&
الرياض- بتال القوس: في شتاء الرياض الذي بدأ ـ بحسب فلكيين ـ الخميس الماضي لن تجد أمامك خيارات كثيرة لتقضي إجازتك الأسبوعية، فالبر المحيط بالعاصمة السعودية هو الخيار الوحيد الذي تذهب إليه·
ويتبارى الشباب السعوديون في عشق ليالي السمر الشتوية في ربوع الصحارى القريبة، خاصة الشمالية والشمالية الشرقية منها التي تكثر فيها المخيمات والجلسات والتجمعات·
ولهم في الطلعات البرية طقوس خاصة يجب أن تتوافر في الرحلة، إذ لا يحلو الشتاء دون أن تلف المكان رائحة السَمْر أو الحطب ودون أن يرتكز الإبريق "البليتيني" على جال النار ويصبغه الدخان بسواد يزيد من لذاذة مشروبه المطعم ببعض الزنجبيل، ودون أن يكون برميل المندي قد تحول إلى كرة من اللهب وأطلق روائح تجذب السارين، كما يقول سُمّار الليل·
ورغم أن البرد يعتصر أطراف الرياض هذه الأيام، إلا أنها تبقى& الحضن الدافئ والمفضل للسكان· ويقول مساعد الحربي أحد رواد الطلعات البرية: أحتاج للخروج إلى البر كل أسبوع ولو لم أفعل لاختنقت· ويتابع: عزبة الطلعة البرية جاهزة للخروج في أي لحظة، وغالبا لا تكون الطلعة بتنسيق مسبق، بل تأتي مباشرة وفي غضون لحظات تجدنا نصبنا الخيمة ودفنا التيس، في إشارة إلى وضعه في برميل المندي·
ويواجه عشاق البر بعض المآزق التي تعود أكثرهم عليها، وفي هذا الشأن، يقول عبد الله العجمي: لا بد أن نتعرض لبعض المواقف، إذ ننسى الملح أو الكبريت أو (تغرز) إحدى السيارات، لكن جمال الرحلة ـ والحديث للعجمي ـ يزداد جمالا ولذاذة بهذه المنغصات وطريقة تجاوزها· وأحيانا يضطر هؤلاء إلى صنع بدائل صحراوية، كإيقاد النار عن طريق خلطة يستخدم فيها البنزين و"اشتراك" السيارة، ويتحدث راضي زقم عن الرحلات البرية الشتوية بشيء من الحنين والشوق، حين يقول: رائحة السَمْر في شتاء الرياض المختلطة بأزيز برميل المندي تضاهي حفلة موسيقية جنيفية لمحمد عبده، لدى عشاق البر·
ورغم أن البدائل الشتوية غير موجودة لعشاق البر في الرياض، إلا أنهم يتلذذون بهذا الخيار الوحيد، بل يتسابقون عليه·
(الخبر منشور بالتعاون مع الاقتصادية)