الارهاب في معناه القاموسي عمل يتوسل العنف لفرض امر او واقع ما على جماعة معينة من البشر او على مجتمع معين، فهو يرمي تالياً الى اخضاع المجتمع للتسليم بما لم يكن يقبل به، وذلك على حساب حقوقه الوطنية والانسانية. ووصمة الارهاب تسري بوجه خاص عندما يكون المدنيون مستهدفين. ثم ان الجرائم التي يرتكبها مواطنون في دولة ما داخل الدولة هي جرائم، اما اذا عبرت الحدود فهي ارهاب، لا بل ارهاب دولي. والسؤال الذي يبقى مطروحاً في هذا الصدد هو: على ان المستوطنين اليهود على الارض العربية، وهم المدججون بالسلاح، يحسبون في عداد المدنيين؟ هناك من يصر على ان عشوائية العنف تبقى هي المسألة، والحصار العسكري بهذا المعنى هو ايضاً ارهاب.
والمؤلم ان هذا التعريف للارهاب طبق في الصراع العربي - الاسرائيلي على المقهور من دون القاهر. وطبق على الضعيف ولم يطبق على القوي، وطبق على الفلسطيني ولم يطبق على الغاصب الاسرائيلي. فلا عجب اذا افضى ذلك الى انفجار حالة من الشعور العارم بالحيف والظلم، ومن ثم الغضب، بين الفلسطينيين والعرب.
لو صنفت اسرائيل دولة ارهابية، كما هي تماماً بكل المعايير، لكان تصنيف الانتفاضة الفلسطينية ارهاباً، وان زوراً، اخف وطأة بين بعض البشر، ولو اننا نحن العرب نرى في الانتفاضة الفلسطينية، في اي حال، ثورة مباركة على القهر والظلم والاستبداد، لا بل نرى ان شعباً لا يثور لحقوقه الوطنية والانسانية المشروعة هو شعب غير جدير بالحياة.
ليس على وجه الارض شعب لم يشهد، في مرحلة من مراحل تاريخه، ثورة او ثورات حقق بها حريته واستقلاله واستعاد كرامته. ومن ينكر على الفلسطيني حقه في الحرية والاستقلال والكرامة فهو جائر ومكابر ومغرض، لا بل ارهابي.
ولو صنفت اسرائيل دولة ارهابية لوجد العرب في اي دور تقوم به اميركا لحل ازمة الصراع العربي - الاسرائيلي شيئاً من العدل والانصاف والموضوعية، ولغدت اميركا تالياً اقدر على اجتراح الحلول لهذه الازمة المستعصية، ولا نقول فرض الحلول لها.
واسرائيل دولة ارهابية منذ اليوم الاول لقيامها. فهي لم تقم في عام 1948 الا على استلاب حقوق الفلسطينيين في ارضهم. وبعنصرية فاجرة ارتكبت في حقهم ابشع المجازر وامعنت في من بقي منهم على ارضهم تنكيلاً واذلالاً وتشريداً، متجاهلة كل القرارات الدولية المتعلقة بامتدادها الجغرافي وحقوق ضحاياها من اللاجئين الفلسطينيين، وبخاصة حقهم في العودة الى ديارهم. وكان عدوان اسرائيل الغاشم، بمؤازرة بريطانيا وفرنسا، على مصر في حرب السويس عام ،1956 وكان ان استولت على مزيد من الاراضي العربية في حرب عام ،1967 وكان ان تعقبت الشعب الفلسطيني المطرود من بلده فكانت الحرب المدمرة التي شنتها عام 1982 على لبنان، ولم تخرج من الارض اللبنانية الا بفضل ثورة اللبنانيين على مغتصب ارضهم، والتي تصدرتها مقاومة باسلة وشريفة، فكانت المرة الاولى التي تخرج فيها اسرائيل من ارض عربية بالقوة. وفي سياق ذلك ارتكبت اسرائيل المجازر وامعنت في تدمير المساكن والارزاق والبنى التحتية.
مع ذلك كلّه بقيت اسرائيل الابن المدلل للاستعمار الغربي في المنطقة العربية، فأمدتها اميركا باحدث ما انتجت تكنولوجيا الحرب المتطورة، وسخّرت امكاناتها الهائلة لخدمة هذا الكيان المصطنع المسمى اسرائيل، وأغرقتها بالدعم الاقتصادي والمالي والسياسي، وذادت عنها في المحافل الدولية فلم تسمح بادانتها على أي من الاعتداءات التي نفذتها ضد فلسطين ولبنان وسائر العرب. واميركا لا تزال حتى اليوم تحيط اسرائيل بدعمها ورعايتها في عدوانها المستمر على الأمة العربية.
ولو صُنفت اسرائيل دولة ارهابية، كما هي فعلاً وبامتياز، لكانت الحالة في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط، لا بل وفي العالم، غير ما هي هذه الايام من توتر وتأزم.
من ناحية أخرى، لو بقيت الثورة الفلسطينية على مستوى انتفاضة الحجارة، كما انطلقت، لكان الوضع الفلسطيني، ومن ثم العربي، أقوى مما هو اليوم. فمهما تطورت الاسلحة في حوزة الثائر& الفلسطيني، ستبقى الاسلحة الاسرائيلية اكثر تطوراً وأشد فتكاً وتدميراً. لو بقيت الحجارة سلاح الثائر الفلسطيني لسلمت الانتفاضة المباركة من وصمة الارهاب المزعوم التي يتذرع بها الاسرائيلي زوراً وبهتاناً في محاولته سحق الانتفاضة، ولكانت الاخطار التي يواجهها العربي في فلسطين اقل وطأة مما هي اليوم، ولكان موقف العرب أقوى دولياً، ولكانت قدرة اسرائيل، ومن ورائها أميركا، على افتعال فتنة بين الفلسطينيين، معدومة. والمعروف ان اسرائيل، ومن ورائها اميركا، تسعى جاهدة الى تفجير فتنة بين الفلسطينيين من خلال تحريض السلطة الفلسطينية على الاجهاز على الانتفاضة، وذلك بدعوى القضاء على الارهاب بتوقيف المنتفضين الذين يتحدون جبروت الدولة العبرية. وكادت السلطة الفلسطينية ان تقع في الفخ اذ شرعت في توقيف المجاهدين الفلسطينيين بناء على لوائح تقدمت بها اسرائيل. كأن السلطة الفلسطينية سلمت أخيراً بوصمة الارهاب التي اطلقتها اسرائيل، ومن ورائها اميركا، على الانتفاضة المباركة.
واذا كان الموقف سلاحاً على مستوى الشرعية الدولية، فالحجارة كفيلة بالتعبير عن الموقف العربي.
في كل الاحوال، تبقى الانتفاضة المباركة خير تعبير عن حق الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه في الحياة الكريمة. وحرمان الشعب الفلسطيني هذا الحق عنوة هو أيضاً ارهاب.
وتبقى حصانة الشعب الفلسطيني في وحدته الوطنية التي أمست، على ما يبدو، مستهدفة مباشرة من اسرائيل. (النهار اللبنانية)
والمؤلم ان هذا التعريف للارهاب طبق في الصراع العربي - الاسرائيلي على المقهور من دون القاهر. وطبق على الضعيف ولم يطبق على القوي، وطبق على الفلسطيني ولم يطبق على الغاصب الاسرائيلي. فلا عجب اذا افضى ذلك الى انفجار حالة من الشعور العارم بالحيف والظلم، ومن ثم الغضب، بين الفلسطينيين والعرب.
لو صنفت اسرائيل دولة ارهابية، كما هي تماماً بكل المعايير، لكان تصنيف الانتفاضة الفلسطينية ارهاباً، وان زوراً، اخف وطأة بين بعض البشر، ولو اننا نحن العرب نرى في الانتفاضة الفلسطينية، في اي حال، ثورة مباركة على القهر والظلم والاستبداد، لا بل نرى ان شعباً لا يثور لحقوقه الوطنية والانسانية المشروعة هو شعب غير جدير بالحياة.
ليس على وجه الارض شعب لم يشهد، في مرحلة من مراحل تاريخه، ثورة او ثورات حقق بها حريته واستقلاله واستعاد كرامته. ومن ينكر على الفلسطيني حقه في الحرية والاستقلال والكرامة فهو جائر ومكابر ومغرض، لا بل ارهابي.
ولو صنفت اسرائيل دولة ارهابية لوجد العرب في اي دور تقوم به اميركا لحل ازمة الصراع العربي - الاسرائيلي شيئاً من العدل والانصاف والموضوعية، ولغدت اميركا تالياً اقدر على اجتراح الحلول لهذه الازمة المستعصية، ولا نقول فرض الحلول لها.
واسرائيل دولة ارهابية منذ اليوم الاول لقيامها. فهي لم تقم في عام 1948 الا على استلاب حقوق الفلسطينيين في ارضهم. وبعنصرية فاجرة ارتكبت في حقهم ابشع المجازر وامعنت في من بقي منهم على ارضهم تنكيلاً واذلالاً وتشريداً، متجاهلة كل القرارات الدولية المتعلقة بامتدادها الجغرافي وحقوق ضحاياها من اللاجئين الفلسطينيين، وبخاصة حقهم في العودة الى ديارهم. وكان عدوان اسرائيل الغاشم، بمؤازرة بريطانيا وفرنسا، على مصر في حرب السويس عام ،1956 وكان ان استولت على مزيد من الاراضي العربية في حرب عام ،1967 وكان ان تعقبت الشعب الفلسطيني المطرود من بلده فكانت الحرب المدمرة التي شنتها عام 1982 على لبنان، ولم تخرج من الارض اللبنانية الا بفضل ثورة اللبنانيين على مغتصب ارضهم، والتي تصدرتها مقاومة باسلة وشريفة، فكانت المرة الاولى التي تخرج فيها اسرائيل من ارض عربية بالقوة. وفي سياق ذلك ارتكبت اسرائيل المجازر وامعنت في تدمير المساكن والارزاق والبنى التحتية.
مع ذلك كلّه بقيت اسرائيل الابن المدلل للاستعمار الغربي في المنطقة العربية، فأمدتها اميركا باحدث ما انتجت تكنولوجيا الحرب المتطورة، وسخّرت امكاناتها الهائلة لخدمة هذا الكيان المصطنع المسمى اسرائيل، وأغرقتها بالدعم الاقتصادي والمالي والسياسي، وذادت عنها في المحافل الدولية فلم تسمح بادانتها على أي من الاعتداءات التي نفذتها ضد فلسطين ولبنان وسائر العرب. واميركا لا تزال حتى اليوم تحيط اسرائيل بدعمها ورعايتها في عدوانها المستمر على الأمة العربية.
ولو صُنفت اسرائيل دولة ارهابية، كما هي فعلاً وبامتياز، لكانت الحالة في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط، لا بل وفي العالم، غير ما هي هذه الايام من توتر وتأزم.
من ناحية أخرى، لو بقيت الثورة الفلسطينية على مستوى انتفاضة الحجارة، كما انطلقت، لكان الوضع الفلسطيني، ومن ثم العربي، أقوى مما هو اليوم. فمهما تطورت الاسلحة في حوزة الثائر& الفلسطيني، ستبقى الاسلحة الاسرائيلية اكثر تطوراً وأشد فتكاً وتدميراً. لو بقيت الحجارة سلاح الثائر الفلسطيني لسلمت الانتفاضة المباركة من وصمة الارهاب المزعوم التي يتذرع بها الاسرائيلي زوراً وبهتاناً في محاولته سحق الانتفاضة، ولكانت الاخطار التي يواجهها العربي في فلسطين اقل وطأة مما هي اليوم، ولكان موقف العرب أقوى دولياً، ولكانت قدرة اسرائيل، ومن ورائها أميركا، على افتعال فتنة بين الفلسطينيين، معدومة. والمعروف ان اسرائيل، ومن ورائها اميركا، تسعى جاهدة الى تفجير فتنة بين الفلسطينيين من خلال تحريض السلطة الفلسطينية على الاجهاز على الانتفاضة، وذلك بدعوى القضاء على الارهاب بتوقيف المنتفضين الذين يتحدون جبروت الدولة العبرية. وكادت السلطة الفلسطينية ان تقع في الفخ اذ شرعت في توقيف المجاهدين الفلسطينيين بناء على لوائح تقدمت بها اسرائيل. كأن السلطة الفلسطينية سلمت أخيراً بوصمة الارهاب التي اطلقتها اسرائيل، ومن ورائها اميركا، على الانتفاضة المباركة.
واذا كان الموقف سلاحاً على مستوى الشرعية الدولية، فالحجارة كفيلة بالتعبير عن الموقف العربي.
في كل الاحوال، تبقى الانتفاضة المباركة خير تعبير عن حق الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه في الحياة الكريمة. وحرمان الشعب الفلسطيني هذا الحق عنوة هو أيضاً ارهاب.
وتبقى حصانة الشعب الفلسطيني في وحدته الوطنية التي أمست، على ما يبدو، مستهدفة مباشرة من اسرائيل. (النهار اللبنانية)
&
التعليقات