لندن -ايلاف: قالت مصادر سياسية ان زيارة مالك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة اليوم الى ايران وهي الاولى لمسؤول كبير منذ العام 1979 ستحل جميع المشاكل العالقة بين المنامة وطهران على صعد عديدة.
وشهدت العلاقات بين البلدين انهيارا كبيرا في العام 79 تلاه انهيار مماثل في العامين 1994 و99 حين اتهمت المنامة ايران بانها غذت احداث الفتنة الطائفية في البلاد.
ولم تكن سنوات حكم شاه ايران الراحل جيدة بين البلدين حيث كان محمد رضا بهلوي لوح لمرات عديدة بالقول ان البحرين جزء لا يتجزأ من الامبراطورية الايرانية، وهو في ذلك كان يحاول الضغط على دول الخليج العربية والعراق.
وحين تراجعت مطالب الشاه، لم تكن الثورة الاسلامية التي قادها اية الله الخميني في العام 1979 بأفضل حال، حيث ان اول ما دعت اليه هو تصدير الثورة الى دول الجوار الخليجي العربي، كما انها اكدت مجددا على "فارسية الخليج وليس عروبته" جال وزير الخارجية الايراني صادق قطب زاده دول المنطقة حاملا تهديدات لها وداعيا الى تبعية البحرين الى طهران.
ولكن حملة عربية شاملة ساندت البحرين "الارخبيل من الجزر" في الخليج واكدت على عروبتها كما شنت الدبلوماسية ووسائل الاعلام العربية حملة على نطاق دولي مطالبة بـ "لجم المطامح الايرانية".
وظلت علاقات المنامة وطهران تتأرجح بين مد وجزر لكنها وصلت الى ذروتها في التقارب حين تسلم الاصلاحيون الايرانيون الحكم بقيادة محمد خاتمي الذي طمأن لمرات عديدة دول الجوار بان ايران معنية في امن المنطقة وانها مستعدة للمشاركة فيه درأ لأية اخطار غربية مرتقبة.
واتهمت البحرين التي تحكمها اسرة آل خليفة (السنية) منذ اكثر من قرنين من الزمان، ايران لمرات عديدة بانها كانت وراء اعمال الشغب والفتنة التي شهدتها المنامة لفترتين في التسعينيات، على اعتبار انها تساند السكان الشيعة للانقلاب على الحكم، وتقول ايران ان الشيعة هم الغالبية السكانية في البحرين ولكن هذا الكلام لم يؤيد من اية مصادر دولية.
وقاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي تقلد الحكم بعد والده الراحل في العام 1999 ، وقاد حركة اصلاحية هو الآخر قرر بموجبها انجاز ميثاق وطني يرضي الجميع من فئات الشعب واقلياته الطائفية، وعاد معارضون عديدون للاسهام في بناء البلاد والانخراط في الحياة السياسية بانفتاح كامل.
وتتزامن الحركتان الاصلاحيتان في البلدين جنبا الى جنب الأمر الذي قاد الى التقارب بينهما، وتشير المصادر الى ان المنامة والبحرين قلقتان من تدهور الاوضاع على الواجهة العراقية في تنامي الكلام بتوجيه ضربة عسكرية الى بغداد لاطاحة الحكم هناك.
وللمنامة علاقات مرنة مع بغداد، بينما علاقات طهران مع هذه الاخيرة تتأرجح حسب مصالح كلا البلدين اللذين خاضا حربا ضروسا في الثمانينيات من القرن الفائت لتشتعل بعدها حرب جديدة اثر غزو القوات العراقية لدولة الكويت.
وتتفق مصادر بحرينية وايرانية عليا على ان زيارة الملك حمد الى طهران تاريخية في كل المواصفات "فهي تنهي فترة الشك السياسي المتبادل على قاعدة المصالح المشتركة بينهما والتي تفرضها المستجدات في المنطقة".
وبالطبع كما تقول المصادر فان العلاقات الاقتصادية والتعليمية والثقافية ستكون على اجندة لقاءات العاهل البحريني في قمته مع القادة الايرانيين وعلى رأسهم مرشد الثورة اية الله علي خامنئي والرئيس الاصلاحي محمد خاتمي.
ويرافق الملك حمد وفد كبير من الوزراء والمستشارين والخبراء، من بينهم في صفة خاصة وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك الذي صرح في الأمس مؤكدا على اهمية علاقات البلدين في هذه المرحلة المهمة من تاريخ المنطقة والامة الاسلامية.