&
&
بعد فشل المفاوضات السرية أخرجت اسرائيل يوم أمس قضية الأسرى من الدهاليز المعتمة والأبواب الخلفية ووضعتها على شاشات التلفزيون. وأقدمت القيادة الاسرائيلية على استخدام هذا الأسلوب بعد أن سبق ومهدت له بإعلان وزير الدفاع بنيامين بن اليعزر قبل أيام أن <<حزب الله>> رفض اقتراحات اسرائيلية لدفع <<ثمن ملموس>> مقابل الحصول على شارات حياة من الأسرى الاسرائيليين.
وفي مؤتمر صحافي عقده رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش الاسرائيلي جرى الاعلان عن اعتقاد اسرائيل أن الأسرى الاسرائيليين الثلاثة ليسوا في عداد الأحياء. وعلى الفور رد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على ذلك معتبرا الخطوة الاسرائيلية <<عملية استدراج فاشلة للحصول على أية معلومات>>.
وقد أسند الجيش الاسرائيلي موقفه الجديد هذا بجملة مواقف من أهالي الأسرى ومن أوساط سياسية مختلفة. وأعلنت رئاسة الحكومة الاسرائيلية أن المعلومات التي وصلت اسرائيل حول هذه المسألة <<موثوقة وأمينة>>، فيما أشارت عائلات الجنود الأسرى الى أنها تأمل أن يكون أبناؤها على قيد الحياة.
وأعلن الجنرال غيل ريجف، رئيس شعبة القوى البشرية في هيئة أركان الجيش الاسرائيلي أن التقديرات المتوافرة حاليا بأيدي الجيش الاسرائيلي هي أن الجنود الثلاثة، بني ابراهام، عمر سواعد وعادي أبيطان، الذين أسرهم <<حزب الله>> في السابع من تشرين الأول العام الفائت، ليسوا في عداد الأحياء. وهذا لا ينطبق على العقيد الحنان تننباوم الأسير الرابع لدى الحزب.
وأشار ريجف الى أن هذا الاعلان يأتي في أعقاب وصول معلومات استخبارية الى اسرائيل في الأسبوع الماضي، وان اسرائيل تنتظر الآن قرار الحاخام
العسكري الأكبر حول طريقة التعامل مع هؤلاء كقتلى أم استمرار اعتبارهم مجرد مفقودين. وأوضح ريجف أن التقديرات تشير الى أن الجنود ماتوا جراء النزيف الذي أصيبوا به بعد انفجار العبوة الناسفة قرب سيارتهم أثناء عملية الاختطاف.
وكان الجيش الاسرائيلي، وفي خطوة استثنائية، قد أعلن أن ممثلين عنه سوف يزورون عائلات الجنود لإبلاغهم ب<<معلومات حساسة>>، وبعد ذلك سوف يتم عقد مؤتمر صحافي. وأثارت هذه الطريقة الشكوك في صحة المعلومات التي تعلنها اسرائيل، وفي مدى مشاركة عائلات الجنود الاسرائيليين في لعبة تفاوضية.
ومن المعلوم أن اسرائيل دأبت طوال السنين على انتهاج قاعدة بسيطة تقول بأن جنودها المفقودين، هم على قيد الحياة، إلا إذا ثبت العكس. وعلى الرغم من أن مفقودين اسرائيليين ظلوا يعتبرون طوال عشرات السنين على قيد الحياة، لأنه لم تكن هناك معلومات تخالف ذلك، فإن إسرائيل سارعت هذه المرة، وفي مؤتمر صحافي، للاعلان عن ان جنودها قتلى. وترمي إسرائيل من وراء ذلك الى تحقيق أكثر من غرض:
أولا: إحياء قضية هؤلاء الأسرى من خلال حدث مثير كإعلان وفاتهم.
ثانيا: إشعار <<حزب الله>> ان إسرائيل، وابتداء من الآن، باتت تتعامل مع الأسرى ليس من منطلق انه موضوع ملح وعاجل، وإنما موضوع جثث.
ثالثا: تريد إسرائيل ان تبدأ كل مفاوضات، من الآن فصاعدا، حول هذه القضية من نقطة ان على <<حزب الله>> ان يثبت ان الأسرى بحوزته، وأنهم على قيد الحياة، إن كان يريد أي مقابل من إسرائيل، أي إلقاء الكرة في ملعب الحزب.
رابعا: بدل ان تكون إسرائيل الجهة الساعية لانقاذ حياة جنودها الأسرى، تريد التظاهر بأن على <<حزب الله>> ان يكون الجهة الساعية <<للتخلص من الجثث>>، والحصول على أي مقابل لذلك.
خامسا: وبعد الاثارة المتضمنة في الاعلان الإسرائيلي تبقى الجملة الختامية وهي ان إسرائيل تواصل دفع الضريبة الكلامية، بأن تعلن انها ستظل تتعامل مع موضوع الأسرى <<وكأنهم أحياء>>.
وقد رد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على ذلك بالتوضيح ان <<الاعلان الإسرائيلي حول مصير الجنود الصهاينة الأسرى لدى الحزب، هو عملية استدراج فاشلة للحصول على أية معلومات حول الأسرى من خلال ردة فعل حزب الله على هذا الاعلان>>.
وأضاف <<اننا ملتزمون منذ اليوم الأول لعملية الأسر ألا ندلي بأي تعليقات او معلومات حول وضع الأسرى الصهاينة لدينا إلا مقابل تحقيق مطالبنا المحقة في هذه القضية. وللجيش الإسرائيلي ان يقتنع بما يشاء، فإن هذا لن يغير من الأمر الواقع شيئا>>.
وخلص السيد نصر الله في بيانه الى القول إن <<الصهاينة يضيعون الوقت ويتلاعبون بأعصاب عائلات الجنود كي لا يدفعوا الثمن الإنساني المطلوب. ولكنهم سوف يدفعونه في نهاية المطاف>>.
ولا ريب في ان بيان <<حزب الله>> يوضح الحرص على عدم الانزلاق الى الملعب الجديد الذي اختاره الإسرائيليون. فميدان المفاوضات عند <<حزب الله>> حول هذه القضية، ليس شاشات التلفزيون. ومن المؤكد ان الإسرائيليين إذا خسروا هذه اللعبة سوف يضطرون للعودة الى اللعبة القديمة.(السفير اللبنانية)
وفي مؤتمر صحافي عقده رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش الاسرائيلي جرى الاعلان عن اعتقاد اسرائيل أن الأسرى الاسرائيليين الثلاثة ليسوا في عداد الأحياء. وعلى الفور رد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على ذلك معتبرا الخطوة الاسرائيلية <<عملية استدراج فاشلة للحصول على أية معلومات>>.
وقد أسند الجيش الاسرائيلي موقفه الجديد هذا بجملة مواقف من أهالي الأسرى ومن أوساط سياسية مختلفة. وأعلنت رئاسة الحكومة الاسرائيلية أن المعلومات التي وصلت اسرائيل حول هذه المسألة <<موثوقة وأمينة>>، فيما أشارت عائلات الجنود الأسرى الى أنها تأمل أن يكون أبناؤها على قيد الحياة.
وأعلن الجنرال غيل ريجف، رئيس شعبة القوى البشرية في هيئة أركان الجيش الاسرائيلي أن التقديرات المتوافرة حاليا بأيدي الجيش الاسرائيلي هي أن الجنود الثلاثة، بني ابراهام، عمر سواعد وعادي أبيطان، الذين أسرهم <<حزب الله>> في السابع من تشرين الأول العام الفائت، ليسوا في عداد الأحياء. وهذا لا ينطبق على العقيد الحنان تننباوم الأسير الرابع لدى الحزب.
وأشار ريجف الى أن هذا الاعلان يأتي في أعقاب وصول معلومات استخبارية الى اسرائيل في الأسبوع الماضي، وان اسرائيل تنتظر الآن قرار الحاخام
العسكري الأكبر حول طريقة التعامل مع هؤلاء كقتلى أم استمرار اعتبارهم مجرد مفقودين. وأوضح ريجف أن التقديرات تشير الى أن الجنود ماتوا جراء النزيف الذي أصيبوا به بعد انفجار العبوة الناسفة قرب سيارتهم أثناء عملية الاختطاف.
وكان الجيش الاسرائيلي، وفي خطوة استثنائية، قد أعلن أن ممثلين عنه سوف يزورون عائلات الجنود لإبلاغهم ب<<معلومات حساسة>>، وبعد ذلك سوف يتم عقد مؤتمر صحافي. وأثارت هذه الطريقة الشكوك في صحة المعلومات التي تعلنها اسرائيل، وفي مدى مشاركة عائلات الجنود الاسرائيليين في لعبة تفاوضية.
ومن المعلوم أن اسرائيل دأبت طوال السنين على انتهاج قاعدة بسيطة تقول بأن جنودها المفقودين، هم على قيد الحياة، إلا إذا ثبت العكس. وعلى الرغم من أن مفقودين اسرائيليين ظلوا يعتبرون طوال عشرات السنين على قيد الحياة، لأنه لم تكن هناك معلومات تخالف ذلك، فإن إسرائيل سارعت هذه المرة، وفي مؤتمر صحافي، للاعلان عن ان جنودها قتلى. وترمي إسرائيل من وراء ذلك الى تحقيق أكثر من غرض:
أولا: إحياء قضية هؤلاء الأسرى من خلال حدث مثير كإعلان وفاتهم.
ثانيا: إشعار <<حزب الله>> ان إسرائيل، وابتداء من الآن، باتت تتعامل مع الأسرى ليس من منطلق انه موضوع ملح وعاجل، وإنما موضوع جثث.
ثالثا: تريد إسرائيل ان تبدأ كل مفاوضات، من الآن فصاعدا، حول هذه القضية من نقطة ان على <<حزب الله>> ان يثبت ان الأسرى بحوزته، وأنهم على قيد الحياة، إن كان يريد أي مقابل من إسرائيل، أي إلقاء الكرة في ملعب الحزب.
رابعا: بدل ان تكون إسرائيل الجهة الساعية لانقاذ حياة جنودها الأسرى، تريد التظاهر بأن على <<حزب الله>> ان يكون الجهة الساعية <<للتخلص من الجثث>>، والحصول على أي مقابل لذلك.
خامسا: وبعد الاثارة المتضمنة في الاعلان الإسرائيلي تبقى الجملة الختامية وهي ان إسرائيل تواصل دفع الضريبة الكلامية، بأن تعلن انها ستظل تتعامل مع موضوع الأسرى <<وكأنهم أحياء>>.
وقد رد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على ذلك بالتوضيح ان <<الاعلان الإسرائيلي حول مصير الجنود الصهاينة الأسرى لدى الحزب، هو عملية استدراج فاشلة للحصول على أية معلومات حول الأسرى من خلال ردة فعل حزب الله على هذا الاعلان>>.
وأضاف <<اننا ملتزمون منذ اليوم الأول لعملية الأسر ألا ندلي بأي تعليقات او معلومات حول وضع الأسرى الصهاينة لدينا إلا مقابل تحقيق مطالبنا المحقة في هذه القضية. وللجيش الإسرائيلي ان يقتنع بما يشاء، فإن هذا لن يغير من الأمر الواقع شيئا>>.
وخلص السيد نصر الله في بيانه الى القول إن <<الصهاينة يضيعون الوقت ويتلاعبون بأعصاب عائلات الجنود كي لا يدفعوا الثمن الإنساني المطلوب. ولكنهم سوف يدفعونه في نهاية المطاف>>.
ولا ريب في ان بيان <<حزب الله>> يوضح الحرص على عدم الانزلاق الى الملعب الجديد الذي اختاره الإسرائيليون. فميدان المفاوضات عند <<حزب الله>> حول هذه القضية، ليس شاشات التلفزيون. ومن المؤكد ان الإسرائيليين إذا خسروا هذه اللعبة سوف يضطرون للعودة الى اللعبة القديمة.(السفير اللبنانية)
التعليقات