صنعاء- صعد اليمن، الموطن الاصلي لاسامة بن لادن، الاربعاء مطاردته لمواطنيه الذين يعتقد انهم اعضاء في شبكة القاعدة وذلك لقطع الطريق امام اي ضربة اميركية محتملة لليمن في المستقبل كما يرى احد المحللين في صنعاء. فقد تواصلت عمليات مطاردة هؤلاء العناصر بعد الاشتباكات التي جرت الثلاثاء واسفرت وفقا لمصدر قبلي عن سقوط 16 قتيلا بينهم 13 من افراد الجيش في قرية الحصون بمحافظة مأرب على بعد 200 كلم شرق صنعاء.
واكد مصدر امني يمني ان "تعزيزات عسكرية من القوات الخاصة ارسلت اليوم الى محافظتي مأرب وشبوه (شرق صنعاء) لدعم قوات الجيش والشرطة المتواجدة هناك والتي تواصل حملة التفتيش وتعقب العناصر المطلوب القبض عليهم". وتخضع القوات الخاصة لامرة العقيد احمد علي عبد الله صالح النجل الاكبر للرئيس اليمني.
وتقوم وحدات من الجيش والشرطة منذ اسبوعين بتمشيط المناطق الواقعة بين مأرب وشبوه والجوف (شمال شرق) بحثا عن اثنين او ثلاثة من اعضاء القاعدة يحملون جوازات سفر يمنية. وافاد شهود في مأرب ان الوضع كان هادئا صباح اليوم في الحصون التي شهدت الثلاثاء الاشتباكات التي اسفرت ايضا عن اصابة 25 شخصا بينهم 18 من عناصر الجيش اضافة الى حرق اربع سيارات تابعة للجيش. واستنادا الى المصدر الامني في صنعاء فان القتلى سيوارون الثرى الخميس في مقبرة الشهداء.
&وتعليقا على هذه الاشتباكات الدامية ذكرت صحيفة "الثورة" الحكومية اليوم ان "ما قامت به قوات الامن بمساعدة وحدات من القوات المسلحة من ملاحقة للعناصر المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة ومن يؤويهم .. يمثل فعلا من افعال السيادة والدفاع عن المصالح الوطنية". واوضحت الصحيفة "ان عدم اضطلاع القرار اليمني والامكانات والوسائل الداخلية بمسؤولية ملاحقة ومكافحة مصادر الارهاب يترك منافذ الوطن مشرعة امام التدخلات ويعرض بلادنا وشعبنا للاستهداف الذي يتجاوز النطاق السياسي الى ما هو اخطر واكثر تدميرا".
وراي محلل يمني طلب عدم الكشف عن هويته ان "ما اوردته صحيفة الثورة الرسمية يؤكد ان الحملة العسكرية التي تقوم بها السلطات لتعقب العناصر المشتبه بانتمائها الى تنظيم القاعدة تمثل خطوة متقدمة لتجنب اي ضربة اميركية لليمن في المستقبل واستجابة لضغوط ومطالب اميركية".
&وقد اشادت الولايات المتحدة الثلاثاء بهذه الحملة العسكرية واعترفت ايضا بانها مارست ضغوطا على اليمن ليفعل "المزيد" في هذا الصدد. وخلال زيارته للولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بحث الرئيس صالح تعزيز تعاون صنعاء في مكافحة الارهاب الا ان البلدين لم يوقعا اتفاقا لتقديم مساعدة اميركية في هذا المجال بسبب بعض القضايا العالقة. وفي محاولة واضحة لتبديد مخاوف اليمن اكد السفير الاميركي في صنعاء ادموند هول في تصريحات نشرتها مؤخرا صحيفة "26 سبتمبر" اليمنية ان "سياسة الرئيس علي عبد الله صالح بخصوص مكافحة الارهاب سياسة سليمة".
&وقال السفير "نعرف ان تنظيم القاعدة له وجود في كثير من بلدان العالم ومنها اليمن" مشيرا الى ان "اهم نتيجة لزيارة الرئيس صالح لواشنطن هي تقوية التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الارهاب". وتشتبه واشنطن في وقوف شبكة القاعدة وراء الاعتداء الذي استهدف المدمرة الاميركية كول في ميناء عدن في تشرين الاول/اكتوبر 2000 واسفر عن مقتل 17 واصابة 38 من البحارة الاميركيين.