&
تحدث هذه الأيام في مملكة البحرين تطورات وخطوات غير مسبوقة نحو الديمقراطية بدءا من التصويت على الميثاق الوطني الذي حاز أغلبية ساحقة، مما يظهر تطلع الشعب نحو الديمقراطية والعمل مع مؤسس قواعدها صاحب العظمة ملك مملكة البحرين المعظم حيث انه أثبت مصداقيته في كل ما قال بخصوص التطور السياسي والديمقراطي وحرية الرأي لهذه المملكة الفتية، وها هو يقدم مثال العمل الصادق في تطبيق هذه الأسس، ومما يثبت جدية الملك في هذا المجال السياسي والديمقراطي هو طرح انتخابات المجلس البلدي وجعل تعيين أعضاء هذا المجلس عن طريق التصويت الحر، حيث كان بالإمكان تعيين هؤلاء الأعضاء من قبل الحكومة وذلك لأنها ليست من المطالب الرئيسية للقوى السياسية ولكن الملك قال في كلمته السامية:
"أريد الشعب أن يختار ممثليه في هذا المجلس" ضاربا أعظم دروس الجد والمصداقية في الارتفاع بهذا الشعب الى درجات عليا من الحرية والديمقراطية، أبهر بها أكبر رموز القوى السياسية، الذي اعترف بهذا العمل على فضائية تليفزيون البحرين بكل صراحة أمام الجميع في برنامج حياكم ــ معانا حلقة الانتخابات البلدية، بأن انتخابات المجلس البلدي لم تكن من مطالبنا، بل فاجأنا بها صاحب العظمة ملك البلاد المفدى، حيث مطالبنا كانت تتركز في إقامة البرلمان والانتخابات البرلمانية. المهم أن عظمة الملك أثبت مصداقية سامية في هذا المجال وجاءت انتخابات المجالس البلدية وقدم المرشحون أنفسهم. واجتهد كل منهم بطريقته للفوز بمقعد في المجلس البلدي، وظهر جليا أول مرة في تاريخ البحرين ترشيح المرأة لنفسها آملة في الفوز، وبهذا تكون قد كسبت فوزا كبيرا ومكانة في مجال تحررها الذي منحها إياه صاحب العظمة ملك البلاد المفدى. بعد انتهاء الانتخابات للمجلس البلدي، نبارك لمن فاز ونتمنى له كل التوفيق في أداء عمله على أحسن وجه وخدمة هذه المملكة الفتية ومن لم يفز نقول له : (هارد لك) هناك جولة ثانية بعد أربع سنوات يجب الإعداد لها للدخول مرة ثانية بخبرة انتخابية أكثر نضجا للناخب والمنتخب، وإذا لا تستطيع الانتظار فهناك انتخابات البرلمان التي ستحل في أكتوبر يمكنك الخوض فيها وعسى الله أن ينصرك. وكذلك بعد أن انتهت الانتخابات، نود توجيه الشكر الكثير الى الشيخ أحمد عطية الله آل خليفة الرئيس التنفيذي للانتخابات الذي أثبت جدارة أبناء هذا البلد في أمور كثيرة، خاصة بالنسبة إلى الانتخابات التي لم تحصل في مملكة البحرين منذ فترة طويلة، بل هي جديدة على الجيل الجديد جيل الشيخ أحمد ودائرة الإحصاء المركزي بكل العاملين فيها الذين اجتهدوا لإدارة الانتخابات بطرق متطورة وسريعة فحققوا النجاح في عملهم.
ولكن ما إن انتهت فترة الانتخابات، حتى صحت الأقلام من غفوتها فبدأت الانتقادات تجاه الانتخابات، ابتداء بسقوط المرأة فيها، حيث انها لم تحقق أي فوز، ثم الطعن في الديمقراطية واتهام الجمعيات الاسلامية والسياسية وحتى التعاونية، وكلام كثير جاء متأخرا جدا، فكان الأولى بهم تحريك هذه الأقلام قبل بدء الفترة الانتخابية بمدة لتوضيح الأمور للناس وتوخي الحذر حيث بدأت الحرب القلمية بين التيارات المختلفة منها السياسية والدينية والديمقراطية والليبرالية وحتى الهمجية، الكل يريد أن يظهر معرفته بالأمور الانتخابية والديمقراطية، حتى ان البعض ذهب بعيدا جدا عن الواقع، وأخذ يقارن تجربة البحرين الانتخابية البكر بأمم قطعت مسافات طويلة في هذا المجال وبعيدة كل البعد عما نحن عليه، "والله حرام"! أتمنى من هذه الأقلام الواعية، التسويق للانتخابات البرلمانية القادمة عن طريق الشرح والتفسير والنصائح للشعب وترك الانتخابات البلدية خلفهم، حيث انها أصبحت في خبر كان، حتى لا نعيد خطأ التوقيت مرة أخرى، فإن كانت نائمة أو غافلة عن الانتخابات البرلمانية إذاً فلتصحُ من الآن، لأنه لم يبق وقت كثير أمامنا، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وما أدهشني دخول أقلام كثيرة وجديدة رأينا صحوتها بعد انتهاء الانتخابات البلدية، دخلت هذه الأقلام الصحف اليومية "للمط" في موضوع الانتخابات والديمقراطية وللمجادلة من أجل المجادلة فقط، تخلط الحابل بالنابل، و"بدل ما تكحلها عمتها" متناسية واقع الحال فينا من عرب ومسلمين، فلابد من الاعتراف بأننا مازلنا من دول العالم الثالث وان الديمقراطية التي يحكون أو يكتبون عنها لن ترفعنا في يوم وليلة الى العالم الأول. إن الديمقراطية والحرية اللتين أهدانا إياهما صاحب العظمة هي وليدتان في مهدهما، وله في ذلك حكمة، حيث اننا لابد من الاعتناء بهما وتربيتهما تربية طيبة لكي تكبرا وتترعرعا، ثم لتكون هذه الديمقراطية من تربيتنا لا دخيلة علينا حتى نجني ثمارها، لا أن نئدها في مهدها، إنه أعطانا مسئولية الاهتمام بهذه الديمقراطية والسهر عليها فالأب والأم هما اللذان يعتنيان بالوليد الصغير وفي هذه الحالة رجال المجتمع ونساؤه مطالبون بالاعتناء بهذه الديمقراطية.
ان وسائل "حروب" الحملات الانتخابية متعددة، حيث ان في الولايات المتحدة الأمريكية تكتسب الحروب الانتخابية أنماطا شرسة، كالتشهير بالمرشح من خلال علاقاته الغرامية الى حد عرض صور له مع عشيقاته متخطين كل أمور الأخلاق والخصوصية الشخصية والعائلية، فكل مرشح يستخدم في حربه الانتخابية كل الطرق لتشويه سمعة خصومه ضاربين بالقيم الأخلاقية عرض الحائط في سبيل الفوز، والحمد لله ان انتخاباتنا الأولية تعففت عن هذه الطرق اللاأخلاقية. إن أكبر دليل على وأد الديمقراطية وهي في مهدها، ما قامت به حواء بعدم أخذ أمور خسارتها بتصرف ديمقراطي وقبول الأمر الواقع وان من يفز في الانتخابات ليس هو الأفضل وانما هناك تكتلات سياسية واجتماعية ومصالح تهيىء الفوز للمرشح دون غيره، هل تعتقدون ان الرئيس جورج بوش الابن هو الرجل المناسب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وهي الدولة الأقوى في العالم؟ في نظري انه أسوأ رئيس للولايات المتحدة الأمريكية ولكنه فاز في الانتخابات الرئاسية، وهل تتذكرون السيدة تاتشر التي فازت في الانتخابات لرئاسة وزراء الحكومة البريطانية ثلاث مرات؟ إن ما قامت به كرئيسة للوزراء لم يستطع الرجال القيام به، وخير دليل بقاؤها في سدة الحكم 3 مرات، إنها أول رئيسة وزراء لبريطانيا التي أنهت عهد النقابات العمالية التي كانت الأقوى في بريطانيا، انها كانت تغير مناصب الرجال من وزرائها بمزاجها حتى اشتهرت بهذه العملية، كما انها هزمت الرئيس الأرجنتيني وهو رجل عندما أراد ضم جزر الفوكلاند إلى الأرجنتين، انها أقوى رئيسة وزراء لبريطانيا ولذلك سميت المرأة الحديدية ولكن عندما سقطت في الانتخابات تنحت بكل فخر واعتزاز فلم تتوسل لملكة بريطانيا لإعطائها مقعدا في أي من المجالس. إن استنجاد حواء بالملك لإعطائها مقعدا أو اثنين في المجلس البلدي مستغلة طيبة قلب الملك المعظم والعطف الذي يوليه إياها دائما لهو إنكار للديمقراطية ونقول : "رجعت حليمة لعادتها القديمة"، هل هذه هي الديمقراطية يا حواء؟ أمور لابد أن تتداركيها قبل الدخول في المعركة الانتخابية، وهذه الأمور بديهية جدا ولكنها غابت عن أختنا حواء، هل كنت تتوقعين أن رجال الدين ومشايخه سيفرشون لك البساط الأحمر عند باب المجلس البلدي؟ هل تستطيعين إدارة منطقتك وأنت حديثة العهد بهذه التجربة؟ إننا أرسينا تقاليد الديمقراطية الحديثة ولكن لاتزال هناك ترسبات قديمة في نظرة الرجل لك لم تستطيعي الإعداد لها جيدا وفهمها. إن أمور العاطفة والنظرة إليك بحنان، لا تفيد في هذا السياق، وربما لسوء حظك ان منطقتك "مفخخة" بجمعيات إسلامية، ومنافسيك إسلاميون، فلابد من الصبر والنظر الى الأمور نظرة عقلانية، حتى ولو انك لم تفوزي، ابدئي بالمساهمة في أعمال المجلس البلدي بأعمال تطوعية، تبرزين من خلالها مقدرتك على القيام بالأمور العملية في خدمة حارتك ومجتمعك، فلا تنظري الى (أنديرا غاندي) أو (مسز تاتشر) فهاتان المرأتان اللتان تبوأتا أعلى مناصب الدولة في بلديهما لأنهما سبقانا الى الديمقراطية بمئات السنين بل انظري حولك الى أختك القطرية التي أصابها ما أصابك وأختك الكويتية التي مازالت تحلم وتحسدك على ما أنت فيه من نعيم. وبالرجوع الى اخواننا الرجال الذين ألقوا أسباب فشلهم على الجمعيات الاسلامية وهم من اخواننا الديمقراطيين أو الليبراليين، حتى ظهرت قضية "الكابونات"، فاخواننا الاسلاميون الذين دعمتهم الجمعيات الاسلامية وفازوا في الانتخابات، لابد أن يفهموا دور الجمعيات الاسلامية في المجتمع البحريني في الوقت الحاضر، بل دور الجماعات الاسلامية في الوطن العربي ككل، ولابد أن نستنتج ان هناك حربا بين العلمانيين والاسلاميين والكل يريد النصر لنفسه، فلابد أن ندرك حجم الشعبية التي حظي بها أسامة بن لادن بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر حيث أصبح في نظر البعض بطلا. وفي مجتمع البحرين، منذ فترة طويلة وهذه الجمعيات الاسلامية تساعد وتسهر على راحة الفقراء منهم، وعددهم ليس بقليل، وهنا لا نقصد الفقراء بالمعنى الحرفي وإنما نقصد ذوي الحاجة الذين في أغلب الأحيان لا يستطيعون شراء مكيف أو غسالة لعائلتهم فتتدبر أمورهم الجمعيات الاسلامية وهي تقوم مشكورة بهذا العمل الجليل، وفي الآونة الأخيرة بدت الصحوة فتدين الكثير من الشباب بتربية اللحية وتقصير الثوب، فهل يريد اخواننا العلمانيون أو الليبراليون أن تروح أصوات هذه الطبقة من الناس اليهم في فترة الانتخابات وترك المرشحين المدعومين من الجمعيات الاسلامية في حين ان هذه الجمعيات تساعدهم منذ فترة ليست بقصيرة؟ هل هذا جزاء المعروف؟ فلو كان في يد المرشحين الليبراليين "كوبونات" لاستخدموها في سبيل الفوز. لا بد من ترك أمور الانتخابات البلدية خلفنا وعدم التركيز وتحليل الديمقراطية من خلالها، والالتفات الى أمور كثيرة في مملكتنا العزيزة تحتاج إلى كثير من الاهتمام. لا بد من تسخير الديمقراطية لمصلحتنا ولتجميع الشمل، لا لبث الفتنة والتفرقة، وعدم السماح للمدسوسين بالاصطياد في المياه العكرة. لا بد من الالتفات الى النهضة الاقتصادية والتجارية والعمالية لمملكة البحرين وما تتطلبه من العمل الجاد في محاربة البطالة والفساد المالي والإداري والكتابة وتثقيف المجتمع في أمور اقتصادية وعلمية وحياتية بدل طرح مواضيع الانتخابات بأساليب متكررة حتى أصبحت الجرائد اليومية لا تخلو منها. أرجو اننا قد صحونا من تأثير مخدر الانتخابات والديمقراطية لنبدأ حياة مليئة بالعمل الجاد والمنتج.(أخبار الخليج البحرينية)
"أريد الشعب أن يختار ممثليه في هذا المجلس" ضاربا أعظم دروس الجد والمصداقية في الارتفاع بهذا الشعب الى درجات عليا من الحرية والديمقراطية، أبهر بها أكبر رموز القوى السياسية، الذي اعترف بهذا العمل على فضائية تليفزيون البحرين بكل صراحة أمام الجميع في برنامج حياكم ــ معانا حلقة الانتخابات البلدية، بأن انتخابات المجلس البلدي لم تكن من مطالبنا، بل فاجأنا بها صاحب العظمة ملك البلاد المفدى، حيث مطالبنا كانت تتركز في إقامة البرلمان والانتخابات البرلمانية. المهم أن عظمة الملك أثبت مصداقية سامية في هذا المجال وجاءت انتخابات المجالس البلدية وقدم المرشحون أنفسهم. واجتهد كل منهم بطريقته للفوز بمقعد في المجلس البلدي، وظهر جليا أول مرة في تاريخ البحرين ترشيح المرأة لنفسها آملة في الفوز، وبهذا تكون قد كسبت فوزا كبيرا ومكانة في مجال تحررها الذي منحها إياه صاحب العظمة ملك البلاد المفدى. بعد انتهاء الانتخابات للمجلس البلدي، نبارك لمن فاز ونتمنى له كل التوفيق في أداء عمله على أحسن وجه وخدمة هذه المملكة الفتية ومن لم يفز نقول له : (هارد لك) هناك جولة ثانية بعد أربع سنوات يجب الإعداد لها للدخول مرة ثانية بخبرة انتخابية أكثر نضجا للناخب والمنتخب، وإذا لا تستطيع الانتظار فهناك انتخابات البرلمان التي ستحل في أكتوبر يمكنك الخوض فيها وعسى الله أن ينصرك. وكذلك بعد أن انتهت الانتخابات، نود توجيه الشكر الكثير الى الشيخ أحمد عطية الله آل خليفة الرئيس التنفيذي للانتخابات الذي أثبت جدارة أبناء هذا البلد في أمور كثيرة، خاصة بالنسبة إلى الانتخابات التي لم تحصل في مملكة البحرين منذ فترة طويلة، بل هي جديدة على الجيل الجديد جيل الشيخ أحمد ودائرة الإحصاء المركزي بكل العاملين فيها الذين اجتهدوا لإدارة الانتخابات بطرق متطورة وسريعة فحققوا النجاح في عملهم.
ولكن ما إن انتهت فترة الانتخابات، حتى صحت الأقلام من غفوتها فبدأت الانتقادات تجاه الانتخابات، ابتداء بسقوط المرأة فيها، حيث انها لم تحقق أي فوز، ثم الطعن في الديمقراطية واتهام الجمعيات الاسلامية والسياسية وحتى التعاونية، وكلام كثير جاء متأخرا جدا، فكان الأولى بهم تحريك هذه الأقلام قبل بدء الفترة الانتخابية بمدة لتوضيح الأمور للناس وتوخي الحذر حيث بدأت الحرب القلمية بين التيارات المختلفة منها السياسية والدينية والديمقراطية والليبرالية وحتى الهمجية، الكل يريد أن يظهر معرفته بالأمور الانتخابية والديمقراطية، حتى ان البعض ذهب بعيدا جدا عن الواقع، وأخذ يقارن تجربة البحرين الانتخابية البكر بأمم قطعت مسافات طويلة في هذا المجال وبعيدة كل البعد عما نحن عليه، "والله حرام"! أتمنى من هذه الأقلام الواعية، التسويق للانتخابات البرلمانية القادمة عن طريق الشرح والتفسير والنصائح للشعب وترك الانتخابات البلدية خلفهم، حيث انها أصبحت في خبر كان، حتى لا نعيد خطأ التوقيت مرة أخرى، فإن كانت نائمة أو غافلة عن الانتخابات البرلمانية إذاً فلتصحُ من الآن، لأنه لم يبق وقت كثير أمامنا، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وما أدهشني دخول أقلام كثيرة وجديدة رأينا صحوتها بعد انتهاء الانتخابات البلدية، دخلت هذه الأقلام الصحف اليومية "للمط" في موضوع الانتخابات والديمقراطية وللمجادلة من أجل المجادلة فقط، تخلط الحابل بالنابل، و"بدل ما تكحلها عمتها" متناسية واقع الحال فينا من عرب ومسلمين، فلابد من الاعتراف بأننا مازلنا من دول العالم الثالث وان الديمقراطية التي يحكون أو يكتبون عنها لن ترفعنا في يوم وليلة الى العالم الأول. إن الديمقراطية والحرية اللتين أهدانا إياهما صاحب العظمة هي وليدتان في مهدهما، وله في ذلك حكمة، حيث اننا لابد من الاعتناء بهما وتربيتهما تربية طيبة لكي تكبرا وتترعرعا، ثم لتكون هذه الديمقراطية من تربيتنا لا دخيلة علينا حتى نجني ثمارها، لا أن نئدها في مهدها، إنه أعطانا مسئولية الاهتمام بهذه الديمقراطية والسهر عليها فالأب والأم هما اللذان يعتنيان بالوليد الصغير وفي هذه الحالة رجال المجتمع ونساؤه مطالبون بالاعتناء بهذه الديمقراطية.
ان وسائل "حروب" الحملات الانتخابية متعددة، حيث ان في الولايات المتحدة الأمريكية تكتسب الحروب الانتخابية أنماطا شرسة، كالتشهير بالمرشح من خلال علاقاته الغرامية الى حد عرض صور له مع عشيقاته متخطين كل أمور الأخلاق والخصوصية الشخصية والعائلية، فكل مرشح يستخدم في حربه الانتخابية كل الطرق لتشويه سمعة خصومه ضاربين بالقيم الأخلاقية عرض الحائط في سبيل الفوز، والحمد لله ان انتخاباتنا الأولية تعففت عن هذه الطرق اللاأخلاقية. إن أكبر دليل على وأد الديمقراطية وهي في مهدها، ما قامت به حواء بعدم أخذ أمور خسارتها بتصرف ديمقراطي وقبول الأمر الواقع وان من يفز في الانتخابات ليس هو الأفضل وانما هناك تكتلات سياسية واجتماعية ومصالح تهيىء الفوز للمرشح دون غيره، هل تعتقدون ان الرئيس جورج بوش الابن هو الرجل المناسب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وهي الدولة الأقوى في العالم؟ في نظري انه أسوأ رئيس للولايات المتحدة الأمريكية ولكنه فاز في الانتخابات الرئاسية، وهل تتذكرون السيدة تاتشر التي فازت في الانتخابات لرئاسة وزراء الحكومة البريطانية ثلاث مرات؟ إن ما قامت به كرئيسة للوزراء لم يستطع الرجال القيام به، وخير دليل بقاؤها في سدة الحكم 3 مرات، إنها أول رئيسة وزراء لبريطانيا التي أنهت عهد النقابات العمالية التي كانت الأقوى في بريطانيا، انها كانت تغير مناصب الرجال من وزرائها بمزاجها حتى اشتهرت بهذه العملية، كما انها هزمت الرئيس الأرجنتيني وهو رجل عندما أراد ضم جزر الفوكلاند إلى الأرجنتين، انها أقوى رئيسة وزراء لبريطانيا ولذلك سميت المرأة الحديدية ولكن عندما سقطت في الانتخابات تنحت بكل فخر واعتزاز فلم تتوسل لملكة بريطانيا لإعطائها مقعدا في أي من المجالس. إن استنجاد حواء بالملك لإعطائها مقعدا أو اثنين في المجلس البلدي مستغلة طيبة قلب الملك المعظم والعطف الذي يوليه إياها دائما لهو إنكار للديمقراطية ونقول : "رجعت حليمة لعادتها القديمة"، هل هذه هي الديمقراطية يا حواء؟ أمور لابد أن تتداركيها قبل الدخول في المعركة الانتخابية، وهذه الأمور بديهية جدا ولكنها غابت عن أختنا حواء، هل كنت تتوقعين أن رجال الدين ومشايخه سيفرشون لك البساط الأحمر عند باب المجلس البلدي؟ هل تستطيعين إدارة منطقتك وأنت حديثة العهد بهذه التجربة؟ إننا أرسينا تقاليد الديمقراطية الحديثة ولكن لاتزال هناك ترسبات قديمة في نظرة الرجل لك لم تستطيعي الإعداد لها جيدا وفهمها. إن أمور العاطفة والنظرة إليك بحنان، لا تفيد في هذا السياق، وربما لسوء حظك ان منطقتك "مفخخة" بجمعيات إسلامية، ومنافسيك إسلاميون، فلابد من الصبر والنظر الى الأمور نظرة عقلانية، حتى ولو انك لم تفوزي، ابدئي بالمساهمة في أعمال المجلس البلدي بأعمال تطوعية، تبرزين من خلالها مقدرتك على القيام بالأمور العملية في خدمة حارتك ومجتمعك، فلا تنظري الى (أنديرا غاندي) أو (مسز تاتشر) فهاتان المرأتان اللتان تبوأتا أعلى مناصب الدولة في بلديهما لأنهما سبقانا الى الديمقراطية بمئات السنين بل انظري حولك الى أختك القطرية التي أصابها ما أصابك وأختك الكويتية التي مازالت تحلم وتحسدك على ما أنت فيه من نعيم. وبالرجوع الى اخواننا الرجال الذين ألقوا أسباب فشلهم على الجمعيات الاسلامية وهم من اخواننا الديمقراطيين أو الليبراليين، حتى ظهرت قضية "الكابونات"، فاخواننا الاسلاميون الذين دعمتهم الجمعيات الاسلامية وفازوا في الانتخابات، لابد أن يفهموا دور الجمعيات الاسلامية في المجتمع البحريني في الوقت الحاضر، بل دور الجماعات الاسلامية في الوطن العربي ككل، ولابد أن نستنتج ان هناك حربا بين العلمانيين والاسلاميين والكل يريد النصر لنفسه، فلابد أن ندرك حجم الشعبية التي حظي بها أسامة بن لادن بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر حيث أصبح في نظر البعض بطلا. وفي مجتمع البحرين، منذ فترة طويلة وهذه الجمعيات الاسلامية تساعد وتسهر على راحة الفقراء منهم، وعددهم ليس بقليل، وهنا لا نقصد الفقراء بالمعنى الحرفي وإنما نقصد ذوي الحاجة الذين في أغلب الأحيان لا يستطيعون شراء مكيف أو غسالة لعائلتهم فتتدبر أمورهم الجمعيات الاسلامية وهي تقوم مشكورة بهذا العمل الجليل، وفي الآونة الأخيرة بدت الصحوة فتدين الكثير من الشباب بتربية اللحية وتقصير الثوب، فهل يريد اخواننا العلمانيون أو الليبراليون أن تروح أصوات هذه الطبقة من الناس اليهم في فترة الانتخابات وترك المرشحين المدعومين من الجمعيات الاسلامية في حين ان هذه الجمعيات تساعدهم منذ فترة ليست بقصيرة؟ هل هذا جزاء المعروف؟ فلو كان في يد المرشحين الليبراليين "كوبونات" لاستخدموها في سبيل الفوز. لا بد من ترك أمور الانتخابات البلدية خلفنا وعدم التركيز وتحليل الديمقراطية من خلالها، والالتفات الى أمور كثيرة في مملكتنا العزيزة تحتاج إلى كثير من الاهتمام. لا بد من تسخير الديمقراطية لمصلحتنا ولتجميع الشمل، لا لبث الفتنة والتفرقة، وعدم السماح للمدسوسين بالاصطياد في المياه العكرة. لا بد من الالتفات الى النهضة الاقتصادية والتجارية والعمالية لمملكة البحرين وما تتطلبه من العمل الجاد في محاربة البطالة والفساد المالي والإداري والكتابة وتثقيف المجتمع في أمور اقتصادية وعلمية وحياتية بدل طرح مواضيع الانتخابات بأساليب متكررة حتى أصبحت الجرائد اليومية لا تخلو منها. أرجو اننا قد صحونا من تأثير مخدر الانتخابات والديمقراطية لنبدأ حياة مليئة بالعمل الجاد والمنتج.(أخبار الخليج البحرينية)
التعليقات