بيروت ـ من وسام ابو حرفوش: بعدما بدا انه اعاد خلط اوراق اللعبة الداخلية، ها هو يعود الى "ترتيبها من جديد" ,,, هذا ما فعله الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الخميس الماضي عندما فاجأ، كعادته، الوسط السياسي بكلام من "العيار" المؤثر.
وجنبلاط، الذي يتقن فن قراءة اتجاهات الشارع من جهة، ويملك قدرة فائقة على التقاط التحولات الخارجية من جهة اخرى، قال كلمته ومشى تاركاً للاخرين تفكيك مغزاها و"رسائلها" وابعادها.
ماذا قال جنبلاط ,,, بعدما بارك وثيقة اصدرها "المنبر الديموقراطي" خلال مؤتمر حضره؟، قال: "هذه الوثيقة الشاملة المضامين العربية والاسلامية والديموقراطية واللبنانية، لا شك في انها تأتي في الوقت المناسب، بعد 11 سبتمبر الذي تطل فيه العولمة الامنية العالمية".
اضاف: "بدأنا في العام الماضي مع القوى الديموقراطية مثل قرنة شهوان والمنبر الديموقراطي وحركة التجدد الديموقراطي وغيرها، معركة تثبيت الحريات وترسيخ دولة القانون والمؤسسات، ولا شك انها اخذت ابعاداً كبيرة، ونقاشات معتبرة، لكننا وجهنا ببعض الهزائم، ومنها قانون اصول المحاكمات الجزائية، بحيث انصاع البعض في المجلس الى غير ارادة الشعب، ثم اتى 11 سبتمبر وكان البعض اراد من هذا الحادث ان يقول ان هناك في اميركا عودة الى المحاكم العسكرية، هذه المحاكم التي للاسف لم تستخدم الا مرة واحدة في اميركا بعد الحرب العالمية الثانية وفي حق جماعة تعاونت مع النازية، هذا البعض يطل علينا ويريد ان يقول اذا كان ذلك يحصل في اميركا، فلماذا لا يحصل في لبنان، فمن خلال جريدة السفير ورد نص وكأنه امر عمليات يقول الامن او لا ثم الحريات ولا نمزح، اي على غرار ما حصل امام قصر العدل، تلك الحادثة الرهيبة التي لم نعرف، وان كنا نعرف من قام بها، والى اليوم لم يقتص من احد".
وقال جنبلاط: "ان المعركة ليست معركة جنبلاط ـ (البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس) صفير في مواجهة السوري وحيثياته، بل انها معركة جميع اللبنانيين في مواجهة النظام الامني اللبناني, في الشعار السوري نحن مع تثبيت العلاقة، ولكن هذا لا يلغي معركة تحصين الحرية والديموقراطية، لانهم في التوجه الامني اللبناني قد ينقضون علينا جميعاًَ كلبنانيين، انها معركة الحريات في مواجهة نظام امني".
وتطرق الى قضية الاحتفال في ذكرى الاستقلال، فتساءل: "لماذا لم يقم الاحتفال في احدى ساحات البلد، مع انني ضد العروض العكسرية، ولماذا في اليرزة (قيادة الجيش)؟ وكأن هناك من يقول:انا الحكم وتفضلوا يا ساسة، يا رئيس الجمهورية: نحن القرار, هذا مؤشر مخيف وخطير، ولا سيما بعد كلام المصدر الامني الذي يريد ان يملي الارادة على الجميع".
ودعا الى "اعادة رص الصفوف" لاننا سنكون في مواجهة اقسى واشد ضراوة بكثير، لان هؤلاء الجهلة في بعض الحكم وبعض الاجهزة الامنية سيستخدمون ما جرى في اميركا ضد المواطن الحر في لبنان".
وكلام المصدر الامني، الذي قصده جنبلاط جاء عشية ذكرى الاستقلال وبمثابة تحذير لطلاب المعارضة المسيحية الذين قرروا الاعتصام في الجامعة اليسوعية اعتراضاً على استمرار الوجود السوري واحتجاجاً على استمرار اعتقال رفاقهم منذ اغسطس الماضي.
وعاد جنبلاط في اليوم عينه الى استنكار "اقتحام" الاجهزة الامنية لحرم الجامعة اليسوعية وتكسير معرض للصور، وهو الامر الذي دفع ادارة الجامعة الى اعلان الاضراب في جميع كلياتها يوم الاثنين المقبل.
غير ان تصريحات جنبلاط توحي بابعد مما حدث ليعيد رسم خطوط التحالفات من جديد، مبدداً الالتباس الذي احاط بموقعه اخيراً، عائداً من "اللا سلم واللا حرب" بين السلطة والمعارضة الى الموقع المتقدم في صفوف المعارضة تحسباً لـ "معركة اشرس واقسى".(الرأي العام الكويتية)