتشار الأمني في العاصمة كان أمنًا ناعمًا الى أبعد حد، مما يشير الى أن الوضع الأمني تحت السيطرة التامة، إلا أن المعلومات الراشحة لدى quot;إيلافquot; حتى ساعة إعداد هذا التقرير تشير الى أن الإعترافات لا تزال تتواتر على ألسنة ستة أفراد شكلوا خلية نائمة لتنظيم القاعدة، واعتقلوا جميعا عصر يوم الإثنين الماضي، وأن التحرك الأمني الكويتي لا يزال نشطًا طبقًا للإعترافات، إذ نفذت مجموعات أمنية كويتية تتبع جهاز أمن الدولة الكويتي عمليات دهم واسعة في مناطق عدة بالعاصمة وخارجها لإلقاء القبض على مشتبه فيهم بتسهيل مهام عمل الخلية النائمة.
ووفقًا لمسؤول أمني كويتي لـquot;إيلافquot; فإن جهاز أمن الدولة الكويتي وبفضل فلسفة الأمن الوقائي، الذي اتبعها منذ سنوات عدة في مجال مكافحة الإرهاب، جنبت الكويت مخاطر إرهابية جمة كمنت وراءها قوى إسلامية متطرفة على صلة بتنظيم القاعدة، إلا أن جهاز أمن الدولة ndash;وفقًا للمسؤول الأمني- رصد تحركات تلك الخلية في أواخر شهر يونيو/حزيران الماضي، إلا أنه فضل أن تتم عمليات الإعتقال والدهم والتحقيق بعد أن تنجز الخلية الإرهابية محتوى بنك الأهداف التي سعت لضربها، إذ يكشف المسؤول الأمني أن مخطط الخلية النائمة كان ضخمًا وكبيرًا، ويمكن أن يوازي الهجمات الإرهابية العالمية الكبرى التي وقعت في عدة دول حول العالم خلال السنوات القليلة الماضية، نافيًا أن يكون لأي دولة خليجية أي معطيات قادت الى القبض على أفراد الخلية النائمة، على الرغم من ثنائه على تبادل المعطيات الإستخبارية بين دول مجلس التعاون الخليجي بشكل مستمر.
وبحسب معلومات quot;إيلافquot; فإن القيادة السياسية الكويتية قد أحيطت علمًا بفحوى مخططات القاعدة، وضخامتها، وبنك الأهداف التي كان التنظيم الدولي المتشدد يعد لضربها، إذ لم يكن يفصله عن موعد التنفيذ أكثر من أسبوع، وكان أفراد الخلية ينتظرون ثبوت رؤية هلال شهر رمضان لتنفيذ العملية الإرهابية في اليوم الأول من شهر الصيام، وقد اتفقوا على تسمية العملية بـ quot;غزوة رمضانquot;، إذ كانوا سيعمدون أولاً الى مهاجمة معسكر عريفجان الذي ترابط به القوات العسكرية الأميركية وآلياتها الواقع شمالي العاصمة الكويتية، قبل الإنتقال في اليوم التالي الى تكرار ذات السيناريو الهجومي ضد مقر جهاز أمن الدولة الكويتي الواقع في منطقة جنوب السرة في العاصمة، وهي المنطقة التي باتت تضم العديد من الوزارات الحكومية والمؤسسات الخدمية الأخرى التي يؤمها آلاف المراجعين يوميا، لكن اللافت أن أفراد الخلية لم يرتبوا أوضاعهم على الإستشهاد، بل بقيادة الشاحنات المفخخة بالسماد الكيميائي، وإلقاء أنفسهم قبل آخر نقطة للإنفجار، على أن تكون هناك سيارة تأمين لنقل القائد المهاجم، والفرار الى منطقة آمنة، على أن يتولى أفراد آخرون من المجموعة تكرار السيناريو ضد منشآت أخرى داخل العاصمة التيلا تزال طي الكتمان بإنتظار اعترافات إضافية.
ومن شأن هذه الإعترافات إذا رسخ الإطمئنان إليها في عقيدة المحققين الأمنيين، أن تبرز حقائق أخرى أهمها أن سيناريوهات للمهاجمة بهذا الحجم لا يمكن أن يقوم بها ستة أفراد فقط، إذ إن الأفراد المنتمين والمتواريين قد يكونوا بالعشرات لكن الإعترافات لم تدل عليهم بعد، والأمر الآخر الذي قد يبرز من رحم التحقيقات هو أن تنظيم القاعدة قد بات يعتمد على تكتيكات جديدة لعملياته، إذ إن العملية المضبوطة حتى الآن لم تكشفعنالإعترافات التي من شأنها إدخال أي أسلحة أو مواد من الخارج، بل تم شراء الأسلحة والسماد الكيميائي من السوق الكويتي، وهو أمر لن تغفل عنه التحقيقات، فالقوانين الكويتية لا تبيح فوضى شراء الأسلحة وبيعها، والتحقيقات لا بد م أن تقود الى من باع الأسلحة لأفراد الخلية، وكذلك من خزنها.
يشار الى أن مصادر أمنية قالت لـquot;إيلافquot; أيضًا أن الإعترافات الجارية والتوسع بها ربما تقود الى كشف أخطر خلية إرهابية في الخليج، علمًا أن أسماء تتردد في الشارع الكويتي حول أسماء أطباء مرموقين، وقياديين في وزارات كويتية، ونجل نائب إسلامي سابق ضمن الموقوفين الذين سيتم الإستماع الى أقوالهم، وسط معلومات تسير الى أن أفراد الخلية اتفقوا على نهج تكفير الدولة التي تستضيف قواعد عسكرية أميركية، ومحاربتها، وإباحة مهاجمتها بالعمليات العسكرية العنيفة.
التعليقات