الرباط: يعبر المسكن عن مستوى العيش الذي يسم قاطنه، وفي المغرب يمكن أن نقسم المساكن إلى ثلاث وحدات قد تختصر نسبيا طبقات وشرائح اجتماعية معينة، فهناك الطبقة الأثيرة التي تسكن الفيلات، والطبقة المتوسطة التي غالبا ما تغطي نسبة مهمة من شقق السكن الحديث، ونسبة معينة من الدور التقليدية،& وأخيرا طبقة تمثل نسبة مهمة وتتخذ من دور الصفيح والدور الضيقة والمتواضعة سكنا لها.
والبحث الأول من نوعه في حدود علمنا، والذي أنجز من طرف مديرية الإحصاء خلال موسم 1998-1999حول تكاليف وميزانية الأسر المغربية القاطنة في هذه الأنواع من المساكن، يترجم هذه التباينات بالنسب والأرقام، وهكذا يحدد البحث المعدل السنوي لمصاريف البيوتات المغربية في 46,339 درهما بشكل عام، ويستأثر الوسط الحضري ب56,981 درهما سنويا مقابل 32,372 درهما بالوسط القروي-دولار أميركي يساوي ما يعادل 11 درهما.
وتتصدر ميزانية التغذية مجموع نسب المصاريف في الأسر المغربية بنسبة 43,1%
وتأتي ميزانية السكن في الدرجة الثانية وقد عرفت تطورا حيث انتقلت من 17,4% سنة 1991 إلى 21,4% سنة 1998.
ويؤكد البحث أن بنية الميزانية الأسرية في المغرب، تتأثر بعوامل سوسيو-اقتصادية وثقافية، ويأتي نوع السكن في صميم هذه العوامل، وخاصة في الوسط الحضري.
وهكذا تعادل مصاريف قاطني الفيلات بالمغرب 2,3 مرات مقابل باقي أنواع السكن الأخرى.
فإذا كان أهل الفيلات لا يخصصون سوى 29,6% من ميزانيتهم العائلية للتغذية، مقابل 45% التي يخصصها للأكل والشرب قاطنو البراريك وأصحاب الغرفة الواحدة، من مصاريفهم، ولا نقول ميزانيتهم لأنه من الصعب أن تكون لهذه الشريحة ميزانية منظمة ومنتظمة، فإن أهل الفيلات يولون اهتمامات متزايدة في مصاريفهم للتعليم والنقل ووسائل الاتصال والترفيه الثقافي وتكاليف تتعلق بهوايات معينة. وتأتي المصاريف المتعلقة بالتطبيب والصحة في البند ما قبل الأخير من ميزانية أهل الفيلات بنسة 5,9% من مجموع المصاريف، في حين يأتي التطبيب في المرتبة الثالثة من مصاريف أصحاب السكن المتواضع بنسبة 8,1%
وما تخصصه الأسر البسيطة والفقيرة من ميزانيتها للتعليم والتثقيف والترفيه لا يتجاوز 4,2% مقابل 11,2% عند قاطني الفيلات.
ومن طرافة هذا البحث أم نسب بعض الحاجيات تقاربت بين الفيلات وأصحاب البراريك-دور الصفيح-فبخصوص بند اللباس هناك 5,7% بالنسبة للفئة الأولى و 5,1% بالنسبة للفئة الثانية، وهنا ينبغي النظر إلى غلاف بند اللباس عند أهل الفيلات& 7.406درهم، في حين يتحدد الغلاف بالنسبة للفئة الأخرى في 1.813 درهم ونعرف طبعا أن شراء الألبسة بالنسبة لهذه الفئة لا يكون إلا في المناسبات والأعياد، وهكذا يؤكد البحث أن الحدس الشعبي المغربي الذي يعبر عنه المثل"علامة الدار على باب الدار"خاصة إلى أضفنا فئة أخرى قام البحث بمسحها وه المتعلقة بساكني الشقق والدور التقليدية وهم منزلة بين منزلتين. عن صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" المغربية.
&
&