&
الملف السياسي: فرض مناخ 11 سبتمبر وافرازاته وحدة اهداف اشتركت فيها مصالح الهند والولايات المتحدة الاميركية ضد باكستان، فالهند تشعر بخطر الاصولية الاسلامية داخل حدودها وينتابها القلق من التواجد الاسلامي في كشمير،
الذي تمتد جسوره لاراضيها ويتخذ من عقيدة الجهاد سياسة ثابتة، لا تؤرق الحكومة الهندية وحدها، بل تخشى منها الادارة السياسية في واشنطن، وعلى الرغم من النظرة الاميركية "السياسية والامنية" التي اصبحت بعد احداث سبتمبر لاتفصل بين الكفاح الشرعي للشعوب وحلمها القومي في الحفاظ على اراضيها واسترداد اجزاء اخرى توجد بينه وبين الهند خلافات قديمة عليها، الا ان اميركا تقف الى جانب الهند ضد باكستان وخاصة المسلمين الاصوليين ومن ناحية ثانية لاتريد المغامرة بخسارة صداقتها مع حكومة اسلام اباد، التي قدمت لواشنطن تسهيلات سياسية وعسكرية، ودعمتها في حربها ضد ما تطلق عليه "بالحرب ضد الارهاب" فوسط هذا المناخ تعلو صيحات الحرب الهندية الباكستانية من وقت لاخر تلك الصيحات التي طفت على السطح خلال السنوات الاخيرة مرارا وتكرارا وان كانت الاسباب في كل مرة تختلف او تتشابه مع سابقتها وما يتبعها الا ان النتيجة والتجارب اكدت دائما ان الهند وباكستان لاتريدان حربا حقيقة، لانهما اعلم من غيرهما بأوزارها فهل هذه المرة ستكون نسخة من سياسات جس النبض الماضية ام ستنشب حرب بين البلدين؟
الملف السياسي التقى في امستردام الدكتورة "جابي دروب" خبيرة الشئون الآسيوية في حوار حول اجواء التوتر بين الهند وباكستان فقالت: لقد خاضت الهند في الماضي ثلاث حروب ضد باكستان حول منطقة كشمير، وكانت كلها حروبا لم ترق لشمولية المواجهات العسكرية، فكل من البلدين يملك اسلحة نووية، ولن يخاطر اي منهما باستخدامها، لانها ليست في مصلحة الطرفين، والعملية لن تتعدى التلويح بها فقط، واجراء بعض التجارب الصاروخية، وكل هذا يصب في سياسة جس النبض، ولقد انتشرت مؤخرا معلومات "هي في اطار التكهنات" تشير لوجود نوايا هندية لشن حرب سريعة في كشمير، فان كانت توجد مصداقية لهذه التخمينات على سبيل الافتراض، فان باكستان تكون قد استعدت لاجهاض مثل هذا المخطط، في ذات الوقت توجد احتمالات ضعيفة لحدوث ضربات عسكرية لمراكز تدريب العناصر الاسلامية المقاتلة في منطقة كشمير الباكستانية، لكن الهند لن تقدم على هذا العمل قبل الحصول على تأييد عالمي يبدأ من اميركا، يسبقه "بروبا جندا" لنشر معلومات وثائقية ذات مصداقية مقبولة لوجود عناصر ارهابية لها علاقة بتنظيم القاعدة، او تؤكد وجود عناصر مطلوبة من طرف حكومة واشنطن.
ـ هل توجد اسباب جوهرية تلغي فكرة حدوث حرب شاملة بين الهند وباكستان؟ ـ تؤكد نتائج الابحاث والدراسات العسكرية ان تقديرات عدد الضحايا حال حدوث حرب نووية هندية باكستانية قد يصل الى 12 مليون نسمة، وهو رقم يتعدى عمليات ابادة الجنس البشري خلال العقد المنصرم في اندونيسيا، رواندا، منطقة البلقان، اضافة لضحايا اليهود في الحرب العالمية الثانية وبالرغم من وجود مؤشرات تجعل البعض يرجح تصاعد احتمالات حودث حرب نووية، استنادا للحرب الحدودية في كشمير، الا ان الواقع والاسرار العسكرية لاتؤيد تلك الاحتمالات فالعالم لايزال يعاني من عقدة "هيروشيما وناجازاكي" كما اعتقد ان الذاكرة الجماعية التاريخية بدورها لن تسمح بحدوث مثل هذه الحرب، وفي زيارة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد للعاصمة البريطانية لندن الاسبوع الماضي، الذي التقى فيها بخبراء عسكريين، اكد ان واشنطن لن تسمح بحدوث حرب نووية او مواجهة شاملة بين البلدين، وذلك لان اميركا لها مصالح لن تغامر بضياعها في اسيا، اضافة الى ان الهند وباكستان تقعان ضمن دول يطلق عليها "مجموعة دول العقبات" وهو تصنيف امني استراتيجي "اميركي ـ اوروبي" لعدد من الدول التي تملك اسلحة الدمار الشامل، او من لها القدرة على تصنيعها، مثل العراق وكوريا الشمالية وايران وغيرها، ولن يسمح لهذه الدول باستخدام الاسلحة النووية، وعند الضرورة ستتحرك اوروبا واميركا، ولواشنطن وحلف شمال الاطلسي عيون تراقب الاوضاع الداخلية في هذه البلاد، وتربطها خطوط ساخنة برجالات اتخاذ القرارات الخطيرة هناك، ولآسيا خصوصية استراتيجية شديدة الخطورة، فلا يمكن اغفال الصين التي بدورها لن تترك الامر يتفاقم لحرب شاملة هندية باكستانية، فلها مصالح بعضها يتعارض، واخرى تتفق ضمنيا مع اميركا، وهذه الامور ترجح كفة بقاء الوضع مقتصرة على حرب حدودية للمشاة الميكانيكي والمدفعية وصاروخية من وقت لاخر.
ـ الى متى تستطيع اميركا اللعب بالورقة السياسية الهندية الباكستانية لمصلحتها؟ ـ لعله من المفيد ذكر المزيد من عناصر اللعبة الكاملة، لتوضيح اجابة هذا السؤال، فالوضع بالنسبة لباكستان يتعدى الصراع حول كشمير، الامر الثاني انه توجد في جعبة واشنطن الاستراتيجية ملفات كثيرة وعمليات تصفية حسابات مع دول بعينها، بدأت بعضها واخرى لم تفتحها بعد، وواحد من هذه الملفات هو ما يطلق عليه بـ "القنبلة الاسلامية" فقد مرت مرحلة امتلاك باكستان للسلاح النووي بخطوات لن تنساها واشنطن، حيث احاطت هذا الموضوع شبهات بان الرئيس الليبي "معمر القذافي" دعم ماليا مشروع قنبلة نووية باكستانية وحتى هذه اللحظة فان القرار الحاسم في باكستان يوجد في اياد اسلامية، وهو الامر الذي تسعى امريكا لاجهاضه فالاستخبارات الامريكية تسعى لتنفيذ خطة سياسية وضعتها حكومة واشنطن تهدف لفصل الدين عن الدولة في باكستان، حتى يحدث نوع من التوازن السياسي عن بعد، لتصبح باكستان شأنها مثل الهند في سياستها العلمانية، واضيف هنا انه في حقيقة الامر وهذا على عكس ما ينشر في معظم وسائل الاعلام الدولية ان مشكلة كشمير الازمة الظاهرية تدخل في اطار التصفيات، وهي وفقا للمعطيات الاستراتيجية ليست مصدر الازمة الذي يمكنه تفجير الصراع، حيث ان الارث الذي تركته بريطانيا في دول مستعمراتها القديمة له مخاطره ومحاذيره، كما انه بعد احداث 11 سبتمبر فرضت امريكا واجبات سياسية وعسكرية على كل من الهند وباكستان، ظاهرها محاربة الارهاب، وتخفي في طياتها نوعا من "الشراكة الاميركية الحذرة" مع الهند وباكستان تلك التي بدأت منذ سنوات، حينما اجرت كل منهما تجارب نووية، ولعلنا نتذكر وننعش ذاكرة القاريء ان لغة الغرب واميركا واتهامها لباكستان بمساعدة وتمويل "طالبان والقاعدة" في افغانستان، تحولت فجأة الى نوع متناقض لعلاقة مصالح، نجحت اميركا نسبيا في ضم حكومة اسلام اباد للوقوف معها جنبا الى جنب في حربها ضد الارهاب، اذن فيمكننا ان نخلص الى ان اميركا تستطيع اللعب بالورقة السياسية الهندية الباكستانية لمصلحتها، ولكن لمرحلة معينة تتغير او تنتهي بالتحرك الصيني في المنطقة الاسيوية ومن ناحية اخرى بانتهاء ما يسمى بالحرب الاميركية ضد الارهاب، وهي مسألة قد تطول بسبب ان المجتمع الدولي لم يتفق بعد على حسم الخلاف حول توصيف الارهاب فالارهابي في نظر بعض الدول هو مكافح من اجل الحرية الشرعية، والنقيض تماما موجود حيث تعتبر دول اخرى ان العناصر والجماعات التي تحارب بالسلاح من اجل الحرية والاستقلال تدخل في اطار الارهاب، ومع كل ما ذكرته فان اميركا في حيرة من امرها، وهي لاتزال تتأرجح سياسيا، حيث تقف في دائرة لاتحسد عليها لانها فقدت القدرة على الاختيار الصائب، وقد تكون نجحت نسبيا في تحقيق مصالحها مع كل من الهند وباكستان، لكن تبقى مرحلة مؤقتة لن تستمر طويلا.
ـ لكن علاقات اميركا مع الهند تختلف في مستوياتها وتفاصيلها ماهي ابعاد ذلك؟ ـ اميركا كما ذكرت في وضع سياسي واستراتيجي صعب للغاية، حيث تريد ارضاء الهند التي تسعى لمكافحة المد الاصولي داخليا، وتحجيم العمليات العسكرية ضد الهندوس، وباكستان تشعر بالاستياء من هذا الموقف الاميركي، لان حكومة اسلام اباد تؤكد وجود اعتداءات من طرف الهندوس المتطرفين على مسلمي الهند، وتضغط واشنطن على باكستان وتطالبها بضرب المسلمين الاصوليين، هذا التناقض يجعل موقف واشنطن مهددا بانهيار ثقة حكومة الهند وباكستان فيها، اما الاختلاف في نوعية العلاقة فهو نسبي، يقال ان اميركا تربطها علاقة استراتيجية بالهند، بينما باكستان هي علاقة مصلحة فقط، اما الواقع فهي كلها علاقات مصالح ولو تمكنت باكستان من تحقيق اغراض اميركية تفوق ما تقدمه الهند، سيتحول الوضع للعكس، ماتريده اميركا هو احداث تغيير في شبه القارة الهندية، يعتمد على تحجيم دور الصين، وربما عزلها خارج دائرة الصراع لو تمكنت وهو امر صعب للغاية فالصين ليست بالاتحاد السوفييتي السابق، وليس من السهل اتباع ذات المنهج الاميركي معها، لان الصين استوعبت الدرس جيدا واستفادت من التجربة السوفييتية مع الغرب واميركا (البيان الإماراتية)
الذي تمتد جسوره لاراضيها ويتخذ من عقيدة الجهاد سياسة ثابتة، لا تؤرق الحكومة الهندية وحدها، بل تخشى منها الادارة السياسية في واشنطن، وعلى الرغم من النظرة الاميركية "السياسية والامنية" التي اصبحت بعد احداث سبتمبر لاتفصل بين الكفاح الشرعي للشعوب وحلمها القومي في الحفاظ على اراضيها واسترداد اجزاء اخرى توجد بينه وبين الهند خلافات قديمة عليها، الا ان اميركا تقف الى جانب الهند ضد باكستان وخاصة المسلمين الاصوليين ومن ناحية ثانية لاتريد المغامرة بخسارة صداقتها مع حكومة اسلام اباد، التي قدمت لواشنطن تسهيلات سياسية وعسكرية، ودعمتها في حربها ضد ما تطلق عليه "بالحرب ضد الارهاب" فوسط هذا المناخ تعلو صيحات الحرب الهندية الباكستانية من وقت لاخر تلك الصيحات التي طفت على السطح خلال السنوات الاخيرة مرارا وتكرارا وان كانت الاسباب في كل مرة تختلف او تتشابه مع سابقتها وما يتبعها الا ان النتيجة والتجارب اكدت دائما ان الهند وباكستان لاتريدان حربا حقيقة، لانهما اعلم من غيرهما بأوزارها فهل هذه المرة ستكون نسخة من سياسات جس النبض الماضية ام ستنشب حرب بين البلدين؟
الملف السياسي التقى في امستردام الدكتورة "جابي دروب" خبيرة الشئون الآسيوية في حوار حول اجواء التوتر بين الهند وباكستان فقالت: لقد خاضت الهند في الماضي ثلاث حروب ضد باكستان حول منطقة كشمير، وكانت كلها حروبا لم ترق لشمولية المواجهات العسكرية، فكل من البلدين يملك اسلحة نووية، ولن يخاطر اي منهما باستخدامها، لانها ليست في مصلحة الطرفين، والعملية لن تتعدى التلويح بها فقط، واجراء بعض التجارب الصاروخية، وكل هذا يصب في سياسة جس النبض، ولقد انتشرت مؤخرا معلومات "هي في اطار التكهنات" تشير لوجود نوايا هندية لشن حرب سريعة في كشمير، فان كانت توجد مصداقية لهذه التخمينات على سبيل الافتراض، فان باكستان تكون قد استعدت لاجهاض مثل هذا المخطط، في ذات الوقت توجد احتمالات ضعيفة لحدوث ضربات عسكرية لمراكز تدريب العناصر الاسلامية المقاتلة في منطقة كشمير الباكستانية، لكن الهند لن تقدم على هذا العمل قبل الحصول على تأييد عالمي يبدأ من اميركا، يسبقه "بروبا جندا" لنشر معلومات وثائقية ذات مصداقية مقبولة لوجود عناصر ارهابية لها علاقة بتنظيم القاعدة، او تؤكد وجود عناصر مطلوبة من طرف حكومة واشنطن.
ـ هل توجد اسباب جوهرية تلغي فكرة حدوث حرب شاملة بين الهند وباكستان؟ ـ تؤكد نتائج الابحاث والدراسات العسكرية ان تقديرات عدد الضحايا حال حدوث حرب نووية هندية باكستانية قد يصل الى 12 مليون نسمة، وهو رقم يتعدى عمليات ابادة الجنس البشري خلال العقد المنصرم في اندونيسيا، رواندا، منطقة البلقان، اضافة لضحايا اليهود في الحرب العالمية الثانية وبالرغم من وجود مؤشرات تجعل البعض يرجح تصاعد احتمالات حودث حرب نووية، استنادا للحرب الحدودية في كشمير، الا ان الواقع والاسرار العسكرية لاتؤيد تلك الاحتمالات فالعالم لايزال يعاني من عقدة "هيروشيما وناجازاكي" كما اعتقد ان الذاكرة الجماعية التاريخية بدورها لن تسمح بحدوث مثل هذه الحرب، وفي زيارة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد للعاصمة البريطانية لندن الاسبوع الماضي، الذي التقى فيها بخبراء عسكريين، اكد ان واشنطن لن تسمح بحدوث حرب نووية او مواجهة شاملة بين البلدين، وذلك لان اميركا لها مصالح لن تغامر بضياعها في اسيا، اضافة الى ان الهند وباكستان تقعان ضمن دول يطلق عليها "مجموعة دول العقبات" وهو تصنيف امني استراتيجي "اميركي ـ اوروبي" لعدد من الدول التي تملك اسلحة الدمار الشامل، او من لها القدرة على تصنيعها، مثل العراق وكوريا الشمالية وايران وغيرها، ولن يسمح لهذه الدول باستخدام الاسلحة النووية، وعند الضرورة ستتحرك اوروبا واميركا، ولواشنطن وحلف شمال الاطلسي عيون تراقب الاوضاع الداخلية في هذه البلاد، وتربطها خطوط ساخنة برجالات اتخاذ القرارات الخطيرة هناك، ولآسيا خصوصية استراتيجية شديدة الخطورة، فلا يمكن اغفال الصين التي بدورها لن تترك الامر يتفاقم لحرب شاملة هندية باكستانية، فلها مصالح بعضها يتعارض، واخرى تتفق ضمنيا مع اميركا، وهذه الامور ترجح كفة بقاء الوضع مقتصرة على حرب حدودية للمشاة الميكانيكي والمدفعية وصاروخية من وقت لاخر.
ـ الى متى تستطيع اميركا اللعب بالورقة السياسية الهندية الباكستانية لمصلحتها؟ ـ لعله من المفيد ذكر المزيد من عناصر اللعبة الكاملة، لتوضيح اجابة هذا السؤال، فالوضع بالنسبة لباكستان يتعدى الصراع حول كشمير، الامر الثاني انه توجد في جعبة واشنطن الاستراتيجية ملفات كثيرة وعمليات تصفية حسابات مع دول بعينها، بدأت بعضها واخرى لم تفتحها بعد، وواحد من هذه الملفات هو ما يطلق عليه بـ "القنبلة الاسلامية" فقد مرت مرحلة امتلاك باكستان للسلاح النووي بخطوات لن تنساها واشنطن، حيث احاطت هذا الموضوع شبهات بان الرئيس الليبي "معمر القذافي" دعم ماليا مشروع قنبلة نووية باكستانية وحتى هذه اللحظة فان القرار الحاسم في باكستان يوجد في اياد اسلامية، وهو الامر الذي تسعى امريكا لاجهاضه فالاستخبارات الامريكية تسعى لتنفيذ خطة سياسية وضعتها حكومة واشنطن تهدف لفصل الدين عن الدولة في باكستان، حتى يحدث نوع من التوازن السياسي عن بعد، لتصبح باكستان شأنها مثل الهند في سياستها العلمانية، واضيف هنا انه في حقيقة الامر وهذا على عكس ما ينشر في معظم وسائل الاعلام الدولية ان مشكلة كشمير الازمة الظاهرية تدخل في اطار التصفيات، وهي وفقا للمعطيات الاستراتيجية ليست مصدر الازمة الذي يمكنه تفجير الصراع، حيث ان الارث الذي تركته بريطانيا في دول مستعمراتها القديمة له مخاطره ومحاذيره، كما انه بعد احداث 11 سبتمبر فرضت امريكا واجبات سياسية وعسكرية على كل من الهند وباكستان، ظاهرها محاربة الارهاب، وتخفي في طياتها نوعا من "الشراكة الاميركية الحذرة" مع الهند وباكستان تلك التي بدأت منذ سنوات، حينما اجرت كل منهما تجارب نووية، ولعلنا نتذكر وننعش ذاكرة القاريء ان لغة الغرب واميركا واتهامها لباكستان بمساعدة وتمويل "طالبان والقاعدة" في افغانستان، تحولت فجأة الى نوع متناقض لعلاقة مصالح، نجحت اميركا نسبيا في ضم حكومة اسلام اباد للوقوف معها جنبا الى جنب في حربها ضد الارهاب، اذن فيمكننا ان نخلص الى ان اميركا تستطيع اللعب بالورقة السياسية الهندية الباكستانية لمصلحتها، ولكن لمرحلة معينة تتغير او تنتهي بالتحرك الصيني في المنطقة الاسيوية ومن ناحية اخرى بانتهاء ما يسمى بالحرب الاميركية ضد الارهاب، وهي مسألة قد تطول بسبب ان المجتمع الدولي لم يتفق بعد على حسم الخلاف حول توصيف الارهاب فالارهابي في نظر بعض الدول هو مكافح من اجل الحرية الشرعية، والنقيض تماما موجود حيث تعتبر دول اخرى ان العناصر والجماعات التي تحارب بالسلاح من اجل الحرية والاستقلال تدخل في اطار الارهاب، ومع كل ما ذكرته فان اميركا في حيرة من امرها، وهي لاتزال تتأرجح سياسيا، حيث تقف في دائرة لاتحسد عليها لانها فقدت القدرة على الاختيار الصائب، وقد تكون نجحت نسبيا في تحقيق مصالحها مع كل من الهند وباكستان، لكن تبقى مرحلة مؤقتة لن تستمر طويلا.
ـ لكن علاقات اميركا مع الهند تختلف في مستوياتها وتفاصيلها ماهي ابعاد ذلك؟ ـ اميركا كما ذكرت في وضع سياسي واستراتيجي صعب للغاية، حيث تريد ارضاء الهند التي تسعى لمكافحة المد الاصولي داخليا، وتحجيم العمليات العسكرية ضد الهندوس، وباكستان تشعر بالاستياء من هذا الموقف الاميركي، لان حكومة اسلام اباد تؤكد وجود اعتداءات من طرف الهندوس المتطرفين على مسلمي الهند، وتضغط واشنطن على باكستان وتطالبها بضرب المسلمين الاصوليين، هذا التناقض يجعل موقف واشنطن مهددا بانهيار ثقة حكومة الهند وباكستان فيها، اما الاختلاف في نوعية العلاقة فهو نسبي، يقال ان اميركا تربطها علاقة استراتيجية بالهند، بينما باكستان هي علاقة مصلحة فقط، اما الواقع فهي كلها علاقات مصالح ولو تمكنت باكستان من تحقيق اغراض اميركية تفوق ما تقدمه الهند، سيتحول الوضع للعكس، ماتريده اميركا هو احداث تغيير في شبه القارة الهندية، يعتمد على تحجيم دور الصين، وربما عزلها خارج دائرة الصراع لو تمكنت وهو امر صعب للغاية فالصين ليست بالاتحاد السوفييتي السابق، وليس من السهل اتباع ذات المنهج الاميركي معها، لان الصين استوعبت الدرس جيدا واستفادت من التجربة السوفييتية مع الغرب واميركا (البيان الإماراتية)
التعليقات