عبد الرحمن الماجدي : عن دار الينابيع في دمشق صدر مؤخرا كتاب الشاعر العراقي حميد العقابي " ُاصغي الى رمادي" الذي جمع فيه فصولا من سيرته الذاتية الممتدة منذ طفولته في مدينة الكوت العراقية حتى اواخر تسعينيات القرن الماضي حيث مايزال يقيم في الدنمارك؛ بلغة تشويقية وسرد لاحداث عاصرها- بصدق قلما ينحاز له كتـّاب السير الذاتية- اسهم بعضها في التأثير في حياته. مستشرفا في الفصل الاخير من الكتاب، باسلوب قصصي يبتعد عن السيرة الذاتية، مستقبله وقد اقعدته شيخوخته& في دار المسنين الدنماركية اذ سيعود منها( الان هو العقد الرابع) الى مدينته العراقية لتحتضن نهايته.
الكتاب في صفحاته الـ220 من القطع الوسط لايخلو من الجرأة في معظم فصوله التي ضمّن العقابي بعضها نصوصا من شعره المكتوب آنئذ.
وقد صدر للشاعر حميد العقابي:"اقول احترس ايها الليلك"1986،" واقف بين يدي"1987،" بم التعلل"1988،" تضاريس الداخل"1992،" حديقة جورج"1994،" وحدي سافرت غدا" شعر بالدنماركية 1996،"كمائن منتعظة"1998،". ولديه مخطوط لمجموعة قصصية بعنوان" وثمة اشياء اخرى".
من كتابه الاخير: ثلاثون عاما مرت وقد اصدرتُ العديد من المجموعات الشعرية ولكني لااستطيع احصاء الخسارات التي سببتها لي عبارة " انه شاعر"، خسرت المستقبل الباهر الذي كان يتوسمه الاهل بي، وحرمت من الجسارة التي تجلب اللذات فصرتُ كلما التفت الى قصيدة خسرت امرأة، ارتضيت بالقليل مما ترميه الحياة لي، فشلتُ في كل المهن التي زاولتها، المطرقة في يدي لاتعرف طريق المسمار فادفع ثمن سهوي رضوضا وانخذالا امام زوجتي فاسمع قهقهات الجدار" انه شاعر، انه شاعر". خسرت العديد من الاصدقاء،ارتضيت بعزلتي وغيّرت النظام وفقا لنزواتي وما يتطلبه انتظار القصيدة، تهجأتُ الحياة وفق نصيحة الشعراء فحفظتُ السنوات على ظهر قلب ثم نسيتها فتكررتْ اخطائي وظلتْ تتكرر حتى غدوت خطاً هرما ابيض الشعر، خسرتُ الاهل والوطن متعللا بيت شعر قاله ابو الطيب المتنبي، وكم مرة كنت اخرج من بيتي ملتجئا الى الغابات في ليالي الشتاء الدنماركي مصطحبا الفرزدق معي نصرخ بالجنّ " اخاكم اخاكم"، خسارات كثيرة ربما كان افدحها بأني اُلهيتُ عن كل مكرمة بقصيدة لم اقلها.
بعد ثلاثين عاما اجلس خلف طاولة الكتابة بانتظار قصيدة وكلما شرعتُ بالكتابة بكتْ طفلتي فاترك كل شيء واهرع اليها، احملها، اغيّر ملابسها، اهيء رضاعتها، اطعمها، يخنقني القلق حين تمرض، أرقبها وهي تحبو وأفرح حينما تمتدّ يدها نحو مكتبتي واضحكُ حينما اشاهدها تمزق كتبي واوراقي.
سنة مرّتْ وانا لم اجترح سوى مرثيتين. هل فقدتُ القدرة على كتابة قصيدة؟ هل اصبحت بليداً؟ لماذا لايقلقني الوجود والعدم بقدر مايقلقني عدم تبرز ابنتي منذ يومين؟
هل انا نادم؟
لاادري.
عزائي مقولة للفيلسوف الدنماركي سورن كيركغورد، ارددها مع نفسي كثيرا:
( ان تتزوج تندم، وان لم تتزوج تندم كذلك
ان تنجب اطفالا تندم، وان لم تنجب اطفالا تندم كذلك
ان تعش تندم، وان لم تعش تندم)
وهكذا ........ " ص9,8
الكتاب في صفحاته الـ220 من القطع الوسط لايخلو من الجرأة في معظم فصوله التي ضمّن العقابي بعضها نصوصا من شعره المكتوب آنئذ.
وقد صدر للشاعر حميد العقابي:"اقول احترس ايها الليلك"1986،" واقف بين يدي"1987،" بم التعلل"1988،" تضاريس الداخل"1992،" حديقة جورج"1994،" وحدي سافرت غدا" شعر بالدنماركية 1996،"كمائن منتعظة"1998،". ولديه مخطوط لمجموعة قصصية بعنوان" وثمة اشياء اخرى".
من كتابه الاخير: ثلاثون عاما مرت وقد اصدرتُ العديد من المجموعات الشعرية ولكني لااستطيع احصاء الخسارات التي سببتها لي عبارة " انه شاعر"، خسرت المستقبل الباهر الذي كان يتوسمه الاهل بي، وحرمت من الجسارة التي تجلب اللذات فصرتُ كلما التفت الى قصيدة خسرت امرأة، ارتضيت بالقليل مما ترميه الحياة لي، فشلتُ في كل المهن التي زاولتها، المطرقة في يدي لاتعرف طريق المسمار فادفع ثمن سهوي رضوضا وانخذالا امام زوجتي فاسمع قهقهات الجدار" انه شاعر، انه شاعر". خسرت العديد من الاصدقاء،ارتضيت بعزلتي وغيّرت النظام وفقا لنزواتي وما يتطلبه انتظار القصيدة، تهجأتُ الحياة وفق نصيحة الشعراء فحفظتُ السنوات على ظهر قلب ثم نسيتها فتكررتْ اخطائي وظلتْ تتكرر حتى غدوت خطاً هرما ابيض الشعر، خسرتُ الاهل والوطن متعللا بيت شعر قاله ابو الطيب المتنبي، وكم مرة كنت اخرج من بيتي ملتجئا الى الغابات في ليالي الشتاء الدنماركي مصطحبا الفرزدق معي نصرخ بالجنّ " اخاكم اخاكم"، خسارات كثيرة ربما كان افدحها بأني اُلهيتُ عن كل مكرمة بقصيدة لم اقلها.
بعد ثلاثين عاما اجلس خلف طاولة الكتابة بانتظار قصيدة وكلما شرعتُ بالكتابة بكتْ طفلتي فاترك كل شيء واهرع اليها، احملها، اغيّر ملابسها، اهيء رضاعتها، اطعمها، يخنقني القلق حين تمرض، أرقبها وهي تحبو وأفرح حينما تمتدّ يدها نحو مكتبتي واضحكُ حينما اشاهدها تمزق كتبي واوراقي.
سنة مرّتْ وانا لم اجترح سوى مرثيتين. هل فقدتُ القدرة على كتابة قصيدة؟ هل اصبحت بليداً؟ لماذا لايقلقني الوجود والعدم بقدر مايقلقني عدم تبرز ابنتي منذ يومين؟
هل انا نادم؟
لاادري.
عزائي مقولة للفيلسوف الدنماركي سورن كيركغورد، ارددها مع نفسي كثيرا:
( ان تتزوج تندم، وان لم تتزوج تندم كذلك
ان تنجب اطفالا تندم، وان لم تنجب اطفالا تندم كذلك
ان تعش تندم، وان لم تعش تندم)
وهكذا ........ " ص9,8
التعليقات