&
القاهرة- نبيل شرف الدين: المخرجة المصرية إيناس الدغيدي حالة خاصة ، فهي دائماً تثير بأعمالها ردود فعل متباينة .. سواء في أوساط الجمهور أو النقاد ، ليس فقط بسبب مشاهد أفلامها الساخنة ، لكن أيضاً لأنها تخترق بإصرار مناطق ملغومة مما يعرف بالمسكوت عنه في حياتنا الاجتماعية ، وفي فيلمها الأخير "مذكرات مراهقة" اعتبره البعض يشكل إساءة للفتاة المصرية ، وهو ما أدى الي قيام احدى
المواطنات برفع قضية ضدها ، وفي هذا الحوار تؤكد الدغيدي أن التاريخ في صالحها .. وأن من يهاجمها هم أول من يسرعون لمشاهدة أفلامها .
تقول إيناس الدغيدي : رد فعل الفيلم ممتاز ، بدليل الايرادات التي حققها والاقبال الجماهيري عليه سواء من الشباب والبنات أو الآخرين.. والفيلم لايسيء الي المرأة بأي شكل كما تدعي من قامت برفع القضية ضدي فهي لم تشاهد الفيلم وانما رفعت القضية لأني قلت في أحد الأحاديث الصحفية ان أغلبية المراهقات وقعن في المحظور وذلك سياق مقاله.. وأنا أقصد ان هناك كثيراً من العادات المحظورة تقع فيها الفتاة ثم لماذا يعترضون علي الفن الذي أقدمه مادام لهم ايضا الحق في التعبير عما يؤمنون به وعموما هم يقدمون دعاية مجانية للفيلم الذي علي عكس مايدعون فهو يحذر البنت في سن المراهقة لأن المجتمع يحكم بالإعدام علي البنت اذا خرجت عن العادات والتقاليد بل ان الفيلم يرصد حالة البنات ويحصرهن في واحدة من أربع حالات طرحها الفيلم وبالعكس أنا متعاطفة جدا مع البنت المصرية.
ويؤكد الفيلم ان الخلل في المجتمع فنحن نعيش ازدواجية ونفاقا اجتماعيا.. وأنا أرفض تماما ان نحكم علي الفن بمعايير أخلاقية وانما لابد ان نقيم الفيلم من النواحي الفنية وأهمية الموضوع المطروح.
جبهة معارضة
وتواصل إيناس الدغيدي قائلة : أنا لا أنكر ان لي جبهة معارضة وذلك لأني أكثر صراحة من الآخرين ولا اسير أو أجري وراء المهرجانات ومع ذلك تختار أفلامي في المهرجانات الي جانب أني أكثر وضوحا في تعاملي مع السينما وأكثر صراحة من آخرين يعملون في السينما ويخشون ان يطرحوا أفكارهم صراحة الي جانب أني لايهمني في عملي أي انسان غير جمهوري وعموما من يريد ان يهاجمني أهلا وسهلا ويكفي أن أصبح لديهم حساسية اسمها "ايناس الدغيدي" لدرجة ان هناك أفلاماً ينسبونها لي وأنا لست مخرجتها مثل "نزوة" و"كابوريا" ولكن أتعامل بطبيعية جدا فأنا غير معقدة.
وتضيف ايناس الدغيدي: طبعا عندي خبرة تجعلني أشعر بان هذا الموضوع سوف يثير جدلا أم لا وعلي سبيل المثال فيلم "الوردة الحمراء" شعرت انه سيكون فيلما عاديا ولن يحدث أي رد فعل ولكن كان لابد ان أقدمه لأن العمل السينمائي يحتاج دائما الي الاستمرارية وعدم البعد عن الساحة ولكن حين أجد فيلما متميزا أنا علي أتم الاستعداد أن أتحمل أي حرب من أجله.
شخصية صلبة
وتؤكد ايناس الهجوم يزيدني اصرارا فأنا شخصية صلبة جدا صعبة الاهتزاز وذلك ليس من منطلق العند وانما لأني مقتنعة بما أقدمه وأنا مؤمنة بأن الجدل جزء من النجاح وأنا أثبت وجودي من خلال اعمالي وليس لمجرد أن أقول للرجل أنا موجودة هذا لا يعيبني ومنذ أول عمل لي وقد اثبت وجودي لأني مؤمنة بما أقدمه وقد حققت النجاح من أول أعمالي. "عفوا أيها القانون"
ونفت ايناس ان يكون الغرور قد تملكها عندما تكتب أسماء أبطال الفيلم الجديد وقالت ان هذا طلبهم لأنهم غير معروفين وخشينا أن نضع اسماءهم علي الأفيش حتي لايقبل عليه الجمهور وذلك قد يكون ضد الفيلم وثقة من جمهوري الذي يعلم مستوي أفلامي وضعت اسمي لكن اذا كان معي نجم مثل يسرا أو الهام أو محمود عبدالعزيز أو أي نجم طبعا كنت سأكتب اسمه أولا.
الجنس .. الجنس
المشاهد الساخنة في أفلامي أسلوب أنفذ به أفكاري وطريقة اخراج أفلامي ثم ان ذلك يكون في مشهد أو مشهدين وحين اتحدث عن الجنس يكون ذلك عن صفات الشخصية وجزء من رسم علاقاتها الخاصة جدا لابد ان أتناول كل الجوانب حتي ارسم الشخصية بشكل صحيح حتي علماء النفس فعلوا ذلك وعلي سبيل المثال "فرويد" أرجع كل تصرفات الانسان للجنس ومع ذلك نحترمه جداً .
وقالت ان التليفزيون يدخل كل بيت وله محاذيره وذلك من أهم أسباب عدم عملي مع التليفزيون لان لي أسلوبا لن اتنازل عنه وأنا لا أهتم بذلك كثيرا ولاتهزني كلمات أي نقد لأن هؤلاء النقاد الذين يهاجمونني هم أول من يسارعون الي مهرجان "كان" لمشاهدة أفلام يعلمون هم ماهي طبيعتها جيدا.. وعموما أنا أعلم ان أسلوبي قد لايتناسب مع التليفزيون لذلك السينما أكثر حرية بالنسبة لي والتليفزيون قيد لأنه مرتبط بأسر وأطفال ولكن اذا عرض علي عمل تليفزيوني وأعجبني ما المانع ان اتكيف الي حد ما.
واشارت ايناس الدغيدي الي أنه لايوجد موقف من أفلامي بدليل ان الجمهور يقبل عليها وتحقق ايرادات والناس تقف طوابير أمام شباك التذاكر لمشاهدة العمل وما يقال عمل دعاية كبيرة للعمل وثقتي في الجمهور كبيرة وهذا هو الفيصل. ولكني أقوم بانتاج أعمالي حتي أكون أكثر حرية في تناولها لأني أضع الفن نمرة واحدة ومليون أمام عيني لكن المنتج عينه علي شباك التذاكر.
وعموما أنا أكتب ايضا كما أنني صاحبة الفكرة في معظم أعمالي واذا جاءتني قصة جاهزة لاخراجها لابد ان تكون لي وجهة نظر في كل ما أقدمه.
وأكدت أن الرقابة متفهمة جدا وإذا حدث أي نقاش أو حذف يكون بسيطا وليس في أشياء جوهرية ولذلك ليست لدي مشكلة رقابية.
تهديد بالقتل
وفي ختام الحوار سألناها :
* هل ترين نفسك مظلومة في الهجوم الذي يشنه الكثيرون ضدك ؟

بالعكس أنا لست مظلومة وصوتي أعلى من اناس كثيرين وأنا واثقة ان التاريخ مع أعمالي وأنا موجودة والذين يهاجمونني سوف يشيدون بأعمالي في المستقبل وحدث ذلك مع المخرج الكبير حسن الإمام هوجم كثيرا وحين رحل الكل اعترف له بأنه مدرسة وأسلوب متميز.

* وهل فعلا تلقيت تهديدات بالقتل ؟
جاءت لي كشوفات باسماء أحلت بعض الجماعات الارهابية دماءهم وكنت ضمن هذه الكشوف ولكني لا أخاف من الموت لأني مؤمنة أني لا أفعل شيئا خطأ والموت شيء قدري فلماذا أخشاه مادمت مؤمنة بكل ما أفعله.
وعن أحدث أفلامها قالت: الفيلم القادم فكرتي وهو بعنوان "شلالات فياجرا" سياسي كوميدي واتوقع ضجة كبيرة حوله لأنه يثير قضية هامة .