&
نيويورك: صلاح عواد-اكد وزير خارجية ليبيا عبد الرحمن شلقم ان الاتصالات بين بلاده والولايات المتحدة تتواصل على نحو مرض وانها قد بدأت بعد صدور حكم المحكمة الاسكوتلندية في لاهاي بشأن المواطنين الليبيين المشتبه فيهما في حادثة لوكربي.
وأوضح عبد الرحمن شلقم، أمين اللجنة الشعبية للاتصال والتعاون الخارجي الليبية، في حوار مع "الشرق الأوسط" التي التقته في نيويورك على هامش اعمال الدورة السادسة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا: "انه ما زالت لدينا خلافات سياسية مع اميركا حول قضية لوكربي وبشأن الكثير من القضايا الاخرى".
وشدد الوزير الليبي على استعداد بلاده للتفاهم مع الولايات المتحدة حول القضايا المختلف عليها بين البلدين. وطعن المسؤول الليبي بالحكم الذي صدر عن المحكمة الالمانية بشأن قضية تفجير ملهى لابيل. وقال "نحن نتحداهم (المحكمة الالمانية) في ان يقدموا ولو وثيقة واحدة او مستمسكاً يدين اي طرف ليبي". ونفى ان تكون الولايات المتحدة قد طلبت من طرابلس تقديم اي معلومات استخباراتية حول اي جهة او تنظيم كان له علاقة في السابق او في الوقت الراهن بصورة ما مع ليبيا.
* بعد هجمات سبتمبر (ايلول) الماضي في نيويورك وواشنطن صدرت عن المسؤولين في القيادة الليبية تصريحات بدت غير معهودة سابقا.. فهل لنا ان نعتبرها مؤشرا على سعي ليبيا للتقارب مع الولايات المتحدة؟
ـ ما حدث في 11 سبتمبر الماضي والذي أدى الى قتل آلاف حتى لو كان نتيجة فيضانات او سيول فهو شيء مزعج خصوصا ان الضحايا هم آلاف من الناس وما قام به الأخ القائد هو التعبير عن تعازيه لأسر الضحايا في الحادث المروع والرهيب. وان الانسان يشعر بألم لو ماتت خمسة آلاف من الشياه وهذا موقف انساني وليس موقفا سياسيا، وهو يتجاوز السياسة، ولا يعني تغييرا في موقف ليبيا من الولايات المتحدة. وما زالت لدينا خلافات سياسية حول قضية لوكربي وبشأن الكثير من القضايا الاخرى. وبالرغم من هذه الخلافات فاننا على استعداد للتفاهم مع الولايات المتحدة وفقا للعدل والمساواة والاحترام المتبادل. وأريد التأكيد على ان ليبيا لم تغير موقفها وما عبرت عنه القيادة الليبية هو تعبير عن موقف انساني طبيعي وحتى في حالة الحرب عندما يرفع عدوك الراية البيضاء ويكون أسيرا ثمة قوانين تحكم هذه الحالة وكذلك الحال عندما يكون عدوك جريحا تقوم بمعالجته ضمن منظور انساني فوق المعطيات الانسانية.
* بعد تعليق العقوبات المفروضة على ليبيا بدأت اتصالات بين المسؤولين الليبيين والاميركيين تشير تقارير اميركية الى ان هذه الاتصالات بدأت تتكثف بعد احداث 11 سبتمبر الماضي على المستوى الاستخباراتي بين البلدين.
ـ هذا ليس سرا فالاتصالات بدأت مع الاميركيين منذ صدور الحكم الاول في قضية لوكربي قبل الاستئناف، وهو جرى على مستوى المندوبين هنا في الامم المتحدة.. بين مندوبنا والمندوب الاميركي والبريطاني. وأخيرا جرى لقاء ثلاثي في لندن. ونتحدث نحن حسب قناعتنا وحسب خياراتنا وهم يقدمون وجهات نظرهم ونحن نرى ان الحوار مفيد مهما كان الخلاف ونحن مع الحوار وندعو نحن الى تسوية المشاكل عبر الحوار وليس عبر فرض العقوبات والتهديد والانذار. ونحن نقول طالما هم قبلوا بمنطقنا وجنحوا الى الحوار فلماذا نرفض ذلك وليس في فمنا ماء وليس هناك من يؤثر على ارادتنا وليس هناك من يتحسس أيدينا عندما نريد ان نكتب اي شيء، فلماذا اذن نتخوف من الحوار ونحن ندعو الى ذلك؟
* هل طلبت منكم الولايات المتحدة تقديم اي معلومات استخباراتية حول بعض المنطمات التي تصنفها واشنطن بالمنظمات الارهابية؟
ـ الاميركيون هم اول من يعرف موقف ليبيا. ونحن عندما قلنا اننا سندعم حركات التحرر المقتنعين بها لم نخاف من احد. ولقد دعمنا منظمة التحرير الفلسطينية ودعمنا المؤتمر الافريقي في جنوب افريقيا بقيادة نيلسون مانديلا ودعمنا جنوب غرب افريقيا وهي الآن نامبيا برئاسة سامي جوما. وان هؤلاء عندما يزورون الآن اميركا يستقبلهم البيت الابيض. واستطيع القول انهم لا يقدرون على اتهامنا بأننا ندعم منظمات ارهابية. بالعكس ان ليبيا تلعب دورا لا يمكن لاميركا واوروبا ان تتجاهله. انهم يعترفون الآن بدورنا في احلال السلام في بوروندي وفي المصالحة في الفلبين. ولدى ليبيا دور اساسي في القارة الافريقية. اتهام ليبيا بانها تدعم الارهاب هو قرار قد اتخذ سابقا لاسباب سياسية وهم يدركون من خلال الوثائق والوقائع السياسية ان ليبيا ليست لها علاقة بأي شيء ونحن عندما نفعل اي شيء لا نخافه.
* هل طلبت الولايات المتحدة من ليبيا بعد احداث 11 سبتمبر اي معلومات استخباراتية ضد جهة او تنظيم معين كان على صلة ما مع السلطات الليبية؟
ـ لا لم يحدث مثل هذا الامر.
* في العام الماضي قام نجل العقيد القذافي، سيف الاسلام، بوساطة مع جماعة سياف في الفلبين لاطلاق الرهائن الغربيين. وسعى سيف الاسلام ايضا قبل هروب حركة طالبان من كابل الى الوساطة مع الحركة لاطلاق عمال الاغاثة الانسانية الغربيين فهل يعني هذا ان ليبيا لها علاقات مع هذه الجماعات الاصولية؟
ـ المعروف ان سيف الاسلام معمر القذافي يرأس جمعية خيرية تتمثل بالاغاثة خاصة للناس الذين هم في ضائقة سواء تعرضوا لاعاصير او لامراض او احتجاز. وعندما ساعدنا في الافراج عن الرهائن في الفلبين جاءنا وزراء من فرنسا والمانيا ومن النمسا وهذا شكل اعترافا بدور ليبيا وبجميلها عليهم. واذا بادرنا بالوساطة وقمنا بها فان هذا لا يعني ان لدينا ارتباطات او تأييداً لهذه الجبهة او تلك وان ما يقوم به سيف الاسلام من خلال الجمعية هو عمل خيري وهو يقوم الآن بدور في موضوع ما يسمى بالمحتجزين او المرتهنين الكويتيين في العراق. ويمكنني القول ان جميعة القذافي الخيرية قد قامت بارسال مساعدات انسانية الى افغانستان واقامت اسطولا وجسرا جويا لمساعدة اللاجئين الافغان ولا يحمل هذا العمل اي وجه سياسي وانما يحمل وجها انسانيا فقط.
* خلال مشاركتكم في اعمال الدورة السادسة والخمسين لجمعية الامم المتحدة العامة هل جرى بينكم وبين المسؤولين الاميركيين اي لقاء؟
ـ لا لم يحدث هذا ليس من مبادرة منا او من مبادرة منهم ولم يجر اي اتصال مع المسؤولين الاميركيين.
* منذ صدور الحكم بشأن قضية لوكربي تكثفت الاتصالات بينكم وبين الولايات المتحدة.. هل يمكن ان تبين لنا ما اذا قطعت هذه الاتصالات شوطا باتجاه تتطبيع العلاقات بين طرابلس وواشنطن؟
ـ نحن في الحقيقة متفائلون اولا لأن اميركا ادركت الآن اهمية دور ليبيا وموقعها الجيوبوليتيكي والجغرافي وبحكم دور الاخ القائد في افريقيا وهذا يعرفه الجميع اضافة الى دورنا في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط ودرنا في الوطن العربي وفي العالم الاسلامي. واستطيع ان اقول ان المشاكل جاءت من طرف اميركا وليست من طرفنا وان مشاكل اميركا بدأت منذ قيام الثورة في ليبيا، فقد اعتبروا النظام الجديد معاديا لهم لان النظام الملكي الذي كان قائما انذاك كان نظاما تابعا وعميلا لاميركا. وفور نجاح الثورة اخرجنا القواعد الاميركية التي كانت موجودة في ليبيا وهذا عمل بالنسبة لهم غير ودي وهو بالنسبة لنا عمل وطني وأساسي. ومن بعد ذلك دخلنا في معركة اسعار النفط ومن ثم دخلنا في دعم حركات التحرير. وبدأت المشاكل مع الولايات المتحدة منذ السبعينات عندما قاموا بتجميع اموالنا ومصادرة طائراتنا، وكل ذلك بدأ قبل بروز قصة الارهاب.
ان اي انسان دارس وعميق يعرف الحقيقة، بمن فيهم الاساتذة والمحللون السياسيون الاميركيون الذين يعرفون ان دوافع اميركا هي في الدرجة الاولى سياسية وان قيام الثورة في ليبيا قد خلط الاوراق بالنسبة لهم. ان موقفنا من حركات التحرر وتشدد موقفنا ازاء اسرائيل ومن اسعار النفط ومن العالم الثالث ومن قضية الجنوب والشمال هذه بالنسبة لنا ثوابت تضايق منها الاميركيون ولكن اخيرا بدأت اصوات داخل الادارة الاميركية تتفهم دور ليبيا وتعرف دور ليبيا وتقتنع به وتجد ان لا مناص من التعاون معنا، ونحن نرحب اذا تراجعت اميركا عن ذنوبها وخطاياها وعن اخطائها نحونا فنحن سنمد يدنا اليها ولم؟
* صدر اخيرا قرار حكم المحكمة الالمانية في ما يخص قضية تفجير ملهى "لابيل" في برلين. صحيح ان المحكمة برأت السلطات الليبية والعقيد القذافي غير انها حملت المخابرات الليبية دورا جزئيا في عملية التفجير. هل كان الحكم مصدر ارتياح بالنسبة لكم؟
ـ نحن نتحداهم في ان يقدموا ولو وثيقة او مستمسكاً يدين اي طرف ليبي، فهم اتهموا اشخاصا فلسطينيين ولبنانيين والمانا اضافة الى شخص ليبي. فهل تعني ادانة مواطن الماني هي ادانة للمخابرات او للحكومة الامانية وهل تعني ادانة مواطن لبناني ادانة للحكومة اللبنانية، فأنا غير مسؤول عن تصرفات مواطن ليبي مهما كان سواء كانت صحيحة او خاطئة. واذا افترضنا قيام مواطن فرنسي بجريمة في الاراضي الاميركية هل سيقودنا هذا الى اتهام الرئيس جاك شيراك او الحكومة الفرنسية باعتبارها هي المسؤولة. وعلى هذا الاساس فان الدولة الليبية غير مسؤولة عن تصرفات مواطنين ليبيين وانها مسؤولة عن تصرفات المسؤولين الليبيين الذين يملكون القرار فقط.
* قرار الحكم يشير بالاسم الى دور للمخابرات الليبية فكيف تفسر هذه المسألة؟
ـ أنا من الممكن ان اصدر حكما في اي مكان واتهم استراليا وبلغاريا او اتهم كندا. وهذا من الممكن ان يحصل ولكن المهم في هذه المسألة هو ان توفر لي وثيقة او مستمسكا او قدم لي امرا مكتوبا من الدولة الليبية او من جهة رسمة ليبية. ان يصدر الحكم ضد سين او صاد من الناس فهو امر مقبول ولكن ان يزج اسم ليبيا فهذا امر غير مقبول على الاطلاق لان الدولة تتحمل مسؤولية ما يقوم به مسؤولها الذين يملكون سلطة اتخاذ القرار فقط وليس غير ذلك.
* هل تتوقعون بعد صدور القرار بعد استئناف القضية ضد المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي ان تتحسن العلاقات بين ليبيا والولايات المتحدة وهل ستصل الى مستوى التمثيل الدبلوماسي؟
ـ كما قلت لك نحن نرى ان هذه القضية ـ قضية محكمة زايس ـ كان الحكم فيها سياسيا ولو قرأت كل حيثيات الحكم فكلها تقود الى البراءة وفق تقديرات المراقبين الدوليين من الخبراء القانونيين سواء كانوا بريطانيين او ألماناً او غيرهم. فالحكم الذي صدر كان ضعيفا ومتهافتا وسياسيا. ومهما كان الحكم بعد الاستئناف نحن نعتبر ان القضية من أساسها تلفيقا سياسيا ما انزل الله به من سلطان. والقصد من ذلك ان الولايات المتحدة اذا ارادت الوصول الى حل معنا فنحن مستعدون لذلك، ونحن لا نلهث ولا نركض ولا نجري وراء التفاهم مع اميركا بأي ثمن. ونحن نريد علاقات مع اميركا لاننا في حاجة لها في مجال النفط والتقنية والتعليم وفي مجال التعاون. ومن طرفنا ليس هناك ما يدعونا الى العداوة مع اميركا ونحن بدأنا في الدفاع عن قرارنا وسيادتنا واستقلالنا، وهم (الاميركيون) اعتبروا هذا الدفاع موقفاً معادياً لهم. وهم بالعكس اخذوا الارهابيين الليبيين ودربوهم ومولوهم وبعثوهم الى ليبيا وقاموا باعمال اجرامية ضدنا ومن ثم اعترفوا الآن بأن هؤلاء فعلا ارهابيون على اساس القائمة التي سلمناها لهم. وهم اختطفوا ليبيين من تشاد ودربوهم للاستعمال ضدنا. هل نحن اخذنا مواطنين اميركيين لتدريبهم للقيام باعمال ارهابية ضد الولايات المتحدة؟ هذه مغالطات يرددها الضعفاء وان مسألة استقلالنا واستقلال قرارنا لا مساومة عليه.
* هل جرى التباحث مع الشركات الاميركية بعد صدور قانون الاستثمار الاجنبي في ليبيا؟
ـ لقد صدر قرار الاستثمار الاجنبي في ليبيا وهو القرار رقم 5 وقتح المجال للجميع في ان يستثمروا في ليبيا حسب القانون وفي كل المجالات وليس فقط في مجالات السياحة ولكن في حقول اخرى مثل الزراعة والنفط والبتروكيماويات.
جاءت العديد من الشركات الاجنبية للاستثمار خاصة في مجال النفط وبدأت الآن في مجال السياحة. اما الاميركيون هم الذين وضعوا القيود على شركاتهم من خلال وضع قانون (داماتو) وهم منعوا شركاتهم من العمل في ليبيا بل منعوا حتى الشركات غير الاميركية التي تستثمر في ليبيا ما يتجاوز 40 مليون دولار تخضع لعقوبات اميركية. وقد رفض هذا التشريع حتى من قبل الاتحاد الاوروبي. ونحن كما تعرف لدينا اتفاقيات مع الولايات المتحدة بالنسبة للامتيازات في اكتشاف الحقول وفي الحقول المكتشفة. ولدينا مع الاميركيين اتفاقية (ستل استاند) اي اتفاقية الانتظار وقد قلنا لهم لا يمكن بالنسبة لنا الانتظار الى الابد بعد ان حصلتم على حق الامتياز في منطقة يوجد فيها نفط.
وأبلغناهم انهم في حالة عدم العودة لا يمكن بالنسبة لنا رهن ثروتنا لشركات دولة فرضت العقوبات وعلى هذه الشركات ان تتحدث مع الحكومة الاميركية لالغاء قانون العقوبات. ونحن من غد نرحب بالشركات الاميركية وغير الاميركية وان من مصلحتنا تطوير انتاجنا وان نزيد قدرتنا وان نعيد تأهيل بعض الآبار وان نعيد ضخ الصمامات الكبيرة في مصافينا النفطية. وان الحديث والتفاوض مع الشركات الاميركية مستمر وحتى الآن وهم يتمنون ان تحصل بعض الحلحلة والمرونة وبعض الانفراج من قبل السلطات الاميركية لكي تتمكن هذه الشركات من استئناف الاستثمار في ليبيا.
* فتح المجال للاستثمار الاجنبي يحتاج الى نوع من الانفتاح والى اتخاذ بعض الخطوات الديمقراطية، فهل تنوي السلطات الليبية اتخاذ مثل هذه الاجراءات نحو المزيد من الانفتاح والحريات؟
ـ لا اعرف ما هو المقصود بالحريات ونحن نرى ان الانفتاح في ليبيا هو اكثر مما هو مطلوب ولا اعتقد انه توجد دولة في العالم الثالث تجري فيها محاكمة علنية لاكثر من خمسين شخصا بتهمة المخالفات المالية بمن فيهم وزراء ومسؤولون كبار مثلما جرى في ليبيا.
ولو تقرأ صحفنا تجدها اكثر الصحف التي فيها هجوم ونقد للاوضاع وعندما تطلع على المؤتمرات الشعبية تجد فيها نقدا بدون حدود وضوابط وبدون اي موانع. ونحن نرى ان لدينا كمية من الحرية يتمتع فيها المواطن الليبي ونفتخر بها.
* هل صحيح ان ليبيا طالبت الانتربول بتسليمها اسامة بن لادن؟
ـ ما حدث هو ان بعض الافراد ارتكبوا بعض الجرائم في ليبيا وأدى التحقيق معهم الى ورود اسم اسامة بن لادن وقمنا بدورنا بتقديم مذكرة الى الانتربول لكي يجلب الى ليبيا للتحقيق معه في الجرائم التي قام بارتكابها اولئك الافراد الذين ورد في اقوالهم ان لهم علاقة باسامة بن لادن وكان ذلك في عام 1997.
* في الوقت الذي تسعون فيه الى تحسين علاقاتكم مع الولايات المتحدة اعربت واشنطن على عدم ارتياحها من بعض تدخلاتكم في افريقيا خصوصا علاقة العقيد القذافي مع رئيس دولة ليبيريا تايلور المتهم بانتهاكات الحظر العسكري والحظر على بيع وتصدير الماس من سيراليون؟
ـ ليبيا لها علاقات سياسية ودبلوماسية مع كل الدول الافريقية ولا اعتقد ان ليبيريا لها علاقة مع ليبيا فقط. وتملك ليبيريا علاقات دبلوماسية مع اغلب الدول الاوروبية وان اغلب سكانها هم من العائدين من اميركا فاذا كان لاميركا او دولة اخرى مشاكل مع ليبيريا فلماذا لا يخاطبون ليبيريا مباشرة وما دخل ليبيا في الامر؟ واذا كان لديهم شيء محدد فلماذا لا يتفضلون ويقولونه لنا؟ ان علاقتنا مع ليبيريا مثل علاقتنا مع غينيا والسودان ومصر وغيرها من الدول الاخرى الافريقية.
* لماذا قامت ليبيا بارسال قوات لمساعدة رئيس افريقيا الوسطى باتسيه؟
ـ الرئيس باتسيه هو منتخب من قبل شعب افريقيا الوسطى حسب الدستور وفي قمة الجزائر الافريقية قررت ان لا تعترف باي نظام يصل الى الحكم بطريقة انقلابية او بشكل غير دستوري وغير شرعي وطبق هذا الامر في جزر القمر.
وما قامت به ليبيا في افريقيا الوسطى هو لمعالجة الامر كعضو في تجمع (سين صاد) اي تجمع دول الساحل والصحراء. وقام بالفعل مجموعة من وزراء خارجية التجمع (السودان وليبيا ومالي وافريقيا الوسطى ومصر وتونس) بزيارة افريقيا الوسطى لمعالجة الامر هناك ومن اجل تثبيت الرئيس باتسيه الذي وصل الى السلطة عبر الاساليب الدستورية وللاعتراض على اي عمل انقلابي في افريقيا الوسطى. وبالعكس من ذلك هناك تأييد لهذه المبادرة الليبية ولمبادرة تجمع (سين صاد) لتثبيت الشرعية في افريقيا لان افريقيا كفاها انقلابات وحروب اهلية.. كفاها عدم الاستقرار والنزاعات ويجب ان تشكر ليبيا على هذا الموقف وليس العكس.(الشرق الأوسط اللندنية)