&
يعتبر (مجلس تحسين التفاهم العربي - البريطاني) (كابو) جماعة الضغط المؤيدة للعرب الوحيدة من نوعها في اوروبا. لكن ما لم يتمكن من الحصول على دعم مالي جدي في المستقبل القريب فإنه قد يُضطر - مرغماً - الى التوقف عن النشاط.
وتمكن المجلس قبل اربع سنوات من جمع حوالي مليون جنيه استرليني. لكن مصاريفه تزيد على 250 ألف جنيه استرليني سنوياًً, واذا استمر هذا الوضع فإن امواله ستنفد في الخريف المقبل.
وفي 15 كانون الثاني (يناير) الماضي, اُطلق في مؤتمر صحافي نداء لجمع مليوني جنيه استرليني. واُقيمت حفلة عشاء لجمع التبرعات في مجلس العموم كان المتحدث الرئيسي فيها روبن كوك رئيس البرلمان. وفي وقت لاحق, قام وفد ضم ستة اشخاص برئاسة النائب روبرت جاكسون, الرئيس المشارك لـ (كابو) من المحافظين, بزيارة الى المملكـــة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة. كما جرت زيارات الى ليبيا واليمن وقطـــر. لكن لم يُستلم, حتى ايار (مايو) الجاري, أي شيك تزيــــد قيمته على 50 الف جنيه استرليني. أما حفلة العـــشــــاء, التي اُقيمــت بشكل اساســــي للأثريــــاء من افــــراد الجالية العربية في بريطانيا, فأنهـــا غطّــــت بالكـــاد تكاليفها. ولــــم تستجب اية حكومة عربيـة حتى الآن لنداء المناشدة بالتبرع.
ولقي (كابو) تشجيعاً كبيراً من مؤيدين في السعودية واليمن, واُستلمت تبرعات متواضعة كثيرة من اعضاء (كابو) واصدقائه في المملكة المتحدة. وساعدت هذه التبرعات على تمكينه من البقاء وتفادي اغلاقه حتى الآن. واستطاع (كابو) ان يزيد عدد (رعاته), الذين يتبرع كل منهم بـ 500 جنيه استرليني او اكثر مقابل الحصول على عضوية مدى الحياة, الى 51 راعياً. وهم من خلفيات متنوعة وبلدان مختلفة كثيرة.
ان (كابو) ليس منظمة تجارية. فهو يعتمد على التبرعات السخية للبقاء, وتُبذل مساعٍ نشيطة لجمعها, كما جرت الاشارة, داخل بريطانيا وخارجها. والجدير بالذكر ان كلفة ادارته ضئيلة على نحو مدهش, اخذاً بالاعتبار ان مقره في لندن. ويرجع الفضل في ذلك جزئياً الى الرواتب الواطئة التي تدفع لموظفيه الذين اُختيروا بعناية ويمتازون بالخبرة والتفاني. ويوجد مقره في (المركز العربي - البريطاني), وهو منظمة خيرية. وقد اُضطر هذا المركز بسبب مشاكله المالية الى بيع بنايته الواقعة قرب شارع (غلوستر رود) والانتقال الى مبنى اصغر. ولجأ (كابو) الى خفض مصاريفه وتقليص عدد موظفيه. ومع وجود خمسة موظفين دائميين فقط حالياً - بالاضافة الى المساعدة التي يقدمها متطوعون - سيكون من الصعب النهوض بمسؤولياته الكثيرة اذا كان عددهم أقل. ويأتي هذا في وقت يتلقى طلبات لتقديم الدعم أكثر من أي وقت مضى.
ويتمثل الدور الرئيسي للمجلس في توفير مظلة لكل التنظيمات السياسية في المملكة المتحدة التي تبدي اهتماماً بالبلدان العربية الـ 21. وكان عند تأسيسه في تموز (يوليو) 1967 منظمة بريطانية بدرجة اساسية تتناول الشؤون البريطانية العربية. لكنه اليوم يرى نفسه كمنظمة بريطانية - عربية تتناول الشؤون البريطانية العربية, وتعمل على نحو وثيق مع الجالية العربية في بريطانيا التي يُعتقد انها اكبر من الجالية اليهودية. ونائبا الرئيس المشاركان للمجلس هما عبد المجيد فريد والدكتورة غادة الكرمي.
ويبلغ عدد اعضاء (كابو) حوالي 800 من ارجاء بريطانيا وبعضهم من خارجها. وهو يشارك في مجموعة متنوعة من الانشطة على مستويات عدة. وتتضمن هذه الانشطة إدامة صلات فاعلة مع الوزراء في الحكومة البريطانية ومستشاريهم السياسيين, والتنسيق على نحو وثيق مع وزارة الخارجية. وهو ينشط بشكل خاص في البرلمان, ورئيسه المشارك من حزب العمال هو النائب جون اوستن الذي يشغل حالياً منصب رئيس القسم البريطاني في الاتحاد البرلماني الدولي. ويتولى المجلس تنظيم وفود برلمانية تضم ممثلين عن كل الاحزاب الى العالم العربي, وندوات متخصصة لنواب البرلمان واعضاء مجلس اللوردات حول قضايا اساسية.
ويوفر (كابو) متكلمين متخصصين حول الشرق الاوسط, ويراقب ما تنشره وسائل الاعلام البريطانية, ويرصد التغطية الجيدة والسيئة للاحداث المتعلقة بالعرب. وتمكن من نشر اكثر من 40 رسالة في الصحافة مند بدء انتفاضة القدس. ويفخر المجلس ببرنامجه التعليمي, ويقوم بارسال متحدثين الى المدارس والجامعات في ارجاء البلاد. وشملت الزيارات خلال العام الاكاديمي الماضي حوالي ستين مدرســــة, وقدّمــــت خلالها معلومات اساسية عن العالــــم العربي. ولا توجد في بريطانيا منظمة اخرى مؤيدة للعرب تـــؤدي دوراً مماثــلاً.
وفي الاسابيع الاخيرة, تحرك (كابو) بنشاط كبير في ما يتعلق بالازمة في فلسطين, ونشر اعلاناً في اربع صحف بريطانية رئيسية يدعو الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية مستقلة. وحظي هذا المطلب بتأييد اكثر من 50 نائب واكاديمي وصحافي بريطاني. كما ينظم المجلس حملة ضد غزو اميركي للعراق.
الوقت متأخر, لكنه لم يفت بعد لانقاذ (كابو). لقد عمل المجلس على مدى 35 عاماً من اجل تفاهم وتسامح اكبر بين بريطانيا والعالم العربي, وهو يطمح الى مواصلة هذا الجهد في المستقبل. ألن يكون ضرباً من الجنون ان نسمح له بأن يختفي في هذا الظرف بالذات من التوتر المتصاعد في الشرق الاوسط؟
&
&
سياسي بربطاني, مدير (مجلس تحسين التفاهم العربي - البريطاني) (كابو).(الحياة اللندنية)