"يتوقع أن يشمل مسرح الحرب المقبلة على الارهاب، بقيادة الولايات المتحدة القارات الخمس وأن تشارك فيها جيوش ومدنيون وأجهزة الأمن والاستخبارات حتى البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم كما قد تؤدي الحرب إلى توقيف أو تحقيق مع أكثر من مليون شخص خصوصا في العالم الثالث وتحديدا في العالم الاسلامي".
" وإذا صحت هذه التوقعات وطبقت بكفاءة" كما يقول ريتشارد وير الخبير الاستراتيجي في المعهد الملكي في لندن لـ" القبس" " قد نصل إلى درء أخطار موجة جديدة من العنف القاتل لكن نضمن الاستقرار، إذا لم نعالج جذور المشكلة من الأساس". وتتمثل هذه الجذور برأيه في " حل الصراعات الإقليمية، وإحلال الديموقراطية في دول تعاني من حكومات دكتاتورية، وتوجيه الموارد الكافية للتنمية الاقتصادية بهدف رفع مستوى المعيشة إلى حد يمنع الناس من اتباع التطرف".
ومع أن سلوك هذه الطريق قد تؤدي إلى تأسيس "العالم الأفضل أو المثالي" كما يشير وير، إلا أنه متشائم من امكانات التطبيق على أساس " أن العالم يفتقد القادة التاريخيين القادرين على تحقيق هذه المثالية أو حدها الأدنى".
وبعيدا عن المثالية يعتقد وير أن الحرب على الإرهاب " قد تتركز في المناطق بين وسط أوروبا والقوقاز وصولا إلى أفغانستان مرورا في شمال أفريقيا وجنوبها الشرقي عبر منابع النفط ومصر ومختلف دول الشرق الأوسط والبلقان".
وإضافة إلى الحلف الأطلسي " ستبقى الصين خارج اللعبة لكن الاتحاد الروسي سيشارك إذا أطلقت يداه في منطقة القوقاز والجمهوريات السوفياتية السابقة، وسيؤمن الدعم اللازم للغرب في مناطق محاذية لافغانستان ويقنع الهند بالانضمام إلى الحرب على الإرهاب في المناطق المحاذية".
عربيا، يتوقع وير، " أن تشن الحكومات القريبة من الأميركيين والبريطانيين حملة اعتقالات منسقة ضد المعارضين المتشددين، الذين تعتقد أجهزة الاستخبارات الغربية أنهم يمولون الإرهاب بالأسلحة والمال والدعم البشري".
ويعتقد " أن حملة اعتقالات واسعة النطاق ستشهدها كل من تركيا ومصر والأردن وفلسطين ودول عربية في شمال أفريقيا وتشارك فيها حتى ليبيا إضافة إلى بعض الدول التي شاركت في حملة التحالف الدولي لتحرير الكويت".
لكن هل ستكون الحملة على الإرهاب بقيادة الأمم المتحدة؟
" نظريا نعم" كما يعترف وير ، " لكنها فعليا ستكون بقيادة الأميركيين وبمشاركة أطلسية-عربية إضافة إلى دعم روسي وهندي ، وقد يسخر لها أكثر من 1،5 مليون جندي أو مدني في القارات الخمس".
ومع أن غالبية الدول الأوروبية غير قادرة على حشد قوات أساسية ملموسة في أي حرب كبرى وكما ظهر أثناء حملة عاصفة الصحراء، يقول وير" إن مسرح العمليات سيكون متحركا وليس في موقع معين وعلى هذا الأساس لا حاجة إلى قوات كبيرة، بل إلى قوات تتحرك بسرعة وفي الوقت المناسب".
يشار إلى أن للحلف الأطلسي، أو لبعض أعضائه الرئيسيين، تواجدا عسكريا في المنطقة الكتوقعة للعمليات، وعلى سبيل المثال للولايات المتحدة تواجد عسكري يصل إلى أكثر من 100 ألف جندي وطيار ومن مشاة البحرية في المغرب والجزائر ومصر ومنطقة الحليج وقواعد في بريطانيا وألمانيا وتركيا وحضور في منطقة البلقان إضافة إلى " أرمادا بحرية في المحيط الهندي والخليج" كما لدى الأميركيين تسهيلات عسكرية في الاردن ومصر واسرائيل وكينيا وتنزانيا واليمن. في حين توجهت جحافل عسكرية بريطانية إلى منطقة في سلطنة عمان، مطلة على بحر العرب، استعداد لمناورات فيها الشهر المقبل، وتضم هذه القوات غواصتين نوويتين وحاملة طائرات وحاملة طائرات هليكوبتر. في حين يملك الفرنسيون قاعدة في جيوبوتي، وتواجدا عسكريا في دول عربية بشمال أفريقيا، إضافة إلى قواعد وتسهيلات وسط القارة. كما يملك البريطانيون قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي التي قد تكون مركزا متقدما لأي عمليات حربية، تضاف إلى القواعد الحربية البريطانية في قبرص والتسهيلات العسكرية في الخليج.(القبس الكويتية)
التعليقات