أعلن مسؤولون في الشرطة اليمنية أمس أن تحقيقات تجري حالياً مع طلبة عرب وأجانب يدرسون في معهد ديني في منطقة نائية شرقي صنعاء. فيما نشرت صحيفة يمنية رسمية اسمي رجلين تلاحقهما السلطات في صنعاء بزعم ان لهما صلات بشبكة القاعدة التي يتزعمها اسامة بن لادن.
وقال مسؤول أمني لوكالة الانباء الألمانية <<د. ب. أ>> أن <<أكثر من عشرة من طلبة معهد دار الحديث بمأرب (على بعد نحو 170 كيلو متراً شرقي صنعاء) ممن ينتمون إلى جنسيات عربية وأجنبية معتقلون حالياً وتجري تحقيقات معهم للاشتباه في تورطهم في أعمال تمس الأمن>>.
ويقع المعهد الذي يُدرس أصول الدين الإسلامي في منطقة عبيد التي شهدت في 18 الشهر الحالي اشتباكات عنيفة بين قوات حكومية ورجال قبائل قالت السلطات إنهم رفضوا تسليمها مشتبهين بانتمائهم لتنظيم القاعدة لجأوا إليهم بعد الفرار من أفغانستان. وقد لقي 16 مدنياً و24 عسكرياً بينهم ضابط مصرعهم في تلك الاشتباكات.
وتقوم قوات خاصة يمنية منذ أكثر من أسبوع بعمليات مطاردة في مناطق نائية وسط وشمالي البلاد لمطلوبين يشتبه في ارتباطهم ببن لادن. الذي تتهمه الولايات المتحدة بتدبير الهجمات على نيويورك وواشنطن في 11 أيلول. وحسب مصادر حكومية فإن السلطات الأمنية وسعت مطلع الأسبوع الجاري حملة التفتيش بحثاً عن أنصار لبن لادن لتشمل جميع محافظات الجمهورية.
وقال مسؤول حكومي كبير أن <<عشرات من المشتبهين في ارتباطهم ببن لادن اعتقلوا في صنعاء ومناطق مختلفة من البلاد. ويجري التحقيق معهم حالياً. مشيراً إلى <<ان معظم المعتقلين ممن سافروا إلى افغانستان أو عادوا منها بعد العام 1998>>.
في غضون ذلك كشفت صحيفة <<26 سبتمبر>> التي تصدرها وزارة الدفاع اليمنية أن اثنين من كبار المطلوبين الذين تجري ملاحقتهم بتهمة انتمائهم إلى تنظيم القاعدة يدعيان علي قائد سنيان الحارثي ويكنى <<أبو علي الحارثي>> ومحمد حمدي الاهدل وكنيته <<أبو عاصم الاهدل>>.
ولم تكشف الصحيفة عن مزيد من التفاصيل. وقال مسؤولون يمنيون انهم يبحثون عن ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم أعضاء في شبكة القاعدة.
وقالت الصحيفة إن اليمن الذي يحاول محو صورته القديمة كملاذ آمن للمتشددين الاسلاميين سيرسل فريقاً من المحققين لباكستان للمساعدة في استجواب اليمنيين الذين قاتلوا مع مئات من مقاتلي القاعدة الذين هربوا إلى باكستان عقب القصف الأميركي لافغانستان. واضافت ان فريق المحققين سيطلب أيضاً من الحكومة الباكستانية تسليم المشتبه فيهم.
وقال المسؤولون ان الحكومة اليمنية تعكف أيضاً على ملاحقة متشددين تابعين لجماعات غير القاعدة.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان معظم المتشددين في اليمن هم من قدامى المحاربين السابقين في الحرب الافغانية الذين حاربوا ضد قوات الاحتلال السوفياتي في اعوام الثمانينيات. ويتمتع كثيرون منهم بحماية زعماء قبليين أقوياء في المناطق الجبلية الوعرة.(السفير اللبنانية)