&
حوار&أمين محمد أمين-نقل السيد محمد الأمين صيفي وزير خارجية جمهورية جزر القمر المتحدة‏,‏ آخر تطورات الأحداث ببلاده‏,‏ وخطوات تحقيق المصالحة الوطنية للسيد أحمد ماهر وزير الخارجية‏,‏ في لقائهما أمس‏,‏ كما يحمل الوزير رسالة شفهية من العقيد عثمان غزالي رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة‏,‏ للرئيس محمد حسني مبارك‏,‏ وقال وزير الخارجية في حديث للأهرام‏,‏ إن الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام الغربية عن بلاده بكل أسف خاطئة‏,‏ خاصة أنه علي مدي‏30‏ عاما من الاستقلال كانت هناك مؤسسات دستورية‏..‏ لكن ما الفائدة من وجود هذه المؤسسات ولا تقوم بواجبها‏..‏
وخلال الفترة الماضية بعد الانقلاب منذ عامين ونصف العام‏,‏ استطاع العقيد عثمان غزالي وهو رجل عسكري‏,‏ أن ينفذ ما لم ينفذه الرؤساء الآخرون علي مدي الـ‏25‏ عاما الماضية من الاستقلال‏,‏ وتم فرض السيطرة الأمنية في البلاد‏.‏ ولم يفرض سيطرته كعسكري بالقوة واستخدم لغة الحوار مع الانفصاليين‏,‏ واقنعهم بالعودة للحظيرة القمرية‏..‏ ونحمد الله علي انتهاء مشكلة الانفصال بعد تنظيم التصويت علي الدستور في يناير الماضي‏.‏
وأصبح الاسم اتحاد القمر علما بأن الاسم لا يهم لأن الأساس في الانفصال من جزيرة انزوان أن تنضم لفرنسا أو تكون دولة مستقلة‏,‏ وهو ما تم رفضه‏.‏
وقال السيد محمد الأمين صيفي‏,‏ الذي عمل لفترة طويلة سفيرا لبلاده بمصر‏,‏ إن اسم بلاده تغير لأكثر من مرة بعد استقلال جزر القمر‏,‏ نحن حاليا في التسمية الرابعة‏,‏ فقد كان اسمنا دولة جزر القمر‏,‏ ثم جمهورية جزر القمر‏,‏ ثم جمهورية القمر الاتحادية الاسلامية‏,‏ والآن جمهورية جزر القمر المتحدة‏,‏ ولكن الأساس الآن أن هناك حكما ذاتيا لكل جزيرة من الجزر الثلاث في وجود حكومة لا مركزية للبلاد أعطت الصلاحية للجزر بدون سيطرة‏.‏
وهذا الحكم الذاتي لايمكن أن يكون علي حساب وحدة الدولة‏,‏ ووجود حقائب وزارية ذات سيادة بالحكومة المركزية التي تقلص عدد أعضائها الي‏6‏ وزراء فقط‏,‏ وهو نصف العدد السابق وهناك ميزانية مستقلة لكل جزيرة‏,‏ والدستور واضح ويحدد صلاحيات عمل كل جزيرة وفقا لأحكام الدستور‏.‏
ونحن حاليا نعيش مرحلة المصالحة الوطنية والانفصال انتهي بلا رجعة‏,‏ ونسير في تحقيق برامج التنمية وأسس المصالحة الوطنية تقوم علي نبذ الانفصال وإعطاء الصلاحية والحكم الذاتي لكل جزيرة من الجزر الثلاث‏,‏ والمشاركة في الحكومة المركزية والأهم هو ان رئاسة الجمهورية دورية بين الجزر الثلاث‏.‏
وللعلم فكرة اللامركزية قديمة ولكنها لم تطبق‏,‏ وتعود لعام‏1978‏ وكان رئيس جزر القمر آنذاك من جزيرة اتزوان‏,‏ وحكم البلاد لمدة‏10‏ سنوات ولم يطبق الحكم الذاتي لأنه مكلف ماليا لتعدد الأجهزة بوجود برلمان في كل جزيرة ووزارة محلية‏..‏الخ‏.‏
هذا بالإضافة للبرلمان المركزي والحكومة المركزية‏,‏ وهو أفضل للديمقراطية ولكنه مكلف ماديا خاصة ونحن بحاجة للدعم المادي لمسيرة التنمية‏,‏ ونحمد الله أن بدأت التجربة منذ أسبوعين‏,‏ والأهم كما قلت هو دعم التنمية‏,‏ ونحن الي الآن لم نعلم الأيدي الخفية المحركة للانفصال‏.‏
وأوضح السيد محمد الأمين صيفي أن الرئيس عثمان غزالي لن يرشح نفسه لفترة رئاسة قادمة‏,‏ وذلك بعد السنوات الأربع المحددة له‏,‏ وكل أملنا أن يأتي بثمارها والنتائج إيجابية والحكومة المركزية تراعي توازن الموارد بين الجزر الثلاث‏,‏ التي تضم‏600‏ ألف نسمة‏.‏
وأكد أن زيارته لمصر من أجل إطلاع المسئولين بها‏,‏ في أول زيارة خارجية لي بعد تولي حقيبة وزارة الخارجية والتعاون الدولي والفرانكفونية والمكلف بالقمريين في امهجر‏,‏ وذلك من أجل احاطة المسئولين ببرنامج المصالحة الوطنية وسأعرض ذلك علي السيد عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية‏,‏ وفي هذا المجال عندما أسأل ماذا قدمت الجامعة العربية لجزر القمر‏,‏ أقول ماذا قدمت جزر القمر للجامعة العربية لأننا نؤمن أننا جزء من الوطن العربي الكبير‏.‏
وفي نفس الوقت‏,‏ نبحث تطورات الوضع في الشرق الأوسط‏,‏ علي ضوء التطورات الجديدة‏,‏ وأكد أن الدعوة لاتزال قائمة لعقد مجلس الجامعة العربية بجزر القمر‏.‏(الأهرام المصرية)