كتب ماجد العلي: "أعداد الشهداء العرب قليلة جدا والصور التي تناقلتها وسائل الإعلام لمئات القتلى هي في حقيقتها لمدنيين أفغان سقطوا نتيجة القصف الأميركي الأهوج على كابول",,, هكذا بدأ أحد "المجاهدين العرب" من أعضاء تنظيم "القاعدة" حديثه لـ "الرأي العام" خلال اتصال هاتفي أجري معه.
وقال د,م (ابوعمر) الذي تمنى عدم ذكر المكان الذي يوجد فيه ان الجبهة التي كان يقاتل عليها هي باغرام، وكانت قوية ومتماسكة جدا، مشيرا الى خيانة حصلت عجلت في سقوط المواقع: "فجبهة القتال لجهة باميان كانت طالبان مسيطرة عليها وبسبب خيانات متتالية وشدة القصف تمكن الآخرون من اقتحام كابول ودخولها بعدما سقطت الدفاعات", وشدد ابوعمر (الذي اكتفى بانه خليجي) على ان "موقف المجاهدين المنضوين تحت لواء القاعدة كان واضحا، فقد رفضنا الاستسلام أو الانسحاب واستمررنا نقاتل, ولكن مع تغير المواقف سريعا وتسارع وتيرة الأحداث انقسم المجاهدون العرب الى رأيين أحدهما يقول بضرورة الانسحاب التكتيكي حفاظا على الأرواح المسلمة والآخر يقول بوجوب استمرار القتال حتى آخر رمق، لكن مع كثرة الخيانات والسقوط المتتالي للمدن انتصر الرأي القائل بوجوب الانسحاب للحفاظ على الأرواح".
وعن تعمد القوات الأميركية قصف المنسحبين من كابول أجاب: "لم يقصفنا الأميركيون ليس بسبب اتفاق مسبق، بل لأنهم ظنوا اننا سننسحب في اتجاه قندهار، لكننا خيبنا ظنهم واتجهنا صوب لوغار وكان هذا السبب الذي حفظنا الله عز وجل به, في حين ان الاخوة في طالبان قصفت أرتالهم المنسحبة".
وأوضح ابوعمر انه أصيب في أفغانستان، قائلا: "يوم انسحابنا من كابول اجتمعنا في المدينة لنناقش سبل الانسحاب واين ستكون الجهة التي نقصدها وأثناء التشاور لاحظ أحد القادة العرب الميدانيين ان أربع سيارات نقل (بيك أب) مملوءة بالمجاهدين العرب مصطفة بشكل يجعلها هدفا بسيطا للعدو فأمرني بالتوجه اليهم لتحذيرهم من الوقوف بهذا الشكل وأثناء سيري باتجاههم لاحظت سيارة أجرة توقف قائدها ليرمي قرصا معدنيا تجاه السيارات الأربع وعاجلته باطلاق النار عليه من سلاحي ولا أعلم ان كنت أصبته أم لا، وما هي الا دقائق حتى سقط صاروخ قرب اماكن وقوف الاخوة، وبعدها بأقل من دقيقة سقط صاروخ آخر فأصبت نتيجة وهج نار الانفجارات الصاروخية ولم تكن اصابة مباشرة".
وعن مصير رفاقه المقاتلين قال: "تزوجوا جميعا ولله الحمد, تزوجوا الحور العين بإذن الله تعالى فقد راحوا شهداء",, وتابع: "يبدو ان القرص المعدني الذي رماه هذا المنافق يعطي احداثيات تسهل للعدو تحديد الهدف والدليل سقوط الصاروخين على الموقع بعد دقائق من رميه".
وأكد انه "حريص على العودة الى الجهاد بعد تلقي العلاج اللازم وبمجرد تمكني من المشي".
وعن مكان اسامة بن لادن وهل هو مختبئ في الكهوف أو انه فر الى باكستان؟ قال ابوعمر: "هذا الكلام محض افتراء وكذبة سمجة يرددها المنافقون, التقيت بالشيخ أبي عبدالله (بن لادن) في جبهات عدة وهو يتشاور مع القادة في الخطوط الأمامية ويحثهم على الثبات وكانت معنوياته مرتفعة للغاية وكان هذا قبل الانسحاب من كابول بفترة وجيزة".
وأكد ان بن لادن "ما زال يؤمن بوعد الله بالنصر، وقبل يومين من اتصالكم، وصلتني وجميع الاخوة العرب رسالة منه يسمح فيها بالانسحاب لمن لا يريد الاستمرار في القتال موضحا ان من يريد الانسحاب فلا حرج عليه ومن أراد الاستمرار في القتال فله ذلك وله الأجر من الله عز وجل.
وعن رد فعل أعضاء القاعدة قال: "أعضاء القاعدة بلا استثناء قرروا مواصلة الجهاد لنيل إحدى الحسنيين".
وأضاف: "نقول للمرجفين ان المجاهدين لو أرادوا الهروب لتمكنوا من ذلك بسهولة فهم يتقنون اللغة المحلية ويشبهون الى حد كبير السكان المحليين هيئة ولباسا ولن يتمكن أحد من كشف شخصياتهم وهم الذين لا يعرفهم احد باستثناء القادة السبعة الذين وزعت صورهم لكن الحقيقة ان غايتهم الأسمى هي الجهاد في سبيل الله".
وعن الصور التي عرضتها قناة "الجزيرة" لجثث ملقاة على قارعة الطريق ذكر مراسلها ان عددها يتجاوز ألف جثة تعود لمجموعات من كويتيين وسعوديين واماراتيين، قال أبوعمر: "لا توجد احصاءات دقيقة للشهداء العرب ومن يقل ان مجموعة من الكويتيين أو أخرى من السعوديين قتلت فلا تصدقه حتى يذكر لك اسم الشهيد لأن أغلبنا لا يعرف بعضنا بعضا فكيف يعرف انه من البلد الفلان؟, وحسب معلوماتي فإن عدد الشهداء العرب قليل جدا والصور التي رأيتموها هي لمدنيين أفغان سقطوا من جراء القصف الأميركي على مواقع مدنية".(الرأي العام الكويتية)