سيدني - تشهد استراليا منذ خمسة أيام حملة انتخابية قوبلت بانتقادات من جانب وسائل إعلام ورجال ءعمال وناخبين، اتهموا القيمين عليها بتنمية مشاعر الكراهية للاجانب واستدراج البلاد الي قوانين مسيّسة. وانتقدت الصحف الرئيسة رئيس الوزراء المحافظ جون هاوارد وزعيم المعارضة العمالية كيم بايسلي علي حد سواء، واعتبرت انهما لا يقدمان للناخبين شيئًا ويقومان بحملاتهما الانتخابية علي أساس العداء للمهاجرين .
وكتبت ميشال غراتون المحررة السياسية في صحيفة ذا سيدني مورنينغ أن هذه الانتخابات بشعة للغاية خصوصًا انها تحمل نيات كره للاجانب .
أما صحيفة استراليان فاينانشال ريفيو فاتهمت الحكومة بـ تعامل غير متواز مع الناخبين في البلد الواحد عبر سياسات حمائية مناطقية . كما اتهمتها باخفاءأغراض سياسية وراء رفض استقبال المراكب التي تقل لاجئين كما حصل في آب (اغسطس) الماضي. وقالت بولين هانسون زعيمة حزب الامة الواحدة المناهض للاجئين إن الحكومة اعتمدت اقتراحها منع المراكب التي تقل هؤلاء من الرسو في الموانيء الاسترالية.
وجاءت هذه السياسة بمثابة المنقذ لهوارد الذي واجه هزيمة انتخابية في كانون الثاني (يناير) الماضي. وذكرت إحدي الصحف نقلاً عن هوارد أن الشعب مل منه بعد خمس سنوات في الحكم، ووحدها سياسة مناهضة للاجانب كفيلة باعادته الي الساحة الانتخابية.
وقال جون ميناديو المدير التنفيذي السابق لشركة الطيران الوطنية أن هوارد نادي بـ التعصب والتمييز العنصري لينقذ حياته السياسية. ورفض تبرير هوارد بان استراليا تواجه أزمة لاجئين منذ أن بدأ حوالي 5آلاف شخص من الشرق الاوسط بالتوافد علي شواطئها كل عام. وأضاف لا أزمة لدينا فالاعداد الوافدة لا تزال ضمن المعقول .
وانتقد السفير السابق الي اندونيسيا ريتشارد وولكوت هوارد معتبرًا ان طريقة تعامله هذه ستؤدي الي أزمة في العلاقات مع دول آسيا. وقال: نشهد الان في استراليا تصاعدًا لموجات العنصرية والتعصب الديني والمبالغة في الوطنية .
وهوارد مرشح الان للمرة الثالثة في حين أن حزب العمال يحتاج الي سبعة مقاعد فقط ليصل الي الحكم. وتعتبر صحيفة استراليان أن هوارد وبريسلي فشلا في إعطاء الناخبين أفكارًا خلاقة خلال الحملة الانتخابية التي استمرت خمسة أسابيع، وهي حملة تعاني من الفراغ السياسي.
وانتقدت الصحيفة السياسيين الذين يحاولون خطف الديموقراطية ويعاملون الناخبين باستخفاف . وأضافت أن الفريقين تحدثا عن سيادة اقتصادية زائفة مع خفض في الفائض ما يجعلهما غير قادرين علي الايفاء بوعودهما. وأظهرت رسائل القراء مدي خيبة الامل من الفريقين، وأن الكثيرين لن يصوتوا لاي من الاثنين.(الحياة اللندنية)