واشنطن - جدد الرئيس الاميركي جورج بوش عزمه الخميس على الاطاحة يوما بصدام حسين لكنه واجه تحذيرات علنية من ضيفه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي اعتبر ان الخيار العسكري خطأ، ومن اعضاء في مجلس الشيوخ وخبراء يرون ان الانتصار يحتم تواجدا مكلفا وطويل الامد للولايات المتحدة في العراق. في الوقت الذي وجهت فيه الحكومة العراقية دعوة الى رئيس فريق المفتشين الدوليين لنزع الاسلحة هانس بليكس للمجيء الى بغداد لبحث احتمال استئناف مهمات التفتيش في البلاد.
واعلن بوش للصحافيين لدى استقباله الخميس الملك عبد الله الثاني في البيت الابيض ان السياسة الاميركية الهادفة الى تغيير النظام في بغداد "لها سبب. فصدام حسين رجل يسمم شعبه ويهدد جيرانه ويطور اسلحة دمار شامل". واكد انه عازم على دراسة "كل الخيارات واستخدام كل الوسائل. انا رجل صبور لكني لم اغير رايي منذ الزيارة الاخيرة للملك" الى البيت الابيض.
وكانت الحكومة العراقية قد وجهت&دعوة الى رئيس فريق المفتشين الدوليين لنزع الاسلحة هانس بليكس للمجيء الى بغداد لبحث احتمال استئناف مهمات التفتيش في العراق المعلقة منذ 1998، على حد ما ذكرت الصحف الاميركية الرئيسية.
وجاءت الدعوة ضمن رسالة وجهها وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، كما اوضحت صحيفة نيويورك تايمز.&وقال صبري في رسالته بحسب الصحيفة ان حكومة بلاده على استعداد لاستقبال بليكس "في اسرع وقت ممكن وفي موعد يجري توافق مشترك" على تحديده.
من جهته اعلن العاهل الاردني الذي امل من جهة اخرى في اقناع واشنطن بتسريع خطة عملها حول تسوية النزاع في الشرق الاوسط، مرارا في الايام الاخيرة ان هجوما عسكريا اميركيا على نظام صدام حسين سيكون "خطأ كبيرا جدا".
وجدد القول في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست امس الخميس "انها فكرة سيئة، انها حسابات سيئة (...) ستثير الاضطرابات في المنطقة باسرها".&من جهة اخرى، تواصلت جلسات مجلس الشيوخ امس الخميس لليوم الثاني على التوالي في غياب ممثلين عن الادارة الاميركية، وذلك من اجل توضيح الجدال حول مدى اهمية تدخل عسكري اميركي محتمل في العراق.
وقال الديموقراطي جوزف بيدن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، ان "الولايات المتحدة لا يمكنها السماح لنفسها بابدال طاغية بالفوضى" وهو يغادر سريعا. واعتبر ان واشنطن التي تعطي الاولوية للخيار العسكري، ينبغي ان تكون على استعداد ايضا للالتزام باعادة اعمار البلد على المدى الطويل.
ويشاطر وجهة النظر هذه صامويل بيرغر، مستشار الامن القومي السابق في عهد الرئيس بيل كلينتون، والذي اعتبر ان التهديد الحقيقي الذي يطرحه صدام حسين لا يمكن الا ان يتفاقم اذا وضع يده على السلاح النووي.
وقال بيرغر منبها "لكنه سيكون علينا فيما بعد البقاء لبعض الوقت" في العراق. وحذر "ساندي" بيرغر ايضا من ان يؤدي سقوط بغداد الى تفاقم خطر زعزعة الاستقرار في المنطقة وخصوصا في باكستان.
واعتبر عدد من الخبراء ان اعادة البناء السياسي والاقتصادي للعراق ستكلف مليارات الدولارات وستؤدي الى تواجد طويل الامد لقوة حفظ سلام مدنية وعسكرية في هذا البلد.
وراى الجمهوري كاسبار وينبيرغر "لست متاكدا مما اذا كان ينبغي اعادة اعمار العراق ولو كانت بعض المساعدة مطلوبة في هذا المجال". وقال وزير الدفاع السابق في عهد الرئيس رونالد ريغان "اذا كنا وحدنا في معركة الاطاحة بصدام، فليكن. لكني متاكد ان ذلك سيولد حلفاء".
وكان عدد من الاختصاصيين طالب الادارة الاميركية الاربعاء بعدم التقليل من قدرات الجيش العراقي الذي يبقى مع ذلك خطيرا.&واخيرا، بدات جولة مناقشات تهدف الى معرفة ما اذا كان يفترض بالرئيس بوش الحصول على موافقة مسبقة من الكونغرس لاعلان الحرب على العراق. واعلن ترنت لوت، زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ان ذلك ليس ضروريا لان الرئيس يملك، برايه، التغطية عبر الاذن الممنوح له في ما يتعلق بمكافحة تنظيم القاعدة التي يشتبه في تواجدها في العراق.
لكن بيدن اجاب ان على الرئيس ان يستشير الكونغرس قبل القيام باي تحرك "وان يطلب صلاحية (اعلان حرب) على غرار ما فعل والده" الرئيس جورج بوش الذي شن حرب الخليج في 1991.
&
التعليقات