&
الشريان يرفض الحديث لـ"إيلاف" ويكتفي بالتفاعلات الجارية
إيلاف- محمد السيف: فوجئت الأوساط الثقافية والأدبية السعودية بمقالة لاذعة كتبها مؤخراً المثقف السعودي الشهير أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، في مجلة اليمامة الأسبوعية الصادرة في الرياض، وضمّنها مطلبين موجهين للسلطة السعودية، بحق كاتب سعودي آخر، فإما أن تربيه الدولة تربية عادلة إن كان من رعيتها، لتحميه من شر نفسه، أو سحب رعويته ( جنسيته السعودية) ليكون كما شاء إنجليزياً أو يونانياً أو من أورشليم! ليكتب ما شاء له أن يكتب!. |
وكان الكاتب السعودي أبو عبدالرحمن&بن عقيل الظاهري، الذي عُرف عنه خلال مسيرة ثلاثة عقود، اهتماماته البحثية في مجالات الفكر الإسلامي والتاريخ والأدب، قد اتكأ في مطالبه تلك على تتبع لمقالات كتبها الكاتب السعودي الشهير داود الشريان، في صحيفة "الحياة" اللندنية، الذي كتب غير مرة، ناقداً أداء بعض الأجهزة الحكومية السعودية، وتقصيرها أحياناً، خصوصاً وزارات الخدمات العامة، كمقالاته عن"حمى الوادي المتصدع" وعن "خطف الحوار في السعودية" وغيرها، وقد ذكر الظاهري أن الكاتب داود قد صدم طموحه مرات عديدة بتجاوزات في مقالاته تنقصها الكفاءة العلمية، كأول ما يعتريها، وقد أتخذ الظاهري لذلك مثالاً في الكلمة التي كتبها الشريان، في زاويته الشهيرة" أضعف الإيمان" في صحيفة الحياة، تحت عنوان" التعيين والانتخاب" وقد كتبها الشريان تعليقاً على لقاء أُجري في مجلة سعودية مع معالي الشيخ محمد بن جبير، رئيس مجلس الشورى السعودي، وقد تناول الكاتب الشريان ذلك الحوار بشيء من النقد، عندما دافع الشيخ ابن جبير عن التعيين، وهو الأسلوب المتبع في اختيار أعضاء مجلس الشورى السعودي، وقال الشريان معقباً على ذلك( ليست هذه المرة الأولى التي يدافع فيها السعوديون عن أفضلية التعيين.. ) كما طالب الشريان بأن لا يُسفه أسلوب الانتخاب، المتبع في كل دول العالم، وغير ذلك.
من هنا وجد الظاهري مدخلاً للذعته التي وصفها أحد الكتاب السعوديين بأنها رصاصة انطلقت من ستينات القرن الماضي لتستقر في السنة الأولى من الألفية الثالثة، ودعا الظاهري من خلالها السلطة إلى اتخاذ أحد الأمرين، إما التربية العادلة أو سحب الجنسية! وحينما يكتب الشريان بلغة "قال السعوديون أو فعل السعوديون"، فكأنما يُشير بذلك إلى انه غير سعودي كما يقول الظاهري، ثم عاد الكاتب الظاهري مرةً أخرى في مقالة إضافية عن الشورى الإسلامية، من ناحية فقهية قانونية، وكان الظاهري قد ذكر أن حواره من خلالها مع الكاتب داود سيكون من شجي إلى خلي، إنما هدفه إفادة القارئ، غير عابئ في أن يبق الكاتب داود على تسطيحه الصحفي وتهويشه المرعد، وأن يكسب شعبية تافهة على حساب دينه ووطنيته والولاء لدولته، وليفرح بتقريظ أي زبالٍ عاطل من الدين!.
مقالات أبي عبدالرحمن وما تضمنته من استعداء للسلطة حرّكت الساحة الثقافية السعودية، وعبّر غير واحد عن ذهولهم لما قراؤه، وذلك عطفاً على ما تعيشه السعودية والعالم أجمع من انفتاح إعلامي يواكب العصر، الذي يوصف بأنه عصر الحوار والنقد وتبادل الآراء، إذ تفاجأ الكاتب السعودي الأستاذ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في مقالة نُشرت في مجلة |
اليمامة تعقيباً على ما كتبه الظاهري بالحكم التعسفي الذي أصدره الشيخ أبو عبدالرحمن، وقال آل الشيخ (.. قد يكون الشريان مخطئاً في المقال، أو في مقالات أخرى، وقد نتفق معه أو نختلف، ولكن أن نطالب بنفيه فكرياً أو سحب الجنسية منه أو نصمه باليهودية، لمجرد اختلافنا معه حتى وإن جانب الصواب فهذا مالا يمكن قبوله البتة، وبأي شكلٍ من الأشكال، إذ أن ذلك يمسُ مبدأ من أهم مبادئ العصر الذي نعيشه وتتعارض مع شأن يعتبره العالم من أقصاه إلى أقصاه اليوم، ضرورة حضارية، وهو حق حوار الآخر، كائناً من يكون هذا الآخر، خاصةً عندما يضطلع هذا الآخر بمسئولية عامة، كالشيخ ابن جبير وفقه الله، الذي يرأس مجلساً تقوم شرعيته أصلاً على مبدأ الشورى، الذي لا يتحقق إلا بالحوار بدءاً..) وأضاف آل الشيخ مبرراً عدم ملائمة مقالة أبي عبدالرحمن لعصرنا الحاضر بأن السعودية تعيش اليوم (فترة من الانفتاح الإعلامي تمثلت بكل وضوح في تلك المقالات والحوارات المسئولة، التي تعجُ بها صحفنا ووسائلنا الإعلامية، مؤكدةً في الوقت نفسه أن ولاة أمورنا يواكبون العصر، ويدركون أهمية الحوار وتبادل الآراء وحق الجميع في النقد وإبداء الرأي، رغبةً منهم في توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صناعة القرار السياسي، وإثراء تجربتنا التنموية بكل ما من شأنه إرساء قواعد شورية راسخة بين المواطن وصاحب القرار، والتي لا يمكن أن تتحقق إلا بإتاحة هامش من الحرية، وإعطاء وسائل الإعلام قدراً أكبر من الشفافية..) ولم يفت آل الشيخ أن يُدلل على ما ذهب إليه عندما ضرب مثالاً بتلك المبادرات الواعية التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، والمتمثلة في لقاءاته مع شرائح متنوعة في المجتمع السعودي، وقد طلب منهم ولي العهد إبداء أي ملاحظات يرونها، وهذه وفقاً لرأي الكاتب آل الشيخ تحمل الكثير من الدلالات، وقد تمنى آل الشيخ على أبي عبدالرحمن أن ينأى بنفسه عن الوقوع في مزالق الاستعداء والاستهداف الشخصي، والتحقير والتنقير، والهمز والغمز، وأن يأخذ بمطعيات العصر الجديدة، لا أن يجدف عكس تيارها!
كما عبّر الكاتب السعودي عبدالله فراج الشريف عن حزنه ودهشته لما كتبه الظاهري، وذلك أن الرأي سجال وحرية الكلمة مكفولة للجميع، حتى وغن تحاور الشريان مع عالم فاضل قضى عمره في القضاء والتحقيق الشرعي كالشيخ ابن جبير، فالمكانة لمثله محفوظة، والاختلاف معه في الرأي مقبول، وذكر الكاتب الشريف أن آلية اختيار أعضاء مجلس الشورى، لا يمنع من اختلاف البعض حولها، فما رأته الحكومة في هذه المرحلة انه هو الأجدى قد ترجعُ عنه في مرحلة لاحقة وتعتمد الانتخاب أسلوباً في الاختيار، وتساءل الشريف عن ماذا سيقول الشيخ الجليل حينذاك، ودّلل الشريف على كلامه في أن مجلس الوكلاء في عهد المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، كان يتمُ بالانتخاب! وحول دعوة الشيخ الظاهري في إسقاط الجنسية، قال الشريف(ما أشقانا لو أن هذا الأسلوب اعتمد في محاسبة الكاتب على رأي لم نرتضه، أو ظننا أنه خطأ، وقد كان لشيخنا الفاضل في سني الشباب والرجولة في سالف أيامه آراء يؤاخذ عليها أفكان يرضيه أن يطالب ند له أو أعظم منه مكانة ومقاماً بعقابه وتجريده من جنسيته؟ .. ) وعبّر الشريف عن حزنه في أن يصدر مثل هذا الرأي من أبي عبدالرحمن وهو على رأس النخبة المثقفة في السعودية، وفي هذا الوقت بالذات، الذي تتعرض فيه السعودية لحملة إعلامية شرسة في الغرب، وما أسعد والكلام للشريف أصحاب تلك الحملة وهم يرون أن في السعودية من لا يقدر أن تعدد الرؤى مزية تدفع بالمجتمع إلى حياة أفضل، مما يؤكد مقولاتهم ويبرر أفعالهم.
إلى ذلك اتصلت " إيلاف" بالكاتب السعودي داود الشريان، تسأله رأيه في هذه القضية التي اشغلت الوسط الثقافي السعودي، إلا أنه رأى عدم الحديث حول هذه المسألة، مكتفياً حسبَ قوله بالتفاعلات التي تشهدها الساحة اليوم!!
كما عبّر الكاتب السعودي عبدالله فراج الشريف عن حزنه ودهشته لما كتبه الظاهري، وذلك أن الرأي سجال وحرية الكلمة مكفولة للجميع، حتى وغن تحاور الشريان مع عالم فاضل قضى عمره في القضاء والتحقيق الشرعي كالشيخ ابن جبير، فالمكانة لمثله محفوظة، والاختلاف معه في الرأي مقبول، وذكر الكاتب الشريف أن آلية اختيار أعضاء مجلس الشورى، لا يمنع من اختلاف البعض حولها، فما رأته الحكومة في هذه المرحلة انه هو الأجدى قد ترجعُ عنه في مرحلة لاحقة وتعتمد الانتخاب أسلوباً في الاختيار، وتساءل الشريف عن ماذا سيقول الشيخ الجليل حينذاك، ودّلل الشريف على كلامه في أن مجلس الوكلاء في عهد المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، كان يتمُ بالانتخاب! وحول دعوة الشيخ الظاهري في إسقاط الجنسية، قال الشريف(ما أشقانا لو أن هذا الأسلوب اعتمد في محاسبة الكاتب على رأي لم نرتضه، أو ظننا أنه خطأ، وقد كان لشيخنا الفاضل في سني الشباب والرجولة في سالف أيامه آراء يؤاخذ عليها أفكان يرضيه أن يطالب ند له أو أعظم منه مكانة ومقاماً بعقابه وتجريده من جنسيته؟ .. ) وعبّر الشريف عن حزنه في أن يصدر مثل هذا الرأي من أبي عبدالرحمن وهو على رأس النخبة المثقفة في السعودية، وفي هذا الوقت بالذات، الذي تتعرض فيه السعودية لحملة إعلامية شرسة في الغرب، وما أسعد والكلام للشريف أصحاب تلك الحملة وهم يرون أن في السعودية من لا يقدر أن تعدد الرؤى مزية تدفع بالمجتمع إلى حياة أفضل، مما يؤكد مقولاتهم ويبرر أفعالهم.
إلى ذلك اتصلت " إيلاف" بالكاتب السعودي داود الشريان، تسأله رأيه في هذه القضية التي اشغلت الوسط الثقافي السعودي، إلا أنه رأى عدم الحديث حول هذه المسألة، مكتفياً حسبَ قوله بالتفاعلات التي تشهدها الساحة اليوم!!










التعليقات