نيويورك: صلاح عواد: في تصريح خاص لـ"الشرق الأوسط" اكد امين عام الجامعة العربية عمرو موسى ان المباحثات التي اجراها مع المسؤولين الاميركيين ومع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اشتملت على استعراض ثلاث قضايا اولها الارهاب الدولي وما هو المطلوب لدعم وحماية التوافق الدولي تجاه الارهاب.
وكانت القضية الثانية محور البحث هي الوضع في الشرق الاوسط في ظل تدهور الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة. اما القضية الثالثة فكانت اثار احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي اذ جرى بحث الموضوع الذي نتج عن ما يدعى بصراع الحضارات وما تعرضت له الحضارة العربية والاسلامية من اتهامات وتشويه تستدعى وقفة ورد فعل حقيقي.
وافاد عمرو موسى بانه ناقش مع وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول الوضع في منطقة الشرق الاوسط وفي افغانستان، وقال: "ان كولن باول اعلن بان العمليات العسكرية ضد افغانستان قد تتوقف قبل حلول شهر رمضان المبارك".
ولفت الى ان الجامعة العربية اوضحت بدقة موقفها واعربت عن دعمها للحملة الاميركية ضد الارهاب، مؤكدا "ان محاربة الارهاب ينبغي ان لا تقتصر على استخدام القوة العسكرية وانما بالعمل السياسي والدبلوماسي".
ومضى الامين العام للجامعة العربية يقول "اننا نتفهم الموقف الاميركي في اتهام مجموعة محددة من الناس في مكان معين بيد اننا اكدنا للولايات المتحدة بانه ليس هناك اي تحالف معها اذا تعرضت اي دولة عربية لاي هجوم عسكري". وشدد على "انه ليس هناك اي تحالف ضد اي دولة عربية بحجة محاربة الارهاب".
وتعليقا على قرار الادارة الاميركية بتوظيف شركة للعلاقات العامة من اجل تحسين صورتها في العالم العربي والاسلامي، قال: "ان على الولايات المتحدة ان تغير سياستها في العالم العربي خصوصا في منطقة الشرق الاوسط وعندئذ لا تحتاج الى صرف الملايين من الدولارات على شركة للعلاقات العامة".
وردا على سؤال حول مدى جدية ادارة الرئيس جورج بوش في دعوتها الى قيام دولة فلسطينية مستقلة قال "نرجو ان يكون هذا الموقف حقيقيا وان لا يكون مناورة تكتيكية، ونأمل ان تكون لهذه الرؤيا ارجل تقف عليها"، وبين انه قد لمس من الادارة الاميركية جدية في هذا المجال لا سيما انها تعد فريقا للعمل على بلورة وجهة نظر الادارة الحالية من القضية الفلسطينية.
وذكر امين عام الجامعة العربية ان الادارة الاميركية اعترفت بأنها قامت بحملة عشوائية من الاعتقالات بين صفوف الجالية العربية والاسلامية في الولايات المتحدة اثر الهجوم الانتحاري على مركز التجارة العالمي بنيويورك وعلى مبنى وزارة الدفاع في واشنطن.
ودعا القنصليات والسفارات العربية الى التدخل لحماية حقوق مواطنيها او رعاياها من العرب. وفي الوقت ذاته حث العرب الاميركيين على ممارسة حقوقهم المدنية التي ضمنها القانون والدستور الاميركي في حالة تعرضهم لاي اعتداء او اعتقال عشوائي من قبل السلطات الامنية الاميركية.
وكان عمرو موسى قد اجتمع مع ممثلي المنظمات والجالية العربية في واشنطن لبحث الوضع الراهن والقضية الفلسطينية وظروفها وتطوراتها الاخيرة وجرى الحديث عن موضوع صراع الحضارات وما ينعكس على الجاليات العربية والاسلامية من مشاكل بسببها وبحث سبل التصدي لها.
واعلن عن قيام الجامعة العربية بتنظيم اجتماع بمقر الجامعة العربية في القاهرة لفريق من المفكرين والمؤرخين والمثقفين العرب بهدف مناقشة التحدي الموجه للثقافة العربية والاسلامية وذلك خلال يومي 26 و27 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. وتوقع حضور حوالي 60 شخصية عربية للمشاركة في اجتماع الجامعة العربية.
وعن تبرير استمرار الحرب الاميركية ضد افغانستان في شهر رمضان اذا اقتضى الامر ذلك على اساس ان حرب اكتوبر (تشرين الاول) ضد اسرائيل عام 1973 كان العرب يطلقون عليها حرب رمضان، اعرب عن رأيه بأن هذا التشبيه خاطئ اساسا وذلك "لان حرب اكتوبر ـ رمضان كانت حرب تحرير لانهاء عدوان على ارضنا وقد ذكرت ذلك لرؤساء المنظمات اليهودية الذين التقيت بهم".
وشملت محادثات امين عام الجامعة العربية ايضا لقاءات عقدها مع رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة لدورتها السادسة والخمسين وزير خارجية كوريا الجنوبية هان سونغ ـ سو ورئيس مجلس الامن لهذا الشهر سفير ايرلندا ريتشارد راين فضلا عن وزير خارجية ايرلندا براين كوين. والتقى ايضا مع مبعوث الامين العام الخاص الى افغانستان الاخضر الابراهيمي الذي غادر نيويورك متوجها الى باكستان وايران لبحث مستقبل افغانستان ما بعد الحرب وما بعد عهد حركة طالبان.
&