&
&
* نعم اطمح لزعامة ورئاسة حسب برنامجي
* لم التق الملك سوى على غدائه عندي
* اعترف بانني محارب من اناس يكرهونني
* نريد ان يقول الناس هذا من خير "سيدنا" وليس غيره
&
كتب نصر المجالي: .. في واحدة من سنوات السبعينيات الفائتة قال الصحافي اللبناني الراحل سليم اللوزي في مجلة "الحوادث" ذات مرة في تحقيق سياسي طويل عن الاردن "ان علة الملك حسين في مستشاريه"، وفعلا كان القصر الملكي في عهد الملك الراحل يعج بالعشرات من المستشارين الذين كان الوصف الأقل لهم في الشارع السياسي بـ"الحيتان". |
وفي حالة امتدت حوالي نصف القرن فان سياسة الاسترضاء كانت هي واقع الحال بالنسبة للملك استنادا الى حال عشائري واقليمي وسياسي، وهو أي الملك حسين كان يحتفظ دائما في جيبه او على مكتبه او في ذاكرته اسماء رجال يأتي بهم ثم يطيح بهم حسب مقتضيات المرحلة. ولذلك فانه في عهد سنوات حكمه جاء بأكثر من ثمانين حكومة قادها نيف وعشرون رئيس للوزراء. هذا اضافة الى الحشد الكبير من الوزراء المتقاعدين، حتى انه قيل "هذا معالي الشعب الأردني".
ومع عهد النجل الملك عبد الله الثاني فان كثيرا من هذا تغير، فالعاهل الاردني حين قال "انا لست والدي"، فانه عنى الكلام ونفذه، طموحا الى عهد جديد يستشرف ابعد الآفاق، فلا مجال بعد للاسترضاء، ولا رؤساء الوزراء ومعه الوزراء يتغيرون كما تتغير "احجار الشطرنج"، وهي مرحلة واحدة اختطها الملك لنفسه ومعها قراراته "التي يصدرها عن قناعة وسرعة الى درجة حادة".
&
دور ينتهي
واذ هذه سياسة الملك عبد الله الثاني، فان رجالا ابتعدوا عن مصدر القرار "وتعتقد مصادر اردنية انه قرار قطعي من الملك، وان هؤلاء انتهى شوطهم ومرحلتهم من بعد ان ادوا قسطهم للعلا..".
من هؤلاء الرجال على سبيل المثال لا الحصر هو عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب السابق الذي حادثته "إيلاف" في مكتبه قبل ايام، وكانت قبله حادث غريمه ونده رئيس الوزراء السابق عبد الرؤوف الروابدة ثم من |
بعدهما حادثت رئيس الوزراء الراهن المهندس علي ابو الراغب الذي اصبح رجل المرحلة من دون منازع. وكل من الرجال الثلاثة له مواقفه من الآخر، وكل فتح النار على الآخر، وكان رد رئيس الحكومة مختصرا في جملة واحدة "باختصار حكومتي حكومة قرار، وهي ليست حكومة موظفين، ونحن هنا لسنا يافطة ترفع في المناسبات او شعارات جوفاء تعلو وتخفت او دكانا سياسيا".
وكلام ابو الراغب كان رجع الصدى الحقيقي على ما يبدو للهجوم الذي شنه الملك عبد الله الثاني على "الصالونات السياسية في عمان متهما اياها بانها تمارس دور المافيا".
&
حديث المجالي
يعترف المجالي الذي عمل في السابق رئيسا لأركان الجيش برتبة الفريق ان لقاءاته في السنتين مع الملك اصبحت قليلة او معدومة بالتالي ما عدا ذلك اللقاء الذي كان على حفل غداء دفع ثمنه القصر الملكي في منزل المجالي في عمان.
&
من حضر اللقاء ومن اختار اسماء الحضور، وما ذا تم بحثه؟
اللقاء حضرته 20 شخصية اختار القصر بعضها وانا اخترت البعض، وقد استمع جلالة الملك الى وجهات نظر كثيرة حول التطورات والاوضاع المحلية، حيث خرج جلالته على ما اعتقد بحصيلة جيدة من الآراء، كما انه ايضا شارك في كل فاعلية بابداء ارائه.
ولكن يقال انكم تعانون من قضية ان الملك لا يلتقيكم، ومن جانبكم تعتبرون ان هذا الحال يشكل حربا ضدكم من جانب جهات عديدة؟
نعم الملك لا يلتقيني، قد يكون لانشغالاته وارتباطاته وحركاته الكثيرة، وهذا امر يحز في النفس حيث هنالك الكثير الذي يمكنني عرضه امام جلالته، اما في شأن دور الآخرين في ذلك، نعم اقول ان البعض يحاول ان يتفرد بالقرار من حول الملك، ولكنني ادرك ان جلالته وهو يقود المسيرة الخيرة في عهده الجديد راغب في الاستماع الى وجهات النظر كلها، وانا لي وجهة نظري التي ارغب ان اطرحها دائما.
&
هل انتهيتم؟
هل تعتقد ان هذا نهاية دوركم، من بعد ان اديتم قسطكم للعلا خدمة للبلاد، والى ماذا انت ذاهب حيث حركتكم واسعة ونشيطة على صعيد شعبي؟ (يبلغ المجالي من العمر 64 عاما)
انا لا اعتقد بنهايات الادوار، طالما انني اقدم خدمة للعرش والوطن، نعم انا اتحرك على صعيد شعبي، ليس للتفتيش على دور بل ان لي قواعدي الشعبية من جنوب البلاد الى شمالها، واقول لك انني استقبل في مدينة الرمثا الشمالية من جانب الآلآف، كما هو حال مدن الجنوب التي انتمي اليها، وهذا وضع يفتقده غيري ممن يفتشون عن زعامات بالفهلوة الكلامية.
اذا انتم تحاولون خلق تيار شعبي عريض وراءكم، هل هذا بحث عن زعامة وطنية، وهل سترشح نفسك للبرلمان اذا اجريت انتخابات؟
التيار الشعبي موجود ومحاضراتي التي القيها بحضور كثيف في مختلف المحافظات والمناطق تؤيد ما اذهب اليه، اما اذا جرت الانتخابات فانني سأذهب اليها، وجوابي هو: نعم بكل تأكيد.
موضوع الزعامة الوطنية، امر مرتبط، لكنه مختلف التفاصيل، فالانسان الباحث عن زعامة وطنية عليه ان يقدم خططا ومشروعا وطنيا.
&
ميثاق وطني جديد
اذن ما هي الخطط نحو ذلك، وكيف تبادرون الى تنفيذها؟
انا في السعي الى ذلك، ارى ان اية تحركات يجب ان تتم على ارضية "ترتيب البيت الاردني" قبل الشروع في اجراء اية انتخابات برلمانية، و على صعيد اتخاذ أي قرار وطني.
انني ارى هنا ضرورة طرح ميثاق وطني جديد مختلف عن الميثاق الذي اعد في اول التسعينيات، في زمن مختلف عن الزمن الحالي، فلقد دخل الاردن بعد صدور ذلك الميثاق مرحلة السلام الاستراتيجي، وحالنا الراهن يستدعي تطويرا للميثاق يلزم الجميع بلا استثناء بالعمل السياسي تحت سقف الميثاق، المستمد اساسا من روح الدستور، وهذه مهمة لا بد وان تتوافق عليها سائر مؤسسات المجتمع المدني بالاشتراك مع السلطة الرسمية والمفكرين وسواهم في نسق وطني موحد وموضوعي، وتطوير القانون وتعديلها، وتحقيق العدالة اذ لا صوت يعلو على صوت القانون الذي يساوي بين الاردنيين كافة.
&
الصحافة والأحزاب
كيف تنظرون الى دور الصحافة المحلية والاحزاب السياسية في الاردن؟
لا بد من اعادة النظر الشاملة في المسيرة الحزبية والصحافية والاعلامية بما ينسجم والثوابت الوطنية الاردنية، وعلينا اعادة النظر في مؤسسات الاعلام الرسمي، اما الصحافة فانه لا بد من ضبط سلوكياتها كصانع للرأي والتوجهات، ولست ارى سوى غير الحكومات قادرة على المهمة، الا اذا استمر البعض في ترويج مفهوم ان الحكومات مؤسسات متسلطة مهمتها قمع الحريات التي لا تصونها الا الصحافة التي لا ضابط لسلوكها.
وهنا فانني اسأل هل تؤدي بعض صحفنا الاردنية دورها الوطني المطلوب، انني استطيع القول: لا، وانني استطيع ان اجزم ان بعض المسؤولين الاردنيين الذين جرفتهم "الفزعة" منذ التحول عام 1990 وسكن الرعب قلوبهم، فانهم اسهموا بشكل او بآخر في تخريب الدور الوطني للصحافة، وحولوا بعضها الى صحافة اشخاص لا الى صحافة وطن.
&
شخصنة الاشياء
كيف ترى الصورة العامة للأوضاع في الاردن؟
الصورة ليست قاتمة في بلدنا، ولكن ما اطرحه على صعيد شعبي عام هو ان الذي المسه وأراه لا ينسجم حتما مع مستوى طموح القيادة وعامة الناس الذين يشكلون الأغلبية الصامتة في بلدنا.
وانا حين اتكلم مثلا عن الانتخابات فانني اتكلم عن ان البعض هنالك يذهب الى شخصنة هذا الأمر وكأن موضوع الانتخابات البرلمانية هدفها في ذهنة مجرد وصول اشخاص الى قبة البرلمان ليكونوا نوابا يؤدون خدمات لمواطنين وليسوا نوابا للوطن ولا يلتفت الكثيرون الى ان الشأن الانتخابي البرلماني الاردني يتأثر بما يجري في الخارج وفي الجوار، مع انه شأن محض وطني.
&
منصب رئيس الوزراء
هل هذا هو الخلاف الوحيد بينك وبين مناهضيك ومزاحميك برلمانيا و"زعاماتيا"، وهل انت راغب تسلم منصب رئيس الوزراء؟
بالنسبة لمنصب رئيس الوزراء، فانه اذ كلفت من جلالة الملك فسأقبل ولكن حسب برنامجي وليس برامج غيري، اما الخلاف مع الانداد والرفاق والآخرين، فانني اختلف معهم على مهمة تحصين الوطن، فالشارع الاردني يجب ان لاتقوده اهواء الآخرين المستمدة من الخارج، او حتى الذين يعيشون على ارضنا من ذوي الطموحات الضيقة مصلحيا، انا ارغب في ان يعيش المواطن الاردني على خير وطنه وان يقول الكلمة المعتادة هذا "من خير الله وخير سيدنا عبد الله، وليس من خير الآخرين، من المقاولين والمليارديرات على الارض الاردنية.
ومن هنا فانني اقول ان الانتخابات ان تمت فعلينا ان ننتهي من احد الظواهر المغلوطة التي استحكمت عندنا بفعل التقادم، وهذا واقع يحتاج الى اصلاح، والانتخابات لا بد وان تكون اردنية وبالكامل، والشارع الاردني يجب ان لا تقوده الاهواء وطموحات البعض وقضايا الآخرين وحدها، وانما القضايا الوطنية اساسا، ولا بد من تحصين المجتمع والدولة ضد المؤثرات الخارجية.
وكذلك فانه لا بد من ان تتم الممارسات الوطنية ذات البعد الشعبي ضمن اجواء سليمة وصحية لا تتأثر بانعكاسات خارجية، فشعبنا ليس مجرد مجموعة احزاب او نقابات او افراد مسيسين وانما هو سواد كبير يمتد من اقصى الخارطة السياسية الاردنية الى اقصاها، فهو يستحق ان يحاور ويتحاور وان تسمع اراؤه وشكاواه لا ان يظل مجرد مشاهد من خارج الصورة.
&
الاحزاب الخارجية
هذا يعني ان هنالك احزابا على الساحة تدار من الخارج؟
بالتأكيد، يجب ان تنخرط الاحزاب العاملة على ساحتنا في الهم الوطني، ومن هنا الدعوة الى ترتيب البيت الاردني الداخلي اولا، واعادة تنظيم المجتمع على اسس سليمة ومدروسة، والعمل على الغاء تحكم اقليات مسيسة في نبض الشارع ثم الهمل على ترويض شارعنا على الاستجابة للمعايير غير الوطنية. فهنلك مشككون في الاردن ومسيرته في الداخل والخارج وللأسف فان بعض الاحزاب العاملة عندنا وهي اقلية سياسية تتأمر من الخارج لا تنحاز الى القضايا الوطنية الكبيرة والا فما معنى ان يوجه افراد وجهات الدعوة لعصيان مدني فيستجاب لها خلافا لارادة السلطة الرسمية؟ ترى ضد من تتم الدعوة الى الاضرابات والعصيان ضد الدولة الاردنية ام ضد غيرها؟
&
انا لا ادفع
في سعيكم الى تحقيق زعامة وخوض انتخابات برلمانية، يتهمكم البعض بانكم تتحدثون من جيبكم، فهل تدفعون لأحد؟
اسمع، انا صحيح رجل اعمال واشارك في استثمارات، انا لا ادفع لشراء الذمم، اذ يمكن ان يفعل ذلك غيري على مستويات عديدة، اما انا فلا افعل هذا، ويمكنك سؤال اي مواطن اردني من الشمال الى الجنوب ليجيبك ما اذا كنت دفعت له ام لا؟ (( يذكر ان المجالي، الذي تسلم مناصب وزارية كثيرة، ومناصب مثل منصب مدير الامن العام والسفير الاردني في واشنطن، يعتبر احد رجال الاعمال الكبار، وهو وكيل لعدة شركات خارجية كبيرة، واحدة منها على سبيل المثال وكالته للماردير العراقي المقيم في بريطانيا نظمي اوجي صاحب المشروعات الاستثمارية الكثيرة)).
&
الخلاف مع الروابدة
وأخيرا، فان الحديث الذي امتد مع المجالي وهو مؤسس حزب العهد الذي انضم الى احزاب وسطية عديدة ليولد منها الحزب الوطني الدستوري، اكثر من ثلاث ساعات في مكتبه الكائن في احدى افخم ضواحي العاصمة الاردنية تناول الكثير من معطيات على الساحة الاردنية. وهو ايضا تناول الخلاف مع رئيس الوزراء السابق عبد الرؤوف الروابدة الذي كان نائبا لرئيس الحزب الوطني الدستوري، حتى ترك هذا الاخير الى الحزب من قبل |
ترؤسه وزارته التي خلفها فيها ابو الراغب.
كما تناول المجالي في حديثه الطويل ايضا، اتهاما الى بعض الشخصيات في مواقع رسمية كبيرة حاليا، قال انها تآمرت ضده لاقصائه من ترشيح نفسه الى رئاسة مجلس النواب التي فاز فيها في نهاية المطاف، وهو يشير في هذا الاتجاه الى اطراف في القصر الملكي وفي رئاسة الحكومة.
واذ هو فتح النار على مناهضيه واعدائه فانه يحس بان عليه مهمة كبيرة عليه مسؤولية ادائها للوطن الاردني، وبالطبع فان هذا الكلام كان مثار رد من هؤلاء المناهضين سواء من منهم خارج الحكم اوفي داخله.
&
** (قريبا: حلقة جديدة في الهزيع الأخير من جولة ايلاف في افكار الأردنيين)
&
التعليقات