*الإسرائيليون يتحدثون بشكل جاد عن بديل لعرفات
* كلام خالد مشعل خطير وأنا أحذر من دفع الأمور نحو حرب أهلية
* إرسال قواتنا إلى الضفة الغربية سيجعلها هدفا وهذا أمر لن نقبل به
* للأسف اكتشفت الأجهزة الأمنية محاولات ضد البلد والمسؤولين وهناك تنظيم له ارتباط بالقاعدة
* وضع كمين لي في البحر وكل ما حدث أنهم أفسدوا عليّ إجازتي
* آن الأوان لأن ينتهي الحصار على العراق ونرجو عدم تهويل الأمر بالحديث عن علاقته بأحداث سبتمبر
* يعتقدون أن لقاءاتنا المتعددة هدفها التآمر لكنها تعكس طبيعة جيلنا
حوار: عبدالرحمن الراشد :في الاردن، كما هو الحال عليه في العالم العربي، استولت التطورات الاخيرة في الاراضي الفلسطينية المحتلة على مشاعر الجميع وانتباههم. وبطبيعة الحال كانت هي الموضوع الاول في المرتين التي قابلت فيهما العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في العاصمة عمان هذا الاسبوع.
وقبل ان التقي جلالته تزودت بحديث مع الصديق صالح قلاب وزير الاعلام وهي الوزارة التي الغيت وبقي وزير الدولة والناطق الرسمي باسم الحكومة ايضا مسؤولا عن شؤون الاعلام. كما زرت رئيس الوزراء ووزير الخارجية اللذين قاما بإطلاعي على اهتمامات الملك ونشاطات حكومته. وفي قصر الملك المتواضع لم يف وقت اللقاء الاول بحاجتي لاستكمال طرح كل الاسئلة فاقترح الملك ان اشاركهم لاحقا الافطار الذي تقيمه هيئة الاركان العسكرية المشتركة، حيث ان العاهل الاردني يخصص معظم جدول افطار شهر رمضان لفئات مختلفة من مواطنيه.
ورغم الاحداث الجسام التي ميزت هذا العام وشعر بها الاردن، مثلما هزت غيره، فإنه ايضا كان عاما جيدا في نتائجه بالنسبة للاردنيين، فقد ازدادت صادرات البلاد وتحسنت مداخيلها.
ولا بد من ان اعرج على الخطوات التي ربما ظلت بعيدة عن اهتمام الصحافة الخارجية، حيث ان بصمات الملك عبد الله نراها على قطاعات مختلفة مثل مباشرته تخصيص بعض القطاعات واختصار بعض اركان الحكومة وتطبيقه الفوري لاسلوب التعليم التقني بدلا من التعليم العام. ولان الملك عبد الله الثاني يكره التكلف وعرف عنه المباشرة في الموضوع فهو هدف مفضل للصحافيين امثالي وكان بالفعل كريما بوقته في ذلك المساء للرد على اسئلتي.
* باشرت بسؤال جلالته عن احداث الاراضي المحتلة ـ اقول لك الحقيقة، كنت قلقا جدا بعد احداث 11 سبتمبر في ان تتحول الى صدام اسلام وغرب. اوضحت للجانب الاميركي اهمية حل قضايا المنطقة والتفرغ للتنمية وحثثت الادارة الاميركية على ان تحل بأسرع ما يمكن. والحقيقة ان موقف الرئيس الاميركي جورج بوش كان مشرفا ووعد بذلك، كما طلب مني الرئيس بوش ان اعمل مع الرئيس ياسر عرفات من اجل بلوغ حل مشرف، وقال لي (بوش) دع الرئيس عرفات يمنحنا فرصة للعمل. هذه امنيتنا، ان نصل الى حل طبعا، لكن كيف للرئيس عرفات ان يعمل، فالوضع صعب للغاية مع هذا فان عليه ان يحاول ان يكسب الجانب الاميركي وثقته.
* الآن؟
ـ الوضع الان هو اصعب الاوقات لأبو عمار ومن اخطرها بالتأكيد. والحقيقة انا قلق من المستقبل بسبب التطورات الأخيرة، فالاسرائيليون كانوا يقولون في الماضي انهم لا يرغبون في ابوعمار ممثلا يفاوضهم نيابة عن الفلسطينيين، وكنا نقول لهم ان ابوعمار هو الافضل ولا بديل عنه. الآن يتحدث الاسرائيليون بشكل جاد ان البديل مهما كان هو افضل من ابوعمار.
* هل الحديث عن البديل هو من قبيل ممارسة الضغوط عليه ام انه مشروع حقيقي؟
ـ نشعر انه كلام جاد بكل اسف، وهم يقولون بوضوح ان البديل سيكون افضل.
* هل حركة حماس مقبولة كبديل؟
ـ لا اعرف
* لكن خالد مشعل نفسه قال انهم يمثلون صمام الامان، عارضا نفسه وحركته كبديل؟
ـ هذا كلام لا مزاح فيه وتترتب عليه امور خطيرة، والحقيقة انا قلق بسبب مثل هذه التطورات ان تدفع الامور نحو حرب اهلية في الضفة الغربية وغزة. موقفنا ان السلطة الفلسطينية تمثل الدولة الفلسطينية ولها سفارة معتمدة هنا في عمان، وأن ابوعمار يمثل الشعب الفلسطيني، والرئيس عرفات هو أخي وسأقف الى جانبه لكن لن اتدخل في شأن الفلسطينيين الداخلي.
* لو تطورت الاوضاع في داخل الاراضي المحتلة خاصة مع لجوء اسرائيل الى استخدام قواتها الثقيلة لضرب المدن الفلسطينية فتسببت في عملية لجوء كبيرة الى حدودكم، ماذا ستفعلون؟
ـ لا نستطيع باي حال من الاحوال السماح بالمزيد من اللاجئين، ولن نترك المعابر مفتوحة، ولهذا اعطيت اوامري (واشار الى الفريق اول محمد يوسف الملكاوي رئيس هيئة الاركان الذي كان يجلس معنا على الطاولة) باغلاق الجسور والمعابر مع الضفة لو حدث تدافع باتجاه تلك الممرات. وعلى اسرائيل ان تعرف انها لن تستطيع حل مشاكلها بالقوة ولا خيار عن التفاوض لبلوغ السلام ابدا.
* قيل ان هناك قوات اردنية سيتم نشرها في الضفة الغربية، فما هي حقيقة الامر؟
ـ هز الملك رأسه باستغراب وقال: هذا كلام ليس صحيحا ابدا. دعني اقول لك في القمة العربية حدث ان طرح ابوعمار نفسه فكرة الاستعانة بالقوات الاردنية والمصرية لحماية الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، وهنا تدخل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وقال ان هذا اقتراح خطير وليس في صالح الاردنيين او المصريين، وبالفعل هو محق في ذلك لان وضع قواتنا في الوسط في مواقع مضطربة لن يحل السلام بل ستكون هدفا لمن يرغب في تخريب السلام. لهذا رفض المشروع آنذاك. ونحن لن نرسل قواتنا الى الاراضي المحتلة لتكون هدفا لأحد.
* لكنكم ارسلتم قواتكم الى مناطق متوترة بعيدة مثل سيراليون وكوسوفو وتيمور الشرقية ايضا، فيكف ترفضون ارسالها الى جواركم الفلسطيني؟
ـ نعم ارسلنا قواتنا الى سيراليون وكوسوفو وبعثة طبية الى افغانستان، فهذه ضمن قوات دولية لحفظ السلام. لكننا لم نتخل قط عن الذهاب الى اخواننا في الاراضي المحتلة، فنحن موجودون في العمل الاغاثي والاسعافي حيث يوجد هناك مستشفى عالج نحو اربعين الفا من اهلنا في فلسطين، فهذا وجود انساني اما من الجانب السياسي فلن نبعث قواتنا الى هناك وهو أمر لن اقبل اللعب به.
* ما هي اهدافكم من وراء ارسال القوات الاردنية التي رأيناها ضمن عدة تشكيلات دولية في عدد من المواقع الساخنة؟
ـ الحقيقة ان القوات الاردنية شاركت ضمن قوات حفظ السلام الدولية في العديد من مناطق التوتر والصراع في العالم. ونعتقد ان هذه المشاركة لها بعد انساني عالمي وحضاري. وحين تطلب منا المشاركة في هذا الجهد الانساني لن نتوانى عن ذلك سواء من خلال حفظ الامن للسكان المدنيين او في تقديم الخدمات الصحية للجرحى والمصابين. اما اذا كنت تقصد مشاركة قواتنا المسلحة في افغانستان فقد اخذ بعدا اعلاميا كبيرا قبل ان يصبح واقعا، فالمسألة تكمن في ارسال مستشفى ميداني لمعالجة الجرحى اضافة الى بعض الافراد لحماية المساعدات والامدادات الطبية والغذائية التي تقدمها جهات عربية ودولية للشعب الافغاني المنكوب، واود هنا ان اؤكد على اهمية ان ترافق الحملة ضد الارهاب حملة دولية انسانية لمساعدة الشعب الافغاني واعادة تأهيله بعد المعاناة والحرمان اللذين كابدهما خلال سنوات عديدة.
* اثارت حملة الحكومة الاميركية ضد تنظيم القاعدة لغطا كبيرا في منطقتنا وفي العالم، ولأن جلالتكم بادرتم الى لقاء عدد من الزعماء الغربيين خلال هذه الفترة المضطربة، فهل طرحتم اشكالات الجانب العربي؟
ـ سعيت في كل لقاءاتي مع المسؤولين في اوروبا واميركا وروسيا لتوضيح حقيقة الدين الاسلامي العظيم وصورته الناصعة. ولهذا يفترض ان ندرك حقيقة ان الحرب في افغانستان ليست حربا ضد الاسلام بل حرب ضد المتطرفين، لكن هناك بكل أسف من يحاول ان يربط بين الاسلام والارهاب وهذا امر مرفوض لن نقبله ولن يقبله اي مسلم. فديننا الاسلامي يرفض القتل وينبذ الارهاب. وعلى هذا الاساس فان التزامنا بمكافحة الارهاب نابع من ايماننا العميق بان ديننا الحنيف بريء من محاولات الصاق هذه التهمة به.
* وموقفكم المباشر في الاردن من هذه الحرب؟ ـ نحن في الاردن عانينا من الارهاب ومن الذين يحاولون التستر خلفه لتحقيق اهدافهم ومآربهم الخاصة، لذا عندما نحارب مع المجتمع الدولي ظاهرة الارهاب فاننا ندافع عن انفسنا اولا، لأن الاردن استهدف ولايزال مستهدفاً ارهابياً. وثانياً لأننا ندافع عن الانسانية جمعاء في حقها في العيش بأمان وسلام.
* عطفا على احداث المواجهة في افغانستان ما هي انعكاساتها على الشارع الاردني؟
ـ الحقيقة اذا قارنت الاردن بغيره فقد ظهر للجميع انه اهدأ شارع في منطقة الشرق الاوسط من حيث تعامله مع الازمة. اما من حيث تعاملنا مع الارهاب فكل دول المنطقة تقريبا عانت منه وتحاربه، والاردن لديه خبرة جيدة في معالجة العنف للحفاظ على الامن وذلك جعل المواطن الاردني آمنا ومرتاحا في بيته ومدينته. وكما ترى فنحن لا نشعر بأي قلق من تبعات الازمة الحالية او العنف بشكل عام.
* هل هنالك امتداد لتنظيم القاعدة في الاردن؟
ـ للأسف اكتشفت الاجهزة الامنية لدينا محاولات عديدة للمس بمؤسسات وطنية اردنية وبالمسؤولين الاردنيين، ولولا لطف الله عز وجل ويقظة الاجهزة الامنية لتمكن الارهابيون من تحقيق اهدافهم في زعزعة الأمن والاستقرار، وهناك تنظيم له ارتباط بالقاعدة مازالت المحاكم الاردنية تنظر في قضيته.
* رأينا كيف سعى البعض الى ربط الارهاب بالقضية الفلسطينية مستغلين احداث 11 سبتمبر، ما هي رؤية جلالتكم حول تصنيف الارهاب وتعريفه؟
ـ لا بد من التأكيد على حقيقة يجب ان يعيها الجميع وهي عدم خلط المفاهيم والمصطلحات، فالانسان الذي يقاوم من اجل وطنه واستقلاله لا يمكن ان يصنف في خانة الارهابيين، مثلما علينا ان ندرك ايضا ان قتل الابرياء العزل غير مقبول تحت اي تعريف ولا يؤدي الا الى المزيد من اراقة الدماء ويرسخ دوامة العنف التي لا تولد الا العنف وتجعل من امكانية الحوار بين الاطراف المتنازعة مستحيلة، لذا عندما ادعو الى البحث عن جذور الارهاب ادعو في حقيقة الامر الى حل المشكلات الاقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية حلا عادلا ودائما تقبل به الشعوب وينهي الصراع من جذوره.
* سمعت عن محاولة ضد جلالتكم دبرت في عرض البحر، فهل هي صحيحة؟
ـ كنت ضيفا على صديق عربي لي في يخته ووردتنا معلومات عن كمين نصب لنا فقلت لاخي الامير علي مازحا لنرسل العائلة ونستعد للمواجهة المسلحة. بكل اسف كانت تلك هي اجازتي الوحيدة في سنتين وقد افسدوها علي لكن لم يحدث شيء والحمد لله.
* الم تكن هناك مواجهة؟
ـ لا ابدا فقد كشف عنها قبل ذلك.
* الآن تزايدت الدعوة في الولايات المتحدة لاستكمال معركة افغانستان في العراق وتزايد الحديث عن وجود ضلع للعراق في احداث 11 سبتمبر، فكيف ترونها؟
ـ هذه هي طبيعة النقاش السياسي في داخل الولايات المتحدة وهو نقاش دائر حول تلك الاحداث المروعة وكيفية معالجتها، لكن ليس للعراق علاقة بما حدث في 11 سبتمبر، ونحن نرجو الا يجري تصعيد الوضع وتهويل القضية. كما نأمل ان ينظر العراق الى الاوضاع الجديدة ويتعامل معها وفقا لذلك حتى يفوت على خصومه فرصة تعقيد الاوضاع.
* جلالة الملك.. ظهر جليا توجه الحكومة العراقية نحو الممر السوري فهل كان ذلك على حساب العلاقة مع الاردن؟
ـ علاقتنا مع العراق جيدة جدا والمبادلات التجارية بين البلدين في تطور مستمر، لدينا بروتوكول تجاري وتعاون اقتصادي ونفطي ولا أرى أن توجه العراق نحو الممر السوري يأتي على حساب الاردن، ونعتقد ان اي تعاون بين الاشقاء سيكون في المحصلة مكسباً للعرب جميعاً. وفي ما يتعلق بالحصار المفروض على العراق فالموقف الاردني يؤكد ان الحصار نال من هذا البلد الشقيق وآن له ان ينتهي. وهذا المطلب نؤكد عليه في كل حديث أو لقاء مع مسؤول دولي. وأود القول انه لا بد من البدء بحوار بين العراق والامم المتحدة لحل كافة القضايا العالقة حتى يتم انهاء المعاناة التي يتعرض لها العراق وشعبه الشقيق، والذي نتمنى له حياة كريمة ومزدهرة وفرصة جديدة للاندماج والمساهمة في المجتمع الدولي.
* ماذا عن علاقتكم مع سورية التي تميزت خلال الفترة الحالية بتقارب غير معهود في تاريخ البلدين؟
ـ تحسنت منذ زيارتي الاولى لدمشق في وقت الرئيس الراحل حافظ الاسد، وبالتأكيد تعززت علاقتنا جدا مع الرئيس بشار حيث تم تذليل كل العقبات التي كانت قائمة او متراكمة خلال الفترات الماضية.
* زيارتكم الى روسيا اثارت حديثا عن تحول الاردن لشراء السلاح من موسكو؟
ـ الذي حدث ان موضوع السلاح تم تضخيمه في تلك الزيارة في حين انه كان موضوعا محدودا، والسلاح الذي سعينا وراءه كان خفيفا، وهذا امر واضح لكل من يعرف طبيعة حاجاتنا العسكرية من الجانب الروسي. اما محاور محادثتنا مع المسؤولين الروس فقد ارتبطت بالقضايا الاساسية في المنطقة وبالدرجة الاولى القضية الفلسطينية والموضوع العراقي وافغانستان، وهي قضايا نشترك في البحث عن حلول لها.
* ما هي طبيعة زيارة جلالتكم للمملكة العربية السعودية؟
ـ جاءت في اطار التنسيق والتشاور مع الأخ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو الأمير عبد الله ولي العهد حيال مختلف القضايا التي تهم البلدين. وقد لمست من أخي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وكافة اصحاب السمو والمسؤولين دفء العلاقة التاريخية بين المملكتين والحرص الاكيد على تعميقها، وكانت وجهات النظر متطابقة سواء على صعيد العمل من اجل اسناد ودعم الاشقاء الفلسطينيين وحشد التأييد للموقف الفلسطيني في هذه المرحلة التي قد تشهد جهودا وتحركات سياسية لايجاد حلول دائمة للقضية الفلسطينية.
* ما مدى قدرتكم على القيام بدور في تنشيط المفاوضات المقبلة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي؟
ـ الهم الفلسطيني ـ كما تعلم اخي الكريم ـ هو همنا كأردنيين ايضا. فقد عاش الاردن معانات فلسطين واستمر الظهير والسند للاشقاء الفلسطينيين يشاركهم هذه المعاناة في كل المراحل التاريخية للشعب الفلسطيني وفي كل حركاته النضالية من اجل التحرير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس. وقد ايدنا دائما القرار الفلسطيني المستقل وعملنا على مساندة الاشقاء الفلسطينيين في كل المحافل الدولية والمبادرات المطروحة للوصول الى حل عادل وشامل ودائم يحقق الطموحات الفلسطينية بعد المعاناة الطويلة. واليوم نرى دوامة العنف تجتاح المنطقة ولكننا في الوقت نفسه نجد جدية دولية في محاولة الخروج من هذا المأزق فندعو الاطراف المتنازعة الى الاستجابة الى لغة العقل والمنطق والبناء على المبادرات الايجابية المطروحة، وآخرها مبادرة الرئيس الاميركي المستندة الى حتمية اقامة الدولة الفلسطينية الحيوية القابلة للاستمرار والمبنية على قرارات الشرعية الدولية بآليات متفق عليها اهمها خطة ميتشل وتفاهمات تينيت، ونحن مستعدون للعمل من خلال هذا النهج مع الطرفين المعنيين مباشرة بالصراع ومع الاطراف الدولية، كالاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة، وبطبيعة الحال مع الدول العربية وبخاصة الاشقاء في مصر والمملكة العربية السعودية.
* امتنعتم عن تعيين سفير للاردن في تل ابيب منذ فترة طويلة، فهل اصبحت هذه سياستكم الدائمة اما انها محكومة بشروط لم تلبها اسرائيل؟
ـ سيعود سفيرنا في تل ابيب الى مقر عمله عندما تكون الظروف ملائمة وتنتهي اعمال العنف وتعود عملية السلام الى مسارها الصحيح، ونأمل ان يتم ذلك باقصى سرعة.
* لوحظ تكرار زياراتكم لبعض العواصم العربية، فهل هناك مشروع سياسي ما؟
ـ اجاب مبتسما: عندما تتكرر زياراتي لدول مثل سورية او البحرين قد يداخل ذهن البعض ان هناك مؤامرات تحاك لكنها في الحقيقة تعبر عن طبيعة الجيل الذي ننتمي له، مثلا انا والرئيس بشار، فهي لقاءات عمل مباشرة وبالفعل نستطيع ان ننهي خلالها كثيرا من الموضوعات المعلقة.
* ماهي رؤيتكم لدور الاعلام خاصة بعد الغاء وزارة الاعلام؟
ـ في ظل العولمة والانفتاح السياسي اعتقد ان الاعلام اصبح اليوم يأخذ دورا حيويا في تشكيل حياة الناس، وبدون توفير الحرية والامكانيات التقنية المتطورة للاعلام لن يتمكن اعلامنا من المنافسة. وبعد الغاء وزارة الاعلام ستتمتع مؤسساتنا الاعلامية بالاستقلالية وسندعم فرص الابداع في هذا المجال ليتمكن اعلامنا من مجاراة الاعلام الخارجي.
* وما هو مدى الحرية الموعودة بعد غياب الوزارة؟
ـ كما ذكرت سابقا فان سقف الحرية هو السماء، لكن هناك مصالح وطنية وكرامات افراد لابد ان يدركها القائمون على الاعلام الذين عليهم ان يفرضوا رقابة ذاتية تمليها مصلحة الوطن، والحكم بين الجميع هو القانون اذا اردنا ان نرتقي الى درجة عالية من الجدية والابداع والعمل الحضاري. (كنت في صباح ذلك اليوم في زيارة الى دولة رئيس الوزراء الذي حدثني عن مشروعكم في تحقيق نقلة نوعية كبيرة للبلاد لهذا سألت جلالته عن برنامجه للتحول الاقتصادي لتسريع النمو؟) فأجاب: ـ الحقيقة رأينا ان الوقت حان لاحداث التطور الاقتصادي والاجتماعي في الاردن فالظروف العالمية المحيطة بنا يجب ان الا تشغلنا عن همومنا الداخلية والعمل على تحسين معيشة شعبنا. وقد حددت رؤيتي لمستقبل الاردن من خلال الاستثمار في الانسان الاردني تعليما وتدريبا وتأهيلا وعليه فاننا نبذل كل جهودنا نحو تحقيق هذه الرؤية التي نأمل ان تطبق خلال السنوات القليلة القادمة ويتحقق فيها النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي يلمسه جميع المواطنين، وقد استندت هذه الرؤية الى مجموعة محاور لابد من التركيز عليها، وفي مقدمة ذلك تنمية الموارد البشرية من خلال العمل على رفع مستوى التعليم والتدريب المهني ومنح الفرص المتكافئة للجميع. والموضوع الاخر كان موضوع الاصلاح الاداري والقضائي وتحسين الخدمات الحكومية. هذا بالاضافة الى اننا منحنا البعد التنموي في المحافظات اهمية قصوى من خلال وضع استراتيجية شاملة لتنمية المحافظات تستند الى اقتصادات تتميز بالكفاءة العالية ومبنية على المعرفة والتكنولوجيا والعلم الحديث. ونركز كذلك على موضوع تحسين البيئة الاستثمارية وتوطينها في الاردن. واخيرا لا يمكن ذلك ان يتحقق بغياب المبادرة او الخوف من التغيير. فقد اكدنا على اهمية اعادة النظر في طريقة اتخاذ القرار الحكومي بحيث تتم مأسسة هذا القرار وتحسين آلية اتخاذه.(الشرق الأوسط اللندنية)
&