&
حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي من أن تكون المبادرات السياسية التي تطرحها أميركا ودول أوروبية عن الدولة الفلسطينية بمثابة عملية نصب سياسي ، لضمان حياد الدول العربية في الحرب علي الإرهاب، واعتبر ان ما يجري من اجتماعات وزيارات دوران في حلقة مفرغة، وأفلام تلفزيونية لا تصنع شيئاً.
عمرو موسي أصبح أكثر حرية في خطابه السياسي بعد تسلمه منصب الأمين العام للجامعة، والدول الأعضاء تتصرف علي أساس أن كلامه لا يمثلها، بالتالي ليست معنية بنفيه أو توضيحه. وهذا الموقف أعطي الأمين العام الجديد مزيداً من الحرية في التعاطي مع القضايا السياسية المطروحة، لكن المشكلة أن أميركا والدول الأوروبية أصبحت تتصرف مع تصريحاته بالطريقة ذاتها، وتري أن كلام موسي لا يمثل أحداً، لذلك لا تعيره الاهتمام الذي يستحقه. ومنذ بداية الأزمة تصدي موسي للعديد من المواقف السياسية والتصريحات بطريقة جريئة، وربما حادة في بعض المرات، لكنها لم تجد الصدي المتوقع في الدوائر الغربية، وأحياناً تم تجاهلها تماماً.
هذا التجاهل ربما نابع من اقتناع الدول الغربية بأن الجامعة العربية مجرد تجمع فَقَد تأثيره السياسي علي العرب، لكن الدوائر الغربية فاتها أن عمرو موسي قد لا يعبر عن الدول العربية أو بعضها في بعض تصريحاته النارية، انما لا بد أن تدرك أنه يعبر هذه الأيام بدقة عن الشارع العربي، لذلك عليها أن تهتم بما يقوله وتتصرف علي أساسه. فالأمين العام يتحدث هذه الأيام علي طريقة رؤساء الأحزاب السياسية في الدول الديموقراطية.
لا شك في أن الاختلاف بين آراء موسي ووزراء خارجية الدول العربية يكشف الهوة بين الأنظمة السياسية والشارع في البلاد العربية، ويؤكد حقيقة لا ينبغي تجاهلها، هي أن السياسة الرسمية في البلاد العربية ليست دائماً تعبيراً موضوعياً عن الناس، والأهم أن موسي جعل الجامعة تمثل الشارع العربي للمرة الأولي في تاريخها، وأعطي أملاً بجدوي استمرارها.(الحياة اللندنية)