كشف ديبلوماسي غربي أمس، أن نظام اسياس افورقي في اريتريا "يعيش أزمة عميقة في ظل عزلة داخلية وخارجية حملته على الارتماء في أحضان أميركا واسرائىل، إذ حصلت الولايات المتحدة على تسهيلات عسكرية من افورقي رغم انها ليست راضية عنه تماماً، وذلك في الجزر الواقعة قبالة ميناء عصب وأهمها جزيرة حالب".
لكن هذا الديبلوماسي المعتمد في أسمرة، لا يعتقد بأن الادارة الأميركية ستستمر في دعم افورقي إلى النهاية "لأن رجلها الحقيقي هو بطرس سلمون الموجود حالياً في السجن، وهو وزير سابق للخارجية كما كان مسؤولاً عن أجهزة الاستخبارات, أما اسرائىل فانها لا تمتلك قواعد عسكرية، لكن لديها وجوداً عسكرياً قوياً تعود جذوره إلى الاتفاق العسكري والأمني الموقع بين البلدين العام 1994".
وينص الاتفاق على قيام تعاون عسكري واستخباراتي بين البلدين, وأدى ذلك إلى وجود ضباط اسرائيليين يدربون القوات الخاصة في الجيش وهي تابعة لأفورقي مباشرة, ومعظم عناصر هذه القوات من المنطقة الموالية للرئيس الاريتري والتي هي مسقط رأسه (حماسين).
ويقول المصدر: "هناك ضباط اريتريون يتدربون في اسرائىل، بما في ذلك ضباط استخبارات, وهناك أيضاً تعاون زراعي وصحي بين البلدين".
وأكد ان "اسرائىل تسعى إلى الحصول على قاعدة تقيم فيها محطة متطورة للاتصالات, وهذا الموضوع مازال موضع بحث بين الجانبين مع موضوع آخر هو رغبة اسرائىل في أن تكون لديها قاعدة عسكرية في جزر دهلك الاريترية, وهذا الأمر لا يزال يُبحث أيضاً لأن اريتريا تريد الحصول على أكبر عائد ممكن في مقابل موافقتها عليه".
ويعيد الديبلوماسي أسباب الأزمة التي يعاني منها النظام الاريتري إلى الجولات العسكرية الثلاث الخاسرة التي خاضتها اريتريا مع أثيوبيا، والتي أدت إلى حملة انتقادات من القيادات السياسية والحزبية وجهت إلى افورقي نفسه، الذي سعى إلى أن يكون اللاعب الوحيد على صعيد صنع القرار السياسي أو العسكري".
وبين الذين اعترضوا على سياسات افورقي وتهوره من كان يعتبر نائب الرئىس (نظرياً) واسمه محمود شريف الذي يشغل منصب وزير الحكم المحلي, وأدخل شريف السجن مع بطرس سلمون، وهايلي ولد تسناي الذي كان أيضاً وزيراً للخارجية.
ويتابع المصدر ان هذه الأزمة "تأتي في ظل توتر مستمر مع كل الجيران, فلا شيء جديدا مع اثيوبيا التي تحول العداء معها إلى عداء شخصي بين افورقي و(ميليس) زيناوي, ولا شيء جديدا مع اليمن إذ ترفض اريتريا تنفيذ كل الاتفاقات خصوصاً قراري هيئة التحكيم الدولية في ما يتعلق بحق الصيد التقليدي الذي تعتبره اريتريا حقاً خاصاً بها, ولم تتجاوب اريتريا مع رغبة اليمن في تعزيز العلاقات الثنائية رغم كل المحاولات التي بذلتها صنعاء في هذا الاتجاه".
وكانت زيارة علي عبدالله صالح لأسمرة في ابريل الماضي فاشلة.
ويوضح ان اسمرة "لا تزال تساعد المعارضة السودانية وتساهم في تقديم قاعدة خلفية للمتمردين الذين يهاجمون الحدود الشرقية للسودان، وهذا جعل العلاقة بين البلدين سيئة رغم الظواهر".
ومعروف ان السودان نفذ الاتفاق الذي توصل اليه البلدان قبل عامين في شأن تقييد المعارضة، لكن اريتريا رفضت التنفيذ عملياً.
ويشير المصدر إلى التحسن الوحيد في العلاقات "كان مع جيبوتي وهو تحسن جزئي فرضته الخلافات الجيبوتية- الاثيوبية، إذ ان اثيوبيا رفضت نتائج مؤتمر عرتا الذي أدى إلى مصالحة داخلية في الصومال برعاية جيبوتي".
ويقول ان علاقات اريتريا بالدول المانحة، ساءت كثيراً، لأن هذه الدول تعترض على وضع شخصيات تعتبرها اصلاحية في السجون, وأدى ذلك إلى طرد السفير الايطالي على خلفية انتقاد بلاده سياسة افورقي لكن المجموعة الأوروبية أعادت قبل أيام سفراءها إلى أسمرة بعدما استدعتهم للتشاور في سبتمبر الماضي اثر ابعاد السفير الايطالي".
وربما كانت هذه الاشارة الايجابية الوحيدة التي تلقتها اريتريا أخيراً وهي تدل على أن أوروبا لا تريد قطع العلاقات معها بل تحذيرها من استمرار سياستها الحالية.
ويضيف المصدر ان "تفاقم الأزمة الداخلية والخارجية، جعل النسيج السياسي والاجتماعي لاريتريا يعاني من توترات بعدما عمد افورقي إلى تهميش المسلمين الذين يشكلون معظم سكان البلد (نحو 60 في المئة) وهو يحارب اللغة العربية لمصلحة اللغة التغيرنية الخاصة بالمسيحيين, أما المناصب الأساسية فهي حكر على المسيحيين وتضم الحكومة مثلاً 19 وزيراً بينهم 14 مسيحياً".(الرأي العام الكويتية)