&
محمد نون : دخلت تداعيات اللقاءات السرّية بين مسؤولين إيرانيين وأميركيين مرحلة جديدة, إذ طلبت حكومة الرئيس محمد خاتمي من وزارة الاستخبارات التحقيق في اجتماعات (سرية) محتملة بين أولئك المسؤولين, إثر تحرك مكثف لنواب إيرانيين في اتجاه عواصم أوروبية.
وقال الناطق باسم الحكومة عبدالله رمضان زاده في لقاء صحافي أمس إن طهران ترفض من حيث المبدأ مثل تلك الاتصالات. وكشف ان الحكومة طلبت الاسبوع الماضي من وزارة الاستخبارات (تحديد هوية الذين يحتمل انهم شاركوا في محادثات مع الولايات المتحدة).
وحرصت أجهزة الحكم الإيراني على نفي ضلوعها بتلك الاتصالات التي باتت تُعرف بـ(قبرص غيت), كما نفت مصادر قريبة إلى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني أي علاقة لها بالأمر, بعدما سربت مصادر اصلاحية معلومات تفيد ان قريبين إليه كانوا (بين الذين نظموا اللقاءات).
وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان محسن ميردامادي أكد (حصول لقاءات سرية مع الأميركيين, ليس من جانب الحكومة الايرانية والمؤسسات الرسمية بل على مستويات أخرى).
وما أثار قلق أوساط الإصلاحيين ان الاتصالات حصلت (من وراء ظهرهم) على رغم انهم دعاة ازالة التوتر مع الادارة الاميركية. وأبلغت اوساط اصلاحية مطّلعة (الحياة) ان الخلاف على العلاقة مع الولايات المتحدة (لم يعد يركز على مبدأ اجراء مفاوضات مباشرة أو العكس, بل على الزمان المناسب والظروف التي يمكن فيها حصول التفاوض).
وتجمع المواقف المعلنة للطرفين الاصلاحي والمحافظ على ان الظروف الحالية ليست مناسبة لفتح حوار مباشر مع الادارة, اثر التهديدات التي اطلقتها واشنطن ضد ايران. وفي انتقاد ضمني لأميركا, قال الرئيس محمد خاتمي أمس إن (الذين يستخدمون العنف ويفرضون اجواء الحرب على العالم بذريعة مكافحة الإرهاب, يكررون تجربة تاريخية فاشلة وعليهم أن يتحملوا المسؤولية).
واللافت ان البرلمان الايراني (الاصلاحي) بدأ تحركاً مكثفاً هذا الاسبوع في اتجاه عدد من العواصم الأوروبية, إذ تزور وفود من المجلس بريطانيا والمانيا ورومانيا لاجراء محادثات مع مسؤولين في حكومات هذه الدول وبرلماناتها. وكان وفد مماثل رافق وزير الخارجية كمال خرازي إلى نيويورك الأسبوع الماضي, للمشاركة في قمة الطفل التي نظمتها الأمم المتحدة. وأثار هذا التحرك تساؤلات عما اذا كانت الزيارات شهدت أي لقاء بين نواب إيرانيين وأميركيين. (الحياة اللندنية)