السعودية _لم يخيب المهاجم المحنك عبدالله الشيحان الظن وكان على قدر الامال التي وضعت عليه قبل انطلاق تصفيات الدور الثاني للمونديال، فاثبت انه هداف من طينة الكبار، ومزج قدرته على التهديف بموهبة فذة، فساهم بشكل فعال في تأهل منتخب بلاده الى النهائيات للمرة الثالثة على التوالي، وتقاسم صدارة الهدافين مع الايراني علي دائي.
&وافسدت الاصابة التي تعرض لها الشيحان في المباراة المصيرية مع تايلاند امس الاحد على استاد الامير فيصل بن فهد في الرياض فرحة تأهل السعودية الى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، لان الكشف الاول اظهر ان مصاب بالرباط الصليبي لركبة قدمه اليمنى وقد يبتعد عن الملاعب مدة ثلاثة اشهر. وتسبب الخطأ الذي ارتكب ضد الشيحان بركلة جزاء سجله منها سامي الجابر الهدف الثالث للسعودية. ومنذ اشهر عدة فقط، كان الشيحان (26 عاما) خارج تشكيلة المنتخب السعودي، لكن لا احد كان بمقدوره حجب موهبته وعطائه داخل المستطيل الاخضر، لانه يداعب الكرة بطريقة مميزة ويملك انطلاقات سريعة جدا باتجاه المرمى فضلا عن ميله للمراوغة، حتى اطلقت الصحافة عليه لقب "القاذفة 52".
&وكان الشيحان خاض مع المنتخب السعودي دورة كأس الخليج الرابعة عشرة في البحرين عام 1998، قبل ان يخرج من التشكيلة بعدها، لكن تألقه مع فريقه الشباب في الفترة الاخيرة فرض على المسؤولين عن المنتخب اعادته الى الصفوف، فلعب اساسيا وسجل وكان عنصرا فاعلا في تأهل المنتخب. ولم يكن الشيحان يملك النضج الكروي الكافي لمواصلة مقارعته لكبار النجوم السعوديين وضمان مركز اساسي له في التشكيلة، فغاب عن كأس العرب في الدوحة في العام ذاته والتي احرزت السعودية لقبها، وعن كأس اسيا 2000 في لبنان، قبل ان يعود اساسيا من الباب الواسع. وسيكون الشيحان احد الركائز الاساسية للمنتخب في النهائيات الى جانب الحارس محمد الدعيع والجابر ونواف التمياط بعد عودته من الاصابة وغيرهم من النجوم، وليس مستبعدا ان يلفت انتباه الكشافين الاوروبيين.
&وانهى الشيحان الدور الثاني بصدارة ترتيب الهدافين متساويا مع الايراني القناص علي دائي برصيد خمسة اهداف لكل منهما وذلك على الرغم من وجود اكثر من هداف في صفوف الاخضر اكثر خبرة منه امثال سامي الجابر وعبيد الدوسري. ولفت الشيحان الانظار بشكل كبير في نهائيات مسابقة كأس الكؤوس الاسيوية التي استضافها ناديه الشباب في ايار/مايو الماضي في جدة عندما قاده ببراعة الى احراز لقبه الاول اسيويا، خصوصا انه سجل ثلاثة من الاهداف الاربعة في المباراة النهائية ضد داليان الصيني بعد ان قدم عرضا رائعا. وكان الشيحان سجل هدفا في مرمى الاستقلال الايراني، واختير افضل لاعب في النهائيات وهدافا لها برصيد اربعة اهداف.
&واللافت ان تألق الشيحان في نهائيات المسابقة الاسيوية جاء امام ناظري ناصر الجوهر الذي كان في دفة قيادة الاخضر قبل مجيىء اليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش، واعلن حينها ان "الشيحان يستحق الانضمام الى تشكيلة المنتخب". وبالفعل وضع الجوهر كلامه موضع التنفيذ وعرف كيف يوظف قدرات الشيحان داخل الملعب لما فيه مصلحة المنتخب. وفي الدور الثاني من التصفيات الاسيوية، انتظر الشيحان حتى المباراة الرابعة مع تايلاند لتسجيل هدفه الاول، قبل ان يضيف الثاني في مرمى البحرين في المنامة، وسجل هدفي الفوز على العراق في الاردن قبل ان يختم مسلسله بهدف السبق امس في تايلاند.
وقال الشيحان "انا راض عما قدمته في النهائيات لكن الاصابة افسدت علي فرحتي بالتأهل وساتألم اكثر في حال غيابي عن المنتخب لفترة طويلة". واشاد الشيحان "بجهود المدرب ناصر الجوهر لان لديه الحنكة في ادارة اقوى المنتخبات العالمية وما حققه للكرة السعودية يعتبر انجازا ووساما لكل مدرب محلي سيزهو به طويلا".&(ا ف ب )&
&
الجوهر: "قادرون على تكرار سيناريو مونديال 1994"
اكد مدرب منتخب السعودية لكرة القدم ناصر الجوهر ان التشكيلة الحالية قادرة على تكرار سيناريو مونديال 1994 في الولايات المتحدة عندما بلغ "الاخضر" الدور الثاني في اول مشاركة له في النهائيات. وقال الجوهر الذي قاد المنتخب السعودي الى نهائيات المونديال للمرة الثالثة على التوالي: "كل الظروف مهيأة ليقدم الاخضر مباريات جميلة تليق بسمعة الكرة السعودية في كوريا الجنوبية واليابان ولاعبونا قادرون على اعادة سيناريو الابداع الذي رسموه في مونديال 1994". واضاف "اريد ان اوجه التحية الى اللاعبين لانهم برهنوا عن قوة شكيمة ونجحوا في اجتياز اكثر من كبوة ابرزها الخسارة غير المستحقة امام ايران". وتابع "لقد حققنا المعادلة الصعبة ولا يمكن ان ننسى الدور الكبير الذي لعبه المنتخب البحريني في لقائه ضد ايران حيث حقق فوزا كبيرا". (ا ف ب )