&
القاهرة- ضحى خالد: فوجيء رئيس مباحث قسم شرطة شبرا الخيمة شمال القاهرة، بعجوز في الثمانين من عمرها تدخل مكتبه وتبكي بشدة وتطلب نجدته.. هدأ من روعها وطلب لها كوباً من الليمون.. ثم سألها عن سر بكائها.. فقالت ابني الذي افنيت شبابي في تربيته يطردني من منزلي ليقيم فيه هو وزوجته وأولاده.
قالت السيدة "هانم.ع"، ربة منزل في أسي وحزن ودموعها تسبق كلماتها: ابني يرد إلي الجميل الذي قدمته له.. سهرت علي تربيته ورعايته ولأوفر سعادته اتجهت إلي تجارة المخدرات لتوفير طلباته وإشباع رغباته..
تجارة المخدرات
أفنيت زهرة شبابي في تجارة المخدرات التي أتقنتها لتوفير لقمة عيش هنيئة لابني بعد أن تدفقت الأموال بين يدي من تجارة السموم التي أروجها علي الشباب والطلاب بعد الاتفاق مع كبار تجار المخدرات..
أضافت العجوز وقعت عدة مرات في قبضة رجال المباحث وقضيت عدة سنوات خلف القضبان في قضايا مخدرات.. وبعد خروجي من السجن عدت إلي تجارتي الممنوعة فكانت عيون رجال المباحث ترصدني لحظة بلحظة.. إلا أنني كنت أختار الوقت المناسب لترويج الصنف مستغلة صغار السن مقابل حصولهم عي ملاليم.
واصلت الأم العجوز حديثها وقالت: السجن بالنسبة لي شيء عادي وأجد راحتي فيه لأنني قضيت داخله وبين قضبانه أجمل أيام حياتي.
واختتمت الأم كلامها بأنها تركت المخدرات بعد أن أقامت المنزل الذي يطردها منه فلذة كبدها وعملت في بيع الأدوات لتوفير لقمة عيشها من الحلال.. وأن الشيء الذي يحزنها أن ابنها طردها من المنزل لانها طالبته بـ 20 جنيها فرفض واعتدي عليها بالضرب وقال لها أنت مصيرك الشارع أو دار المسنين.
جحود الابن
بعد أن انتهت الأم من سرد حكايتها رفع رئيس مباحث قسم أول شبرا الخيمة سماعة التليفون وابلغ اللواء عبدالرحيم القناوي مدير أمن القليوبية الذي تأثر بالموقف وأمر بسرعة إجراء التحريات والتأكد من شكوي الأم.
بعد استئذان النيابة ألقي ضباط البحث الجنائي القبض علي الابن "السائق".. الذي وقف أمام وكيل نيابة شبرا الخيمة وانكر ما نسب إليه وقال إنه يعامل والدته معاملة طيبة وقبل قدميها ورأسها، وأمام دموع الأم وتوسلاتها خشية حبس ابنها أمرت النيابة بإخلاء سبيل الابن بضمان محل إقامته بعد أن أخذت عليه تعهداً بحسن رعاية والدته المسنة.